ألاتجاه المعاكس، الجزيرة: إستراتيجية الإعلام العربي

برامج حوارية، 06-10-2008

مقدم الحلقة: فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

حياة الحويك عطية

ابراهيم العريس

– عن الإستراتيجية الإعلامية لإلهاء الشعوب
– أهداف برامج التسلية وأسباب شعبيتها
– الإعلام واحتياجات العالم العربي

– الإعلام العربي بين نظرية المؤامرة وحرية المواطن

فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام وكل عام وأنتم بألف خير. لماذا وصل الأمر ببعض الشيوخ مؤخرا إلى تحليل دم بعض أصحاب الفضائيات العربية؟ ألم يصبح الإعلام العربي وخاصة الفضائي منه مشكلة في حد ذاته؟ أليس هناك ما يشبه الإستراتيجية الإعلامية المنظمة لإلهاء الشعوب بالتسلية الرخيصة وتخديرها بالمجون والإسفاف؟ يتساءل آخر. ألا تتآمر بعض الجهات العربية مع المستعمر الغربي لضرب الثقافة العربية والإسلامية إعلاميا؟ ألا تنفذ بعض القنوات العربية مخططا استعماريا مفضوحا بأموال عربية؟ ألا يغرقون الساحة العربية بنوع واحد من الإعلام الهابط بينما يضيقون الخناق على وسائل الإعلام التنويرية؟ يتساءل أحدهم. ألم يزيحوا بعض الفضائيات عن الأقمار الصناعية؟ لكن في المقابل ألا نعيش في عصر السموات المفتوحة؟ أليست المسألة عرضا وطلبا؟ لماذا نلوم البائع ونبرئ المستهلك؟ أليس من حق الجميع أن يطلقوا ما يشاؤون من الفضائيات، والحكم للسوق؟ أليس الإعلام الترفيهي هو السائد حتى في العالم الغربي؟ ألا تبيع صحيفة شعبية واحدة في أوروبا أكثر مما تبيع كل الصحف الرزينة مجتمعة؟ هل يتآمر برلسكوني وميردوخ صاحبا الإمبراطوريات الإعلامية الترفيهية على الشعوب الغربية؟ متى نتوقف عن الانشغال بنظريات المؤامرة؟ إلى متى نريد وضع الإنسان العربي تحت الوصاية الإعلامية؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الكاتبة والباحثة الدكتورة حياة الحويك عطية صاحبة دراسة “نحو نظام إعلامي عربي جديد”، وعلى الكاتب والناقد السيد إبراهيم العريس. نبدأ النقاش بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

عن الإستراتيجية الإعلامية لإلهاء الشعوب

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام، نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تعتقد أن هناك إستراتيجية إعلامية لإلهاء الشعوب وتخديرها؟ 94,7% نعم، 5,3% لا. لو بدأت معك دكتورة حياة بهذه النتيجة، يعني ما الذي يجعل الشارع العربي يطلق هذه الأحكام يعني من فوق الأساطيح إذا صح التعبير؟ 94% أو 95% يؤمنون بوجود خطة منظمة لإلهاء الشعوب وتخديرها، كيف؟

حياة الحويك عطية: يعني أعتقد أن المسألة هي أبعد من مجرد مناقشة برامج تصدم السائد أو تصدم الواقع أو المتعارف عليه، المسألة تتعلق بإعادة بناء العقل إعادة بناء الوعي، إحلال منظومة قيم جديدة محل منظومة القيم القائمة. وأنا لا أقول إطلاقا أنه لا يجوز أن يحصل ذلك ولكن أية منظومة قيم؟ هنا النقطة، يعني ماذا نحل مكان ماذا؟ ماذا نلغي، ماذا نثبت وماذا نبتكر من جديد على هذه المجموعة؟ ولا أعتقد إطلاقا أنه يجوز إدراج هذا الكلام ضمن إطار الحداثة، ملاحظة، لأنه في ذلك تسطيح لمفهوم الحداثة. ولكن لا بد لتوضيح هذا التناول من أن نضع الأمر في سياقه، أي بحث علمي يحتاج لسياق، السياق، هناك سياقان سياق عالمي وسياق محلي، السياق المحلي إن هو إلا ناتج للسياق العالمي لكنه ناتج له خصوصيته، ذو خصوصية، فالسياق العالمي أختصره بسرعة شديدة، هو سياق بدأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحلول حرب الأفكار مكان حرب المدافع في الحرب العالمية الأولى والثانية ومنذ ذلك الحين بدأت الميديا وسائل الإعلام تأخذ أهمية متنامية في هذا الصراع، في مسألة الصراع الذي انتقل مع المراحل المتتالية من 1945 إلى 1990 بداية النظام العالمي الجديد، انتقل عبر مراحل متعددة اختلفت في أشياء كثيرة، يمكن أن ندخل على تفاصيلها في الحلقة، ولكنها اتفقت في شيء واحد أنها كانت دائما موضوع صراع بين خطين يمكن أن تقوم الميديا فيها، وسائل الاتصال، بإحلال إما مفاهيم هذا الخط وإما مفاهيم الخط الآخر إلى أن وصلنا مع النظام العالمي الجديد ببداية 1990 إلى الانتقال من مسألة الصراع بين خطين متوازيين إلى مسألة هيمنة خط واحد ترجم بالنظام العالمي الجديد الذي ترجم محليا بالنظام الإقليمي الجديد ومن ترجماته العملية على الأرض هذا النظام الإعلامي الذي شهدناه منذ التسعينات وحتى الآن.

فيصل القاسم: طيب ونحن نتحدث عن النظام الإعلامي العربي الآن..

حياة الحويك عطية: الآن..

فيصل القاسم: خلينا ندخل مباشرة..

حياة الحويك عطية: لذلك أنا قلت سأختصر جدا بالعام..

فيصل القاسم: باختصار إيه..

حياة الحويك عطية: أدخل في النظام العربي وأنا قلت السياق، سياق النظام العربي، نحن في النظام العربي ما هو سياقنا؟ سياقنا أولا سياسيا أننا دول محتلة أننا دول تعاني من فساد الأنظمة أننا دول تعاني من قمع الأنظمة، أننا دول تعاني من مشاكل سياسية كثيرة ومتعددة، هذا واحد، نعاني من الاحتلالات بالدرجة الأولى، كنا باحتلال قبل النظام الجديد أصبحنا مع احتلالين معلنين وأكثر من احتلال غير مباشر. اجتماعيا، نحن نعاني من زرع الشروخ المذهبية والطائفية والإثنية و.. و.. إلى آخره، نعاني من تخلف في المسائل الاجتماعية الأساسية، المرأة، الطفل، الشباب، التعليم والأمية، المسائل الاجتماعية العامة، اقتصاديا نعاني من فساد النظام الاقتصادي عبر الخلل بين الإنتاج والإنفاق وعبر غياب العدالة الاجتماعية. هذه المشاكل جميعا أو هذه العناصر التي تشكل سياقنا العربي ماذا تحتاج؟ تحتاج كلمة واحدة، هي المقاومة ولا أقصد هنا المقاومة العسكرية، يعني ما يفهمونيش مقاومة يعني حماس وحزب الله، لا، هي مقاومة الإنسان العربي لهذا التخلف هذا الخلل هذا التراخي القائم. السؤال المركزي بالنسبة لحلقة الليلة، هل هذه البرامج التي نتحدث عنها..

فيصل القاسم (مقاطعا): وهذه الفضائيات.

حياة الحويك عطية: وهذه الفضائيات، تبني روح المقاومة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى آخره؟ أم تحطم روح المقاومة بالتمييع، وقد شهدنا دائما مسربين لتحطيم روح المقاومة، مسرب القمع ومسرب التمييع، هذه تصب في مسرب التمييع.

فيصل القاسم: جميل جدا.

إبراهيم العريس: يعني ضيعتني الدكتورة لأنه فاتت بكل العالم لتوصل على محل للمقاومة بالأخير ورغم تصريحها لكن أنا شخصيا عندي حذر تجاه كل كلمات المقاومة على الإطلاق، أفضل كلمة الوعي. ما يحتاجه المواطن العربي هو الوعي مش المقاومة، كثير قاومنا وكثير انهزمنا وكثير فشلنا وكثير المقاومون صاروا تجار ببلادنا، دائما يعني. فأنا بأفضل كلمة الوعي لأنه ما نحتاجه مش المقاومة ما نحتاجه هو الوعي، الوعي المتخلف اللي عم بيعيشه العالم العربي منذ، مش من بعد الحرب العالمية، منذ أول انقلاب عسكري حصل بالعالم العربي، منذ ضربت الطبقات الوسطى التي تبني المجتمعات عادة ومنذ ضربت الأفكار الليبرالية الكبرى التي ظهرت منذ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني لطه حسين ونجيب محفوظ وأمين الريحاني وكل هؤلاء. ما نحتاجه أنه في وعي متخلف بالعالم العربي تسبب عن الانقلابات العسكرية وعن تزييف الإعلام العربي، هون منفوت بالإعلام العربي وأحادية الإعلام العربي، لما كنا نحن بهالأنظمة هذه القمعية العربية وما زال بعضها موجودا كان الإعلام العربي واحدا وأحاديا كان موجودا فقط لخدمة هذه الأنظمة. أنا اليوم بأعتبر حالي مواطن حر وسعيد بالجمهورية الديمقراطية الوحيدة الحرة والليبرالية بالعالم العربي، جمهورية التلفزيون، جمهورية الإعلام العربي هي جمهورية حرة ليبرالية لأنها متنوعة متعددة حلت مكان تعدد الأحزاب وتنوع الأفكار بالعالم العربي اللي غائب منذ أول انقلاب عسكري ومنذ سيطرة الأحزاب الشمولية على الحكم ببلادنا واللي كانت بالأول هي نتيجة المؤامرة بالصراع الأميركي الفرنسي الإنجليزي اللي جابها على الحكم ثم استفردت بنفسها وفاتت وعلمتنا الفكرة الواحدة وأحادية التفكير وأحادية يعني حتى بحلمنا ممنوع نحلم صرنا. فهذا أنا بأعتبر حاليا أن الإعلام العربي حاليا يحقق الوعي المطلوب بتنوعه، مش يعني برغبته الخاصة، بقدرته على التنوع لأنه أنا بالنسبة لي أنا لما بأقول أنا حر وديمقراطي بجمهورية التلفزيون أملك بيدي سلاحا أقوى من أوراق الاقتراع بالجمهوريات السعيدة الحقيقية بالعالم اللي هو الـ remote control، بأقدر أنا أشيل فيصل قاسم بأي لحظة اللي بدي إياها خلال ثوان بشيله بلغيه، بلغي رئيس جمهورية بلغي أفكار بلغي أديان بلغي شو ما بدي عن طريق الـ remote control عم بعيش نوعا من وهم الحرية، هذا مش حرية كاملة، أنا أعرف أن هذا وهم حرية ولكن وهم حرية بيعلمني الرفض لأنه نحن تعلمنا دائما القبول، القبول بالزعيم القبول بالحزب القبول بالجريدة القبول بالرأي الواحد، نحن من 1400 سنة عايشين بزمن غير خاضع لفكرة النقد، اليوم  الـ remote control ببلادنا وبتنوع المحطات التلفزيونية، وأنا ما بشوف لا فكرة.. أشوف الكلام عن مؤامرة كلاما سخيفا جدا ما له أي معنى على الإطلاق..

فيصل القاسم (مقاطعا): ليس هناك مؤامرة إعلامية يعني هدول المصوتين كله كلام فارغ؟

إبراهيم العريس: أكيد، أكيد، معلش معلش، الناس بيحبوا ينقوا، نحن شعوبنا، ما هنن هدول الـ 95% يرموا تلفزيوناتهم بره، ليش ما بيتخلوا عن تلفزيوناتهم؟ بدي أقول لك شغلة، كل واحد وقت اللي عم بيقول في مؤامرة مش بيكون عم بيفكر بكل المائتي محطة عربية، عم بيفكر بمحطات معينة بتغيظه، يعني إذا كان أصولي بيفكر بالمحطات الليبرالية إذا كان ليبرالي بيفكر بالمحطات الدينية، كل واحد بيفكر بمحطة واحدة وبينق عليها فبينق وبيجمل ونحن معودين نجمل، لكن أنا ما بأعتقد أنه في إنسان عربي لليوم أمسك التلفزيون احتجاجا ورماه بره بيته. فالإعلام، طالما الإعلام متعدد ما فيش مؤامرة.

فيصل القاسم: جميل جدا، جمهورية.. ندخل مباشرة ونبعد عن الأكاديميات لأنه بالمناسبة ما رح يفهمنا أحد. جمهورية التلفزيون الحرة وتحقيق الوعي وكل ذلك، تفضلي.

حياة الحويك عطية: جمهورية التلفزيون الحرة هي جمهورية بدون حكومة وبدون نظام وبدون قانون وبدون.. هي قبيلة تعود بنا إلى ما قبل الجمهوريات. ولكن أنا أتوقف عند الملاحظة الأولى، الوعي بدل المقاومة، هل هناك مقاومة بدون وعي؟ يعني هذه سفسطة كلامية، أي مقاومة يمكن أن تقوم بدون وعي؟ الأستاذ عم بيحكي وفي بذهنه خلفية معينة لمقاومة لا يحبها..

إبراهيم العريس (مقاطعا): كل واحد بيحكي في بذهنه خلفية، مش مشكلة هذه..

حياة الحويك عطية:لا، لا، أنا أتكلم بكلام..

إبراهيم العريس (متابعا): يعني عم تحكي بدون خلفيات حضرتك يعني؟

حياة الحويك عطية:  أنا أتكلم بكلام علمي، لا، أحط الخلفيات على جنب، ليس هناك مقاومة تصب في صالح المجتمع إذا لم يكن هناك وعي فمسألة تناقض المقاومة والوعي هذا كلام..

إبراهيم العري (مقاطعا): لا، لا، الوعي قبل المقاومة مش تناقض أبدا، حددت كلامي أنا..

حياة الحويك عطية: قبل ما اختلفنا، مش مهم مين قبل ومين بعد..

إبراهيم العريس (مقاطعا): حضرتك، لا، اسمحي لي شوي، حضرتك..

حياة الحويك عطية (متابعة): لا، لا، ما أنت قلت إن المقاومات والمقاومين صاروا تجار..

إبراهيم العريس(مقاطعا): لا، لا، معلش بدي أدخل.. لا ما نلعب على الكلام ونجر الناس..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): يا أستاذ، اسمح لي..

إبراهيم العريس(متابعا): لا اسمحي لي شوي، لا، لا، ما نلعب ديماغوجيا على الكلام..

حياة الحويك عطية: لا، أنا ما قاطعتك، أستاذ إبراهيم..

إبراهيم العريس: لأنه..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة، بس سجل، تفضلي..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): أنا لم أقاطع..

فيصل القاسم (متابعا): ندخل مشان ما نضيع الوقت..

حياة الحويك عطية: الوعي قبل المقاومة ما اختلفناش ولكن المسألة مش الكلام عن فلان وعلان، هي أعمق من ذلك بكثير. النقطة الثانية، ضرب الطبقات الوسطى، ما من نظام ألغى الطبقة الوسطى وضربها مثل النظام العالمي الجديد اللي هو النظام النيوليبرالي، هذه أي واحد بيعرف أن أول سماته إلغاء الطبقات الوسطى. هذا تناقض ثاني وقعت فيه. التناقض الثالث، خدمة الأنظمة، وهل تعتقد يا سيدي أن الفضائيات الحالية لا تخدم الأنظمة؟ هذا كلام سطحي جدا جدا إذا اعتبرنا.. ما هي..

إبراهيم العريس(مقاطعا): كلها عم تخدم نفس الأنظمة؟

حياة الحويك عطية: ما هي ملك للأنظمة ما هي بالآخر فتش عن المالكين، كل واحدة منهم ارجع لمالكيها. النقطة الثالثة، أنه حلينا محل التعدد صار عنا محل تعدد الأحزاب عنا تعدد خيارات، وين الخيارات اللي عنا؟ هو عمليا..

فيصل القاسم (مقاطعا): الخيارات الإعلامية.

حياة الحويك عطية: الخيارات الإعلامية وينها؟ جيب لي برنامج عن الأمية بالتلفزيونات العربية، جيب لي برنامج عن الفساد باستثناء برنامج غادة عيد بالـ New Tv، جيب لي برنامج عن البطالة، مستوى البطالة بالعالم العربي، جيب لي برنامج حقيقي عن موضوع المرأة أو حضور للمرأة، مذيعاتنا كلهم صاروا قارئات ورق، أيام اللي كنا نقول في أحادية وفي كان مذيعات تحضر برامجها وتقدمها ومسؤولة عنها، اليوم صارت المذيعات صور على الشاشة بتقرأ، إلى آخره. أوصل للنقطة الأخيرة اللي هي بالنسبة لي مركزية، الكلام عن نظرية المؤامرة السخيفة، أولا لا يجوز أن نستعمل في مناظرة علمية محترمة كلمة سخيف، أنا لا أسخّف أحدا. ولكن أنا أسألك هل دخلت إلى إحدى كليات الإعلام في الغرب؟ هل دخلت إلى إحدى المكتبات المتخصصة في الإعلام في الغرب؟ وأقول في الغرب لأنني أقصد الدول الليبرالية في الغرب، لتجد مساقات كاملة في الكليات ومئات الكتب على الأرفف تناقش وتتحدث بدقة علمية، أقصد الكتب العلمية، عن تطور الإستراتيجية الأميركية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى هذه اللحظة، تطورها..

فيصل القاسم (مقاطعا): فيما يخص منطقتنا.

حياة الحويك عطية: فيما يخص منطقة الشرق الأوسط. هل قرأت كتاب لورنر the passed of the traditional society “موت المجتمعات التقليدية” في 1958 الذي اعتبر أن المجتمعات التقليدية في الشرق الأوسط التي هي ضروري إلحاقها بالمعسكر الأميركي لمقاومة المعسكر السوفياتي، لا يمكن أن يتم هذا الإلحاق إلا بواسطة وسائل الإعلام، هذا بالـ 1958، لتصل إلى آخر كتاب صدر “مؤتمر الإعلام الأخلاقي” اللي عقد في جنيف قبل ثلاث سنين وكان يتناول هذا الموضوع. بينها، الدكتور طلب مني أنه ما أحكي أكاديمي، ما رح أحكي أكاديمي ولكن يمكن أن أعد لك مائة اسم على الأقل من أساتذة الإعلام الكبار الذين بحثوا في تطور الإستراتيجية الأميركية من الـ 1945 للـ 2008 الآن للهيمنة على الشرق الأوسط إعلاميا عبر، نقطة مهمة جدا لا بد من التركيز، الهيمنة كيف؟ الهيمنة مش أنه أنا أجيب لك خطابا أميركيا، الهيمنة عبر تغيير أنماط الحياة ومنظومات القيم بما يحقق مسألة الإلحاق، ما يسمى علميا في علم الميديا الإلحاق، يعني هيربر تشيلر اليوم صار يعترض على الغزو الثقافي بيقول نحن تجاوزنا مسألة الغزو كثيرا وأصبح الآن المطلوب هو الإلحاق عبر تبني النخب المحلية نفسها لمنطق..

فيصل القاسم (مقاطعا): وعبر وسائل الإعلام المحلية.

حياة الحويك عطية(متابعة): لنخب الإعلام أقصد، لمنطق ثقافة الاستهلاك ثقافة السوق.

أهداف برامج التسلية وأسباب شعبيتها

فيصل القاسم: طيب جميل جدا، كيف ترد على هذا الكلام؟ يعني الآن هناك من يتحدث عن استعمار إعلامي غربي بأموال عربية، أنه كل هذه أنت تتحدث عن حرية وتنوع وجمهورية التلفزيون الحرة وفي واقع الأمر كل هذا الكلام عبارة عن تسلية رخيصة عن إسفاف ومجون كما يقول البعض، هذا هو المطلوب تسليع العالم العربي.

إبراهيم العريس: في مستويين من الحديث هلق عم بيصير هون، مستوى نظري بيفوت على المكتبة وبيشوف كتب.. لا شك عندنا أن الأميركان ولا الروس ولا السوفيات ولا الفرنسيين، كل العالم بيقعدوا بيشتغلوا كيف بدهم يستعمروا العالم كله، كيف بدهم يثبتوا وجودهم، هذا الشي بديهي ما بده شطارة يعني ما بده.. في كتب بالمكتبات وفي دائما ناس بالـ (سي.آي.إيه) وبغيرها بيشتغلوا، هلق أنا عم بحكي فعلا على المشهد الإعلامي العربي كما أراه، بدي أعرف أنا أنه.. قالت،وين؟ ما شفت البرنامج الفلاني والبرنامج الفلاني. كله هذا أنا شايفهم على البرامج، كله هذا شايفينه وكل الناس بتشوفهم على التلفزيونات وبيفشوا خلق الناس، أنه عن الفساد، بكل البلاد في بكل المحطات، في مائتي محطة بالنهاية. المشكلة الأساسية اللي عم نحكيها نحن مشكلة هل الإعلام العربي هو إعلام نتيجة هذه المؤامرة اللي موجودة بكتب بالمكتبة الفلانية والمكتبة الفلانية وبالمجلس الفلاني ولا هو نتيجة جهود مجموعة كبيرة من الفنانينالعرب والإعلاميين العرب والمتفرجين العرب والممولين العرب..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): وينهم؟ وينهم؟

إبراهيم العريس: اسمحي لي شوي، قلت ما بدك تقاطعيني أنت.

فيصل القاسم: بس دقيقة..

حياة الحويك عطية: عفوا.

إبراهيم العريس:قلت ما بدك تقاطعيني.

حياة الحويك عطية: طيب مش رح أقاطعك.

إبراهيم العريس: اللي عم بيعملوا المسلسلات السورية الفنانين اللي عم بيحطوا دم قلبهم ليعملوا مسلسلات ليوصلوا أفكارا ووعيا للناس موجودون، الناس اللي بيعملوا برامج موجودون، يعني هلق هذه الجزيرة هي جزء من المؤامرة الأميركية بدك تقولي يعني؟ ولا المنار جزء من المؤامرة الأميركية؟ مش عم بفهم!

حياة الحويك عطية: نحن عم نحكي..لا، المستقبل..

إبراهيم العريس (متابعا): حضرتك قلت كل الإعلام وذكرت لي..

حياة الحويك عطية(متابعة): المستقبل، المستقبل..

إبراهيم العريس (متابعا): ثلاثة أربعة أسماء أكاديمية لتقولي للجمهور العربي أنه في ناس.. طبعا الجمهور العربي كله بيعرف أكثر مني ومنك أنه في ناس قاعدين بأميركا وبريطانيا ووين ما كان عم بيحاولوا يشتغلوا..

حياة الحويك عطية (مقاطعة): مش أنا اللي قلت في مؤامرة، أنت اللي قلت مؤامرة.

إبراهيم العريس: عزيزتي، إذا بتريدي، لا، هو سألني الأستاذ سألني عن المؤامرة قلت له أنا بالنسبة لي، ومصرّ، كلمة مؤامرة كلمة سخيفة يعني في نظرية المؤامرة نظرية.. كل الناس بتعمل مؤامرات على كل الناس، يعني هلق نحن بالبرنامج كل واحد مننا عم يتآمر على الثاني بنهاية الأمر يعني كيف بده يتشاطر عليه، هذه مؤامرة موجودة ولكن ربط فكرة المؤامرة بالمائتي محطة تلفزيونية بالعالم العربي وبعدين بتستثني اللي بيعجبك منها بتقولي ما عدا فلان وما عدا فلان وما عدا فلان، هذا كثير سهل وبسيط وشعبي الكلام، أنا بضمن لك بالنهاية رح تأخذي 99% مش مشكلة بالنسبة لي، لو كان الشعب العربي واعيا ومش محتاج للوعي كنا النتيجة طلعت 50% بـ 50%، لكن إذا بدنا نقول الإسفاف، عم تحكي لي على الإسفاف، بفرنسا في محطة تلفزيونية أنا بأعتبرها من أعظم المحطات بالعالم كله اسمها (آر.ت)، في البلد العظيم اللي عمل ثورته الفرنسية وفصل الفكر عن الدولة..

فيصل القاسم (مقاطعا): (آر. ت) وهي مشروع ألماني فرنسي مشترك.

إبراهيم العريس: بالظبط. هذه المحطة بتعرف عدد، نسبة الناس اللي بيشوفوها كل يوم؟ 1,3% هذه اللي بتقدم أعظم نتاجات الفكر العالمي اللي بدها تقدم وعيا للفرنسيين، أي محطة بتنشاف بفرنسا أكثر شيء؟ اللي هي بتشبه المستقبل بلبنان والـ (إل. بي.سي) والـ (إم.بي.سي) وبتشبه المحطات اللي بتقدم ترفيه اللي هي (ت.ت.إف) هذه المحطة اللي بيشوفوها كل الناس اللي ما عاد فيها ولا برنامج ثقافي، هذه جزء من المؤامرة الأميركية على فرنسا يعني؟! ما الناس كلها.. لأن الطبقات الوسطى التي تبني المجتمعات انتهت، الثقافة انتهت بالعالم، الناس استبدلوها بالتلفزيون. أنا برأيي أن المسلسلات العربية بغثها وسمينها اللي عم نشوفها سواء كان عن أسمهان ولا عن أم كلثوم ولا عن أي شيء، أكثر تقدما وأكثر امتلاء بالأفكار من المسلسلات اللي بتيجي من أميركا واللي بتنعرض بفرنسا. بشوف أنا المسلسلات الفرنسية وبشوف المسلسلات الأميركية، فهذا الكلام حول يعني أنه في مؤامرة قاعدين أربعة خمسة عم بيخططوا بالعالم وجايبين كل الممولين العرب، مثل ما حضرتك بتقول إن الممولين عرب بأموال عربية وإلى آخره، أنا برأيي هذا كلام ما له أي معنى لأنه بدي أقول لك شغلة، ما فيش ولا محطة عربية بالمائتي محطة الموجودين بتدافع عن أميركا وعن السياسة الأميركية على فكرة، ما فيش ولا محطة عربية بتدافع عن السياسة الإسرائيلية وعن الاحتلالات اللي عم بتحكي عنها المدام، ما حدا بيدافع عنهم، كل المحطات فيهم ناس وطنيين حتى أكثر مما بدهم أصحاب المحطات.

حياة الحويك عطية: عفوا، عفوا، يعني صار في كثير أكثر من نقطة..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس أنا خليني أسأل هون نقطة مهمة..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): لا يا دكتور في نقطة مهمة هون جدا..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة، خلينا يعني نقرب الموضوع للمشاهد لأنه المشاهد يعني ما بدنا نبعده كثيرا عنا. طيب، هل تستطيعين أن تنكري.. هذا كلام مهم جدا، أنت تعلمين أن هناك إمبراطوريات إعلامية كبيرة في الغرب إمبراطوريات إعلامية للترفيه، ميردوخ عنده عشرات الصحف وعشرات القنوات الفضائية، بيرلسكوني في إيطاليا، في كل الدنيا.. هل هؤلاء يتآمرون على المجتمع الغربي، على مجتمعاتهم الغربية؟ كما قال لك، إنه معروف حتى في العالم المتحضر أن عدد الصحف الشعبية والقنوات الترفيهية يفوق بعشرات المرات الصحف التنويرية والمقاومة والثورية وكل هذا الكلام. كيف تردين؟ نقربه للمشاهد.

حياة الحويك عطية: أنا بدأت بالسياق وأعود إلى السياق..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس الوقت انتهى ها..

حياة الحويك عطية: بدأت بالسياق وأعود..

فيصل القاسم (مقاطعا): بدنا نطلع من السياق.

حياة الحويك عطية: لا، لا، أعود إلى السياق. لا، في مثل بريطاني بيقول ما بتقارن التفاحة بالإجاصة، ما ينطبق على المجتمع الفرنسي لا ينطبق على المجتمع العربي..

فيصل القاسم: جميل.

حياة الحويك عطية: هداك خلص من الاحتلال من الـ 1945..

فيصل القاسم: رائع.

حياة الحويك عطية: هداك خلص من الخسائر يعني عفوا العجز الاقتصادي من سنوات..

فيصل القاسم (مقاطعا): هداك حقق الكثير من المنجزات الاقتصادية والتكنولوجية.

حياة الحويك عطية(متابعة): مش بس هيك، منظومته الاجتماعية تختلف، أنت قبل شوي حكيت عن الـ remote control، هو تفضل حكى، شو اللي ماسك الـ remote control؟ اللي بيمسك الـ remote control هو مواطن يذهب إلى المدرسة، اعطني برامج التعليم وأين آلت، أين وصلت؟ اللي بيمسك الـ remote control مواطن بيروح على المسجد، شوف أين أصبحت حال المساجد اللي هي المفروض مصدر الوعي والتنوير، خطب الجمعة تقرأ يوم الخميس من الرقيب وتلقى يوم الجمعة! اللي بيمسك الـ remote control هو إنسان عايش في المجتمع يعاني من كل المكبوتات، اللي بيمسك الـ remote control هو إنسان مش قادر يأكل ويشبع يعاني من كل.. غياب العدالة الاجتماعية..

فيصل القاسم (مقاطعا): يعني؟

حياة الحويك عطية(متابعة): فهذا ليس حر الاختيار، واللعب على مكبوتاته وعلى حاجاته وعلى ما يعاني منه هو لعب سيكولوجي بيخلق حالة من اثنين، سيكولوجيا، إما حالة الانكفاء وإما حالة العنف، التطرف، هنا الخطر. وأعتقد أن مقاربة الموضوع بمعنى أنه اعطني محطة بتسوق لإسرائيل هذه مقاربة سحطية جدا، أنا عندما أقول اندراج الإعلام العربي في سياق نظام اقتصاد السوق يعني تحويل المواطن من مواطن إلى بائع ومشتري، وهذه كمان ما يقول لي.. دراسات في عليها عشرات الدراسات الأكاديمية..

فيصل القاسم (مقاطعا): طيب وهذا اللي بأوروبا بائع ومشتري، في الغرب بائع ومشتري.

حياة الحويك عطية: قادر يكون لأنه منتج، أنت مش منتج، أنت يا دكتور بالعالم العربي مجتمعات غير منتجة مجتمعات لا تعتمد إلا على النفط وهناك كتب، يعني ما فيني أتناول الأشياء الأكاديمية..

فيصل القاسم (مقاطعا): بائع ومشتري، غيره؟

حياة الحويك عطية: إلى بائع ومشتري. نقل منظومة القيم من غياب أي قيمة للفرد إلا بناء على الثروة، ما يمتلك من ثروة، غياب قيمة بناء الثروات بشكل طبيعي منطقي تدريجي قائم على الجهد البشري وإحلال فكرة المضاربة، وهذا في عالم كبير حائز على جائزة نوبل للاقتصاد، إيطالي، بيقول إنه ما في شيء ممكن يدمر عقلية الإنتاج الإنسانية مثل برامج المضاربة اللي شاشاتنا بتتناقلها هيك. اربح المليون واربح الكذا واربح الكذا وكله بحكي فاضي، فما في، هذا أنا لما أقعد على التلفزيون وبشوف أنه بكلمتين وبلعبة فيني أجيب مليون وبسياق عمر كامل.. وهذا اللي بيقوله موريس آليه، بعمر كامل ما بجمع هذه الثروة، عقلية الإنسان المنتج، هذه ما في شك هي خطر ممكن على المجتمعات الغربية و شاهدنا، أنا عم بشوف بالغرب يعني الإعلام قديه عم بيناقشوها بس أنا الآن غير معنية بالغرب، أنا عم بعني مجتمعات فقيرة مجتمعات متخلفة مجتمعات محتلة..

فيصل القاسم (مقاطعا): بحاجة إلى إعلام مغاير، مختلف..

حياة الحويك عطية(متابعة): بحاجة إلى إعلام مغاير. أنا ما فيني، جيب لي الأواعي اللي بتلبسهم المرأة الغربية أنا ما فيني ألبسهم، هذا أبسط ما يكون من السطحية. لما بدأت بالسياق أنا أركز على سياق، لما كانت فرنسا محتلة في الـ 1945 ما كان عندهم إعلام مثل اللي بتشوفه على (آنتين دول ليام) وعلى TV5 كان إعلامها إعلاما مقاوما للاحتلال، كان إعلاما مختلفا. لما بيصير في أزمة اقتصادية الإعلام كله بيتجند لخدمة الأزمة الاقتصادية. أما الكلام عن بعض المسلسلات السورية أو غير السورية، على رأسي، أنا ما قلت إنه في هذا المحيط المظلم ليست هناك بقع بيضاء ولكن 90% مما يثار من برامج التسلية من برامج المضاربة من برامج الحظ من الفورمات الأميركية، بتعرف أنه في إحصائيات 60% من البرامج العربية مشتراة فورماتها من الولايات المتحدة الأميركية..

فيصل القاسم: صيغتها وشكلها، إيه.

حياة الحويك عطية: الفورمة بما تتضمنه الفورمة من حامل للقيم وبالتالي فمسألة خدمة اقتصاد السوق هي مسألة خدمة الـ system of valuse يعني منظومة القيم التي تخدم اقتصاد السوق واللي نحن فيه بالنتيجة لسنا إلا مستهلكين، من مصلحة المنتج أنه يمشّي اقتصاد السوق لأنه بيبيع.

الإعلام واحتياجات العالم العربي

فيصل القاسم: جميل جدا، طيب هناك نقطة مهمة، يعني نحن دائما نقارن ما العيب في أن يكون لدينا مثلا ثلاثمائة محطة ترفيه ومحطة تنويرية، هكذا الأمر في الغرب، وهكذا كذا، كل العالم ماشي هيك وعولمة وحدود سقطت وكل هذا الكلام. لكن لماذا لا نميز بين مجتمعنا والمجتمعات الغربية؟ نحن مجتمعات متخلفة، لماذا نقفز مباشرة إلى الصيغة الإعلامية الغربية ونحن متخلفون، محتلون، نعاني الأمرين؟ إذاً نحن بحاجة لإعلام مختلف، ليس هذا الإعلام الذي يضحك علينا بالراقصات والماجنات وكل هذا الكلام اللي الآن. يا أخي يعني هل يعقل أن 98% من المحطات العربية، الفضائيات الموجودة كلها هشك بشك؟! هل نحن بحاجة إلى هشك بشك؟

إبراهيم العريس: وشو مشكلة الهشك بشك؟ شو مشكلة الهشك بشك؟ أنا بس تذكرت حكاية لما عم تحكي السيدة تذكرت حكاية كثير ظريفة بحكيها دائما، كان عندي صديق بالقامشلي فوق القامشلي عمل أستوديو تصوير، أول مرة كان أستوديو يفتح في تلك المنطقة اسمه شمعون عنتر، هذا بالستينات، رحنا هنأناه وباركنا له وإلى آخره وابتدأ يزدهر، بعد فترة شفته ببيروت عم بيفتش على شغل، قلت له شو يا شمعون ما مشي حال الأستوديو عندك؟ قال لا مشي الحال، شو المشكلة؟ قال المشكلة بالمطران والمختار، ليش؟ المطران كان مصاحب امرأة المختار فكان ماشي حال الأمور لما جاؤوا عمل الأستوديو قاموا ناس اشتروا كاميرا واشتروا أفلام وصوروا المطران وزوجة المختار ووزعوا الصور فطلعت الفضيحة فكانت النتيجة سكروا الأستوديو، يعني اللي عم نحكيه بالضبط يعني بتحكي الدكتورة على تشخيص واقعي لبعض المجتمعات العربية ثم بتنقل النتيجة للإعلام، ما الإعلام هو صورة للمجتمعات المدينية بالعالم العربي، هو في كل شيء، ما أنا اللي عم بأقوله من شوي إنه في كل شيئ، في الناس اللي بيرقصوا وفي الناس اللي بيغنوا وفي الناس اللي بيقدموا دين، في ناس بينصحوا بالدين، في الناس الليبراليين في الناس اللي بيستدعوا مع أنه بيمثلوا 1% من العالم العربي مثلي أنا مثلا يعني، يستدعوا على التلفزيون ودائما التلفزيون فيه كل شيء، لشو نحن دائما بدنا نحط مشاكلنا نعلقها على التلفزيون..

فيصل القاسم: وعلى الإعلام.

إبراهيم العريس: بالضبط الإعلام بشكل عام، دائما مشاكلنا منجي منشخص منقول نحن متخلفين، مجتمعات متخلفة، ما قدرنا عملنا، ما قدرنا عملنا، ما قدرنا عملنا، الإعلام. الإعلام هو حالة الوعي الوحيدة حاليا لأنها عم بتوصل رسائل وعي وعلاقات وحب وغرام وشو ما بدك لآخر ضيعة بآخر جبل باليمن وآخر جبل بالشو اسمه، وعم بتوصل الرسالة الإرهابية كمان، وعم بتوصل أيتام صدام حسين كمان، وعم بتوصل بقايا ما تبقى من الأنظمة والأحزاب الشمولية كل الناس عندهم حظهم وعم بيصلوا عن طريق التلفزيون، الإعلام يعني، وما بعتقد في حدا مش عم بيوصل. هلق إذا كان أصحاب الفكر يعني اللي عم بيموت بعالمنا العربي، فكر الستينات، هذا الفكر اللي نبع مع الكذا، إذا هو متأذي من حالة الوعي وعنده حنين للفكر الشمولي..

فيصل القاسم (مقاطعا): يعني كالدكتورة حياة يعني؟

إبراهيم العريس: ما بعرف أنا ما بعرفها منيح للدكتورة حياة..

حياة الحويك عطية: لا، لا، بيعرفني كثير منيح..

إبراهيم العريس (متابعا): لا، لا، أول مرة بسمع فيك، اسمحي لي شو..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): واضح، واضح، خطابك واضح..

إبراهيم العريس: اسمحي لي شو، أول مرة بسمع فيك لا تؤاخذيني يعني..

حياة الحويك عطية: يا أخي أنا مش مشهورة بس خطابك واضح..

إبراهيم العريس (متابعا): مش متابع كل شيء أنا بالعالم العربي، بس أنا بعرف تماما عم بتمثلي فكر معين، فكر موجود بعالمنا العربي..

حياة الحويك عطية(مقاطعة):طيب وأنت عم بتمثل فكر معين..

إبراهيم العريس:أكيد أنا عم بأمثل..

حياة الحويك عطية (متابعة): طبيعي كل  إنسان هيك، يعني هذا كلام كثير..

إبراهيم العريس (متابعا): يعني واضح من كلامك عم بتمثلي فكر عم بيموت بالعالم العربي، أكبر هزائمه، عم يطرح للتحالف..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): صح، صح..

إبراهيم العريس: خليني أكمل جملتي معلش..

حياة الحويك عطية(متابعة): لا اسمح لي ما فيك تقول فكر عم بيموت، أنت ما بتقدر تحكم إعدام على أحد.

إبراهيم العريس:ما عم بحكم إعدام على حدا، أنا عم بأقول كلامك بيمثل فكر من الستينات مشكلته الأساسية ما بقى عنده حلفاء غير الستالينيين والمتشددين في العالم العربي، بده يتبنى كلامهم وبده يشتغل ديماغوجيا مع النق العربي المعتاد فبيوصل بأفكاره، وعم بطمئنك أفكارك بتوصل أنا ما قلت أفكارك ما بتوصل، أفكاري اللي صعب توصل لأن الوعي العربي لسه ما اكتمل..

حياة الحويك عطية(مقاطعة):لأنك سابق عصرك..

إبراهيم العريس: لا، لا، مش سابق عصري لا، أنا أخذت دروس، اسمحي لي شو، أنا أخذت دروس الإرهابيين والديكتاتوريين في العالم العربي ورافضهم ورافض أحزابهم ورافض وجودهم ورافض تاريخي معهم، اسمحي لي أنا كنت شيوعي من زمان وبعرف شو عم بعمل..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): ما هو كلكم هيك انقلبتوا، قلبتوا 360 درجة.

إبراهيم العريس: معلش، معلش لا تقاطعيني، أنا ما قاطعتك رجاء..

فيصل القاسم: بس دقيقة رجاء.

إبراهيم العريس (متابعا): فعم بتمثلي فكر هذه أزمته، أزمته يعلق مشاكله، يعلق هزائمه على شو؟ لقى أهين شيء الإعلام لأنه الإعلام، المواطن العربي بيقعد بيتفرج ست ساعات وسبع ساعات على التلفزيون بيرجع بيسكر، رب الإعلام ودين الإعلام واللي خلق الإعلام، أنا بعرف هذا النق المعتاد، هذا نق عربي معتاد موجود عند المثقفين، لسه في مثقفين بيفتكروا التلفزيون بعضهم الأسود والأبيض وبعضهم..

حياة الحويك عطية(مقاطعة):دكتور فيصل، دكتور فيصل اسمح لي..

فيصل القاسم: طيب جميل.

حياة الحويك عطية(مقاطعة): أنا هذا الإسفاف في الحوار أعترض عليه..

فيصل القاسم: طيب كيف، دقيقة بس..

حياة الحويك عطية: لا، لا، أسجل نقطة اعتراض..

فيصل القاسم: لا، لا نسميه، نرد عليه، نرد عليه رجاء.

حياة الحويك عطية: رح أرد ولكنني لا أستطيع أن أرد بنفس المستوى..

فيصل القاسم (مقاطعا): يقول لك أنت تنتمين إلى خطاب إعلامي عربي أكل عليه الدهر..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): عفوا اسمح لي أنا هذا الإسفاف سامعته من مليون ونصف ثوري سابق انقلب لما بطل له عراب، صار يتيم، في مثله كثير الأستاذ..

إبراهيم العريس(مقاطعا):هذا إسفاف، هذا هو الإسفاف، معلش هذا هو الإسفاف.

حياة الحويك عطية: لا لا، هذا رد على خطاب ولكني سأرد بطريقة علمية أنا أرد من متابعة علم الإعلام في العالم وتطبيقاته على الأرض العربية، أنا اشتغلت في الكثير من الوسائل الإعلام العربية الفضائيات عملت فيها..

فيصل القاسم (مقاطعا): ندخل مباشرة.

حياة الحويك عطية(متابعة): ودرست في أكثر الدوائر الأكاديمية دقة، فأنا عم بجمع العملي بالنظري ولا أخجل في ذلك إطلاقا..

فيصل القاسم (مقاطعا): وأنت الدكتوراه من باريس، جامعة باريس الأولى.

حياة الحويك عطية: حول الفضائيات، من باريس الثانية اللي هي من أصعب الجامعات، ولكن أن يقال إنني أمثل فكر الستينات اللي مات وكذا، أنا أمثل قيم لا تموت وفكر متحرك ومتطور لا يبحث عن تبني، إذا فقدوه في الاتحاد السوفياتي فتش عنه عند السعودية، خلينا نكون واضحين، وعند الأميركان، أنا أمثل قيما وأمثل عقلا علميا نقديا وهذا العقل العلمي النقدي أسأل برامج التسلية هذه ماذا تفعل بالعقل النقدي الذي نحتاجه لبناء نهضته كما احتاجته أي نهضة في العالم، ماذا تفعل به برامج التسلية في الفضائيات العربية؟! وأنا عندما دعوتني قلت لي إننا سنتحدث عن برامج التسلية لذلك ركزت عليها ولم أدخل في البرامج السياسية، الأستاذ عم بيخلط شعبان برمضان..

إبراهيم العريس (مقاطعا): أنا اللي عم بخلط شعبان برمضان؟! مش معقول.

حياة الحويك عطية(متابعة): بدي أعطيك جملتين فقط من منظر أميركي، ملتون فريدمان بيقول نحن أمام نظام اقتصادي جديد يفترض ملايين الأشخاص الذين لا يعرف أي منهم إلا مصلحته الخاصة ومؤكدا على أن نظام الأسعار هو الذي يتولى هذه المهمة ووسائل الإعلام هي التي تمهد له الطريق، هذا ملتون فريدمان، إحصاء عائدات بيع البرامج الأميركية لفضائيات العالم الثالث من 1980 إلى 1993 انضربت بأربعة، بيع التكنولوجيا وبيع الفورمات..

فيصل القاسم (مقاطعا):خلينا بس هي، كي..

حياة الحويك عطية(متابعة):  بحسب باحثين أميركيين ديفد مورلي وكيفن روبنسن..

فيصل القاسم (متابعا): باختصار ماذا تريدين أن تقولي، بجملة؟

حياة الحويك عطية(متابعة): يعني بينحكى عن عقلية المؤامرة، هذا إرساء لمفاهيم اقتصاد السوق عبر ثلاث نقاط، بيع التكنولوجيا، تسويق قيم اقتصاد السوق، ترسيخ قيم اقتصاد السوق اللي هي بتسهل عملية الانتشار..

فيصل القاسم: الإلحاق.

حياة الحويك عطية: الإلحاق وإلحاق الشركات المحلية بالشركات الـ malty national، قبل شو حضرتك أعطيت مثل ميردوخ وبيرلوسكوني، بدون تسمية أنا بأؤكد لك وبعطيك الوثيقة، يعني الوثائق العلمية، اثنين من أكبر المجموعات الإعلامية العربية واحدة مرتبطة ببيرلسكوني وواحدة مرتبطة بميردوخ واسأل ليش بعض المحطات أطلقت من روما وليش بعضها أطلقت من لندن وابحث في سجلاتها بالمؤسسات.

فيصل القاسم: جميل جدا هذا يقودنا إلى سؤال، هل تعتقد أن هناك أجندة إعلامية عربية وطنية بعيدة عن الارتباط أو ما سمته الدكتورة بالإلحاق بالمشاريع الإعلامية الغربية والأميركية؟..

إبراهيم العريس: الحمد..

الإعلام العربي بين نظرية المؤامرة وحرية المواطن

فيصل القاسم (متابعا): بس أسألك سؤالا، بكفي لك  السؤال، كيف ترد على الذين يقولون إنه نحن في العالم العربي كفئران تجارب نسير حسب المخططات الخارجية وليس حسب السياسات والإستراتيجيات المحلية، يعني مثلا في الستينات والسبعينات وكذا كان مطلوبا أن يكون الإعلام العربي ذو صبغة دينية ولحى إلى ما هنالك لأن أميركا كانت بحاجة للإسلاميين كي تحارب بهم السوفيات، راحوا السوفيات مطلوب منا الآن العالم العربي أن يتحولوا إلى راقصين وراقصات لهذا تجد مئات القنوات الهشك بشك والترفيه وهذا، مطلوب منا أنه كله نرقص لأنه ما حدا مطلوب لا في اتحاد سوفياتي ولا هم يحزنون ولهذا التدخل بالمناهج وضرب المناهج وضرب الثقافة، كله يسير في نفس السير ولا لا؟

إبراهيم العريس: لا.

فيصل القاسم: طيب، لا.

إبراهيم العريس: طبعا لا، طبعا لا.

فيصل القاسم: تفضل.

إبراهيم العريس: المسألة عرض وطلب، أنت قلتها من أول شيء، في محطات بيفتشوا على الاستمتاع الأكثر وما شفت محطة لغاية اليوم ما عندها استماع ومستمرة، المحطة اللي عم تستمر اللي عندها، في كل أنواع المحطات، في محطات تجارية في محطات منشان أنظمة منشان تعمل صورة لها في العالم في محطات منشان أنظمة تتمرق فيها أيدولوجيتها، كل أنواع المحطات موجودة، أنا حكيت عن مائتي محطة ما حكيت، لو بدي أحكي على محطة محطة حألاقي لكل محطة عيوب، حألاقي لكل محطة خلفيات..

فيصل القاسم: جميل جدا، نحن عم نحكي ظاهرة بالضبط.

إبراهيم العريس (متابعا): وأنا ما بفتش على أن هذه المحطة في وراءها بيرلسكوني وهذه المحطة في وراءها مش عارف مين، هذا كله ما بيعنيني، بيعنيني اللي بأشوفه على الشاشة، أنا إنسان براغماتي بيعنيني اللي بأشوفه على الشاشة قدامي، وهذا الكلام أنه دائما أرجع بكلمة ثلاث أربع أسماء غربية حافظينها على الغايب بنعرفها، كل الناس بتعرفها وما هي شيء جديد وما بدها دكتوراه لحتى واحد يصل لها، فهذا كلام أنا برأيي..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): يا أخي بلا..

إبراهيم العريس (متابعا): اسمحي لي شوي..

حياة الحويك عطية: احك بطريقة محترمة..

إبراهيم العريس: لأنه أنت شتمتيني من شوي..

حياة الحويك عطية: عيب يا أستاذ، احك بطريقة محترمة.

إبراهيم العريس: لا تقولي لي عيب، أنا ما شتمتك، أنت شتمتيني، أنا انتقدت فكر معين وأنت حضرتك قلت إسفاف وما إسفاف، معلش..

حياة الحويك عطية: طبعا إسفاف..

إبراهيم العريس: معلش، معلش..

فيصل القاسم (مقاطعا): خليني بالموضوع.

حياة الحويك عطية: الطريقة اللي حكيت بها فيها إسفاف.

إبراهيم العريس: هذه أنا بأتجاوزها القصصأ مش أول واحدة، مش أول مفكر عربي بيتعامل بهذه الطريقة، معلشمعود عليهم هؤلاء أنا، فاللي بدي أقوله أنا بأشوف على الشاشة قدامي بأشوف عيلتي بأشوف جيراني بأشوف أهلي بأشوف كذا قديش عم بيأخذوا من هذا التلفزيون وقديش عم بيبّقواللتلفزيون، التلفزيونات العربية بحالتها الكاملة أنا ما قلت محطة محطة لأنه في محطات بدها إلغاء بالعالم العربي..

فيصل القاسم: الظاهرة بالضبط، بالضبط.

إبراهيم العريس(متابعا): هذه المحطات عم تخلق وعيا بقلب البيوت اختفى مع الطبقات الوسطى لما جاءت الانقلابات العسكرية ودمرتها بمغامراتها السخيفة، بالقطاعات العامة التافهة اللي عملتها، بالتحاقها بسياسات ما لها علاقة لا بتاريخنا ولا بأصالتنا، إذا عم بنفتش على التاريخ والأصالة.

فيصل القاسم: طيب بس خليني أسأل سؤالا، جميل جدا هذا الكلام، طيب هل تستطيع أن تنكر أن الآن يعني لماذا يسمح لنوع معين من المحطات أن تتكاثر كالفطر السام كما يقول البعض وهناك تضييق على محطات أخرى؟ هل تستطيع أن تنكر مثلا أن محطة كالمنار أزيحت عن الكثير من الأقمار الصناعية..
إبراهيم العريس:واضح السبب..

فيصل القاسم (متابعا): بس دقيقة، وهل تستطيع أن تنكر الآن حتى عربسات، حتى عربسات، قمر عربسات أصبح أميركيا؟ بيع. هل تستطيع أن تنكر الآن أميركا تضع يدها على كل الأقمار الصناعية؟ قبل فترة فرنسا وتركيا أطلقا قمرا صناعيا وانتظرا أربع ساعات كي يأخذ مداره، اختفى القمر، من دمر القمر؟ دمر القمر. هناك جهات الآن إنا صنعنا الأقمار الصناعية وإنا بها لمتحكمون، هذا هو شعار أميركا الآن وهذا ينطبق على الإعلام، الإعلام يدار من الخارج، مطلوب تمييع الشعوب تزييف عقول الشعوب تخريب عقول الشعوب، يا رجل بعض الشيوخ طالب بقتل شو اسمه، يعني وصلت العملية لحدها.

إبراهيم العريس: يعني هلق المؤامرة الأميركية الصهيونية والشيوخ والإسلاميين والإعلاميين والممثلين والفنانين كله جزء من هالمؤامرة الكبيرة هذه؟!

فيصل القاسم: لا أنا مش عم بحكي عن مؤامرة عم بطرح عليك سؤال أنت جاوب.

حياة الحويك عطية: يعني ما حدا قال المؤامرة يا أستاذ إبراهيم إلا أنت من أول الحديث..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة، بس دقيقة.

إبراهيم العريس: عم بجاوبه، عم بجاوبه..

حياة الحويك عطية(متابعة): في خطة، وفي مؤامرة..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة، بس دقيقة. تفضل.

إبراهيم العريس: أستاذ فيصل قال لي في مؤامرة شاملة، وكل كلام حضرتك بيقول إنه في مؤامرة..

حياة الحويك عطية(مقاطعة):لا تقل شيئا أنا ما..

إبراهيم العريس: أنت قلت إن الكاتب الفلاني والكاتب الفلاني..

حياة الحويك عطية(متابعة): أنا، في تخطيط إستراتيجي، في تخطيط إستراتيجي أكبر من كلمة المؤامرة هذه..

إبراهيم العريس: يا عزيزتي الله يخليك نحن عم نناقش مسألة، اسمحي لي شوي، عم نناقش مسألة في منتهى الأهمية..

فيصل القاسم (مقاطعا): الوقت يداهمنا أريدك أن تجاوب بالصميم.

إبراهيم العريس: بالضبط، أنا اللي عم بأقوله إنه في محطات أكيد أكيد في وراءها دول، وفي محطات أكيد في وراءها رأسماليين وفي محطات وراءها إرهاببين وفي محطات، وكل أنواع المحطات موجودة، أنا عم بأقول أنا مواطن بهالجمهرية..

فيصل القاسم: جمهورية التلفزيون؟

إبراهيم العريس: بالضبط، فيي أختار اللي بدي إياه، فيي شوف اللي بدي إياه، فيي أزيح الإرهابي وأجيب الليبرالي وفيي أعمل اللي بدي إياه، لأول مرة المواطن العربي بيحس بحياته بتاريخ..

فيصل القاسم: يخرج من تحت الوصاية.

إبراهيم العريس: بالضبط، يخرج من تحت وصاية النظام وبيقدر وما حدا، وفي الإنترنت هلق وفي ما سيلي الإنترنت، أول مرة المواطن العربي عم بيحس بحريته، هذه الحرية عم تضايق الناس عم تضايق الناس اللي معودين على عدم الحرية معودين على الأنظمة القمعية..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): يا أخي أنا أطلب تعريفا للحرية..

فيصل القاسم: بس دقيقة. بس دقيقة..

حياة الحويك عطية(متابعة): لا دكتور، منشان نكون بمحلنا، تعريف الحرية، أريد تعريفا للحرية..

فيصل القاسم: بس دقيقة، دقيقة، طيب أنتم يعني هذا الخطاب الذي تتفضلين به، هذا خطاب وصاية، إلى متى تريدون أن تتحكموا بعقول واتجهات الناس..

حياة الحويك عطية: من قال..

فيصل القاسم (متابعا): دقيقة، يا أخي هذا سوبر ماركت إعلامي فليختر الناس منه ما يشاؤون كما يقول لك، نحن في عصر السموات المفتوحة في عصر الإنترنت في عصر العولمة الإعلامية، لماذا تأتين، بعدين العالم كله ماشي على نظام الاقتصاد الحر، ما العيب في أن يكون المشاهد العربي مستهلكا؟

حياة الحويك عطية: طيب عظيم، مسألة التحكم بعقلية الناس، هل التحكم هو فقط أن تفرض على الإنسان بالعصا ما تريد؟ أليس التحكم بسيكولوجية المتلقي، وأنت رجل إعلام وتعرف قيمة السيكولوجيا في الإعلام، أليس التحكم بسيكولوجية المتلقي أكثر خطرا بكثير من التحكم بالقمع؟..

فيصل القاسم: كيف؟

حياة الحويك عطية: نظام القمع يجعلك تتمرد، أما نظام التمييع فيلغيك من الوجود..

فيصل القاسم: كما تفعل الفضائيات العربية.

حياة الحويك عطية: يلغي ردة فعلك، العالم العربي اليوم هناك فيه، هي سمة من سمات العولمة، تماهي بين السطات الحاكمة والسلطات الاقتصادية، لنقل الأشياء بواقعيتها، بعد التسعين السلطات الحاكمة والسلطات الاقتصادية بحاجة لصرف انتباه المواطن العربي عن الواقع السياسي عن الجيوش الأجنبية اللي نازله على الأرض العربية عن الجيوش العربية اللي قاعدة على شبرين من مراكز الإسلام المقدسة عن الجيوش العربية اللي قاعدة في أقدس أمكنة العالم العربي عن الحكومات التابعة بشكل مباشر للمعسكر اللي عم بيدعسنا كل يوم عن المتآمرين الداخلين مع السياسات الأجنبية، بحاجة لصرف النظر عن ضياع النفط، وعن ما يسميه..

فيصل القاسم: والثروات.

حياة الحويك عطية: والثروات الإشي اللي  بيسميه جورج قرم أنه حتى بطلنا نقدر نتحكم بالسعر مش بس أنه نبيعه أو ما نبيعه حتى بسعره، الأوبيك فقدت حق التحكم بالسعر، بحاجة لصرف المواطن العربي عن مقاومة إسرائيل، بحاجة لصرف المواطن العربي عن التفكير بالفساد فأنت بتجي تطرح قدامه برامج تسلية تلعب على مكبوتاته، مكبوتاته الجنسية، مكبوتاته في الفقر، المادية، مكبوتاته السياسية، ردة فعله على الأنظمة اللي أنا عندي إياها أكثر منه، بدليل أنني أنا ما برجع بتبع لنظام، بأفلت من واحد وبأتبع للثاني، اللي بيكون فعلا عنده ردة فعل حقيقية على الأنظمة بيتحرر منها كلها ومن الأكثرها ظلامية، فبالتالي لما أنت بترجع تلعب على وعي المتلقي منشان تشوهه بهذا الشكل أنت أكثر تحكما وأكثر قمعية لوعي المتلقي من اللي كان يقمعه بالعصا لأنه ذاك الذي كان يقمعه بالعصا كان يعرفه كذابا وكان يهرب منه وسيكولوجيا كان يولد عنده إحساسا بالنفور وبالتمرد هلق إحساس النفور والتمرد، نحن بحاجة إلى إحساس التمرد ولكنه يقتل بهذا التمييع..

فيصل القاسم: يعني أنت تتحدثين..

حياة الحويك عطية: اسمح لي بس..

فيصل القاسم: باختصار.

حياة الحويك عطية: بدي أقرأ لك هذا التصريح لرئيس أورت ألكسندر زيلو بيقول إن النقاط الحساسة التي يتوجب حمايتها في برامج التسلية هي محددة بدقة وأنا أسهر على أن لا تكون برامج التسلية تهجمية من الناحية السياسية. وبيعلق على هذا الكلام باحث إنجليزي اسمه جون ميلر بيقول إنها برامج حيوية صحيح ولكن إلى أي حد هي واقعية إزاء المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المجتمع العربي؟ هذا باحث إنجليزي مش أنا.

فيصل القاسم: عن عملية تعمية وتزييف..

حياة الحويك عطية: وهلق بعد شوي بيقول لي بتحكي أسماء أجنبية، لسوء الحظ أن هذا المجال اللي عم يبحثوا فيه، عم بيشتغلوا علينا في إيجابيا وسلبيا أجانب شو بدي أعمل مش ذنبي أنا.

فيصل القاسم: جميل جدا، سيد العريس، هناك من يتحدث عن ديكتاتورية إعلامية مخفية، وهناك يعني كما قالت لك إن الديكتاتورية السياسية أو العسكرية مقاومتها أسهل بكثير من مقاومة الديكتاتورية الإعلامية التي تنخر في خلايانا الآن من خلال ما يسمى بالسموات المفتوحة والعولمة وكذا، ونحن ضحايا، أنت تقول والله remote control، remote control، هذا ليس الحل، ليس الحل بالـ remote control..

إبراهيم العريس: شو الحل، شو الحل؟

فيصل القاسم: قالت لك إن الـ remote control ليس حلا، نحن مجتمعات مستهدفة وذكرت كثيرا من النقاط.

إبراهيم العريس: معلش بدي أقول شغلة أنا، هالعدم الثقة بعقل المواطن العربي، في عدم ثقة بعقل المواطن العربي عند بعض المثقفين العرب، بدهم يعملوا وصيين علينا ويقرروا له الشيء اللي بينفعه والشيء اللي ما بينفعه، شو هو المؤامرة وشو هو غير المؤامرة، أنا بأعتقد أن كل مواطن عربي، اترك المجتمعات العربية متخلفة، أما المواطنين العرب الأفراد فأنا بأعتقدأنه أذكى بكثير وأوعى بكثير حتى لمصلحتهم الخاصة من كل المثقفين العرب مجتمعين مهما كانت انتماءاتهم السياسية، فهذا الكلام نشتم منه دائما أن الـ remote control، بلا remote control، مهم كثير لأن الـ  remote control، بيد المواطن العربي هذا بالفعل حرية والمواطن العربي بأي قرية بسوريا ولا بأي ضيعة بلبنان وبأي مدينة بمصر أذكى بكثير من كل هذا الكلام وبيعرف شو اللي لازم يشوفه وبيعرف شو اللي ما لازم يشوفه ووقت اللي بيكون في معركة ضد إسرائيل المواطن العربي بينتفض وكل التلفزيونات العربية بتكون بالمعركة ضد إسرائيل، لما بيكون في معركة ضد إسرائيل، ووقت اللي بيكون معركة ضد الاحتلال الأميركي بيكون هذا، فكل الكلام اللي عم نسمعه كلام سياسي ما له علاقة بالإعلام، أنا جاي هون أحكي عن الإعلام، إذا الجيوش العربية موجودة ولا مش موجودة عندي طرقي أنا لمقاومتها ولكن أنا بأعتقد أنه كثير ظلم لعقل المواطن العربي أنه دائما نعمل أوصياء عليه ونقول إن الأميركاني..

فيصل القاسم: وأنه ضحية وكذا.

إبراهيم العريس(متابعا): وأن فريدمان ومش عارف شو قاعد عم بيقرش عنه وفي ديكتاتورية إعلامية وبيرلسكوني وما بيرلسكوني وهالقصص كلياتها، هذا كلام نظري لا يعني المواطن العربي اللي بيعرف تماما أي نشرة أخبار لازم يشوف وبيعلق على نشرة الأخبار بذكاء شديد كذا، لا شك بوافقها أن مجتمعاتنا متخلفة وأنظمتنا، بعض أنظمتنا متخلفة وبعض أنظمتنا ظلام كله هذا كلام مفروغ منه ما بده شطارة على التلفزيون يعني ما بده واحد يتشاطر ليحكيه على التلفزيون نعرفه هذا الكلام، وبتقولوا بالتلفزيونات بتقولوا كمان، يعني الإعلاميون بيقولوه، برنامجك بيقوله عشرات المرات وغير برنامج كمان بيقولوا من هذا الكلام..

حياة الحويك عطية(مقاطعة): برنامجه مش برنامج تسلية يا أخي، نحن..

إبراهيم العريس: معلش، معلش، البرامج، التسلية بتسلي..

حياة الحويك عطية (متابعة): نحن في كمان دقة علمية أن تلتزم بموضوع الحلقة..

إبراهيم العريس: معلش يا ستي اسمحي للمواطن العربي يتسلى ساعة معلش..

حياة الحويك عطية: لا في موضوع للحلقة يعني وإلا منحكي أشياء ثانية..

إبراهيم العريس: اسمحي للمواطن العربي، اسمحي له أن يتسلى ساعة، اسمحي له أن يحلم ساعة معلش مش، ما بتؤذيك القصة ولا بتؤذي المواطن العربي إذا حلم بثروة ولا حلم بلعبة معلش مش يعني اسمحي لي شو..

حياة الحويك عطية (مقاطعة): يا أستاذي أنا أدعوك للالتزام بموضوع طرح علينا..

إبراهيم العريس: بس خليني أكمل، خليني أكمل..

فيصل القاسم: بس دقيقة، باختصار وقتي صار خالص.

إبراهيم العريس: باختصار، المواطن العربي، المواطن الفرد، مش الأنظمة ولا الجماعات ولا الأحزاب، بيعرف متى لازم يصلي بيعرف متى لازم يقرأ جريدته وبيعرف متى لازم يشوف برامج وبيعرف متى لازم يشتري ثيابا وبيعرف متى ما لازم يشتري ثيابا، أنا أعرف تماما المواطن العربي بيعرف الأشياء هذه مش بحاجة لمن ينظّر عليه ويقول له إن الإعلام عم يقمعك وعم بيعمل ديكتاتورية..

حياة الحويك عطية: دكتور فيصل، أرجوك، أرجوك..

فيصل القاسم: جميل جدا. باختصار، باختصار، انتهى الوقت..

حياة الحويك عطية: هذا الدفاع عن المواطن العربي ساقط ولا مكان له، أنا لم أتهم المواطن..

إبراهيم العريس: (مقاطعا): كل كلامك اتهام للمواطن.

حياة الحويك عطية (متابعة): أنا اتهمت المستثمر، أنا اتهمت المستثمر واتهمت الذي يصوغ الرسالة الإعلامية واتهمت صاحب رأس المال الذي ينشئ المحطات الإعلامية، أنا لم أتهم المواطن ولا بكلمة، هذا كلام مردود عليك..

إبراهيم العريس: يا ستي كل كلامك، كلا كلامك هو اتهام لعقل المواطن، معلش..

حياة الحويك عطية: أنا اتهمت أصحاب رؤوس الأموال ومخططي الإعلام والنخب التي تهيمن على وسائل التسلية وأؤكد أنا الليلة التزمت بموضوعك، برامج التسلية، لو حكينا بالبرامج السياسية في أمور أخرى ولذلك أنا لم أتهم المواطن على الإطلاق، لو أنا، لو المواطن هالقد ساقط ما صارت المقاومة اللبنانية اللي هزمت إسرائيل مرتين، فأنا لا أتهم المواطن ولكن هذا لا يمنع من أن هذا الضخ المستمر، هذا الحشو في الأدمغة..

فيصل القاسم: بأموال عربية.

حياة الحويك عطية: بأموال عربية وبإدارة عربية..

فيصل القاسم: يعني هناك استعمار إعلامي بأموال عربية؟

حياة الحويك عطية (متابعة):لا بد أنه يؤثر في بعض، في كثير من الناس، كل واحد يروح على بيته ويشوف أولاده..

فيصل القاسم: يعني استعمار إعلامي بأموال عربية؟

حياة الحويك عطية: طبعا، خاصة وأنه مترافق بنفس الخطة، المخطط في برامج التعليم، في الخطاب الديني وفي المؤسسات الاقتصادية.

فيصل القاسم: باختصار، استعمار إعلامي غربي بأموال عربية يعني يستعمروننا بفلوسنا حتى، بجملة؟

إبراهيم العريس: ما بعرف، هل أنت موظف عند المخابرات الأميركية؟

فيصل القاسم: طيب أنا عم بأسألك.

إبراهيم العريس: وأنا عم بأسألك كمان، هل أنت موظف عند المخابرات الأميركية شي؟ يعني أنت..

حياة الحويك عطية: نحن عم نحكي بالتسلية، بيحط لي واحدة نائمة على التخت عم بتقدم برنامجها وهي نائمة على التخت.

إبراهيم العريس: اسمحي لي شوي، يعني جورج قرداحي اللي هو ملك برامج التسلية بالعالم العربي كل يوم الكونغرس الأميركي بيعطيه تعليماته ليشتغل  برنامجه؟

حياة الحويك عطية: حسب مضمون الأسئلة..

إبراهيم العريس: آه، حسب مضمون الأسئلة.

حياة الحويك عطية: بيقدر يخلق قيما بالأسئلة اللي بيركبها، طبعا.

فيصل القاسم: طيب باختصار باختصار باختصار جملة واحدة، غير صحيح؟

إبراهيم العريس: طبعا غير صحيح.

فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر، مشاهدينا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا الدكتورة حياة الحويك والسيد إبراهيم العريس نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة