من تعيده الذاكرة الى السبعينات يتذكر انه عقب انعاقاد اتفاقية القاهرة بين منظمةالتحرير الفلسطينية ولبنان، اطلق السفير الاميركي في بيروت ( باركر ) على العرقوب اسم فتح لاند، وكان ذلك يعني ان هذه منطقة خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية وبامكان اسرائيل والمخابرات الاجنبية ان تتصرف فيها كما تريد. ومنذ اسابيع، وتحديدا بعد زيارة ليبرمان الى لبنان اطلق على وادي خالد ( في شمالي لبنان) اسم ليبرمان فالي، اي وادي ليبرمان، ومعنى ذلك اعلانها منطقة خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية، لتضاف بذلك الى المخيمات الفلسطينية. مع فارق ان السبعينات لم تكن لتعرف تنظيم القاعدة.
فبعد ان بات معروفا، حتى في الاعلام الاجنبي وجود تنظيم القاعدة في سوريا، الى جانب تنظيمات وفرق مخابراتية اوروبية وشركة بلاك وووتر الاميركية، يبدو ان هذا الوجود قرر التمركز في لبنان كمنطلق لبلاد الشام كلها وفق ما اكدته مصادر الامن اللبناني مدعومة بمعلومات من اليونيفيل. حيث وصل الى لبنان مسؤول العلاقات الخارجية في القاعدة المعروف باحمد جميل واحد ابرز مساعديه ويدعى عبد الله، ليليهم، عن طريق تركيا، قيادي اخر من الجنسية التونسية ومن الذين كانوا على صلة بابي مصعب الزرقاوي ومعه اربعة اخرين من جنسيات مختلفة. ويلفتنا ذلك الى ان احد عنصري القاعدة اللذين داهمهما الجيش في حادث كاراكاس قبل اسبوع كان من جماعة ابو مصعب، بحسب ما كشفت عنه نتائج التحقيقات مع الفتاة والشاب اللذان اعتقلا احياءا.
بعد وصول اولئك، عقد اجتماع في مخيم عين الحلوة تسربت اسماء المشاركين فيه الى الامن وسربها بدوره الى الصحافة ومنهم : اسامة أمين الشهابي، زياد ابو النعاج، توفيق محمد طه، محمد هيثم الشعبي، محمد العارفي، ماجد الماجد وعبد المجيد عزام. كما تسرب مضمون الاجتماع حيث نقل الماجد، إلى الحاضرين مضمون رسالة من الشيخ أيمن الظواهري، مفادها أن القاعدة قررت تكثيف نشاطه في بلاد الشام، وستصبح هذه المنطقة ابرز قواعده، وأن المطلوب السيطرة على مفاصل جغرافية مواتية في لبنان. وأضاف أن الظواهري سيعيّن قريباً أميراً لبلاد الشام، واميرا لكل مجموعة، بعد تنظيمها. وحتى ذلك الوقت، سيكون الأمير الذي يجب إطاعته في هذه المنطقة هو ماجد الماجد ( سعودي) وعلى جميع القيادات مبايعته، وسيتخذ من لبنان مقراً أساسيا لـ«القاعدة» لدعم «المجاهدين في سوريا». وتزامن ذلك مع ضجة اثارها نواب حول بيع تلال ستراتيجية لاجانب، بشكل مخالف للقانون.
كما تزامن وعد الظواهري في رسالته بأنه سيرسل الى لبنان، في القريب العاجل، قياديين من القاعدة ليكونوا مسؤولين عن المال والسلاح وتزوير المستندات اللازمة، وخبراء في شؤون تدريب العناصر والمتفجرات. – تزامن مع وصول مدربان اخران ( مغربي وسعودي) متخصصان بالمتفجرات واجهزة الاتصال الى طرابلس.
ولكنهل سيقتصر دور هؤلاء على دعم سوريا؟ ولماذا لبنان بعد ان كتب مراسل صحيفة اي بي اس الاسبانية انه قابل قائد القاعدة في ليبيا على الاراضي السورية، واعترف بذلك مسؤولون اوروبيون من بينهم الرئيس الاسباني السابق ازنار؟ المعلومات تقول ان لبنان مقصود لذاته اولا ومن ثم كقاعدة ومنطلق، حيث كشفت المصادر نفسها عن تنظيم سلسلة اغتيالات اولها تطال رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن اهمها بعدئذ اغتيال البابا بنيديكتوس خلال زيارته للبنان، وواضح ما يمكن ان يسفر عنه كل من هذين من حرب مذهبية وطائفية تحيل لبنان الى افغانستان جديدة لن تقصر مفاعيلها عندئذ على الوطن الصغير بل ستمتد الى كل المنطقة، كما هو واضح في تسمية بلاد الشام.