لبنان والمعركة المقبلة

صحيفة العرب اليوم، 13-05-2012

يكرهوننا… يحقدون علينا.. حقهم!!

كم يتمنى ان يشعر كل عربي بان لاسرائيل الحق بان تحقد عليه? وذاك امر آخر تماما غير انها تحقد عليه بالطبيعة, فهؤلاء الناس الذين اعمتهم الايديولوجيا العنصرية يكرهون كل من يسكن ارضا يرونها اسرائيل الكبرى لمجرد انه يعيق عملية تهويدها, ولكن ان يكرهوه لامر آخر هو انه سجل اكثر من انتصار عليهم وافشل خطوة في مشروعهم, فذاك امر آخر.

عندما قال حسن نصرالله, ” شو هالحقد ! شو هالغضب !!” كان يتحدث عن كم الذخيرة المدمرة التي القيت فوق لبنان, بل وفوق بعض مناطق لبنان, مقارنا بالارقام بينها وبين ما القي على كل الجبهات العربية عام ,1967 عام النكسة الكبرى, فاذا بنصيب بيروت والجنوب وبعض الشمال اضعاف اضعاف.

السؤال: لماذا يعود سيد المقاومة الى التذكير بذلك في خطاب انتهاء اعادة الاعمار?

قد يكون الجواب, انه وهو يحتفل بانتهاء مشروع ” وعد” اي اعادة بناء ما دمرته حرب ,2006 يعمد الى تذكير المواطنين بكم ما هدم وبالقدرة الهائلة التي اعادت بناءه كله في خمس سنوات. بكل ما يعنيه ذلك من شد المعنويات واكتساب المصداقية.

وقد يكون آخر في ان ذلك يصب في مجرى اطلاق الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي ركز عليها زعيم حزب الله, متهما تيار المستقبل بانه اطلقها بخطاب مذهبي, يصر هو على انه لن يلجأ اليه حفاظا على امن البلاد ووحدتها. كما يصر بان احدا لا يحتكر تمثيل السنة واحدا لا يحتكر تمثيل الشيعة او غيرهم.

وعندما يلجا الى القول بأن التيار انما يلجأ الى هذا الخطاب لانه لا يمتلك مشروعا اصلاحيا يكسب به الناس, فانما يقارن بشكل غير مباشر بين انجازات حزبه ومشروع حليفه التيار الوطني الحر, قضايا الفساد التي احاقت بفترة حكم تيار المستقبل.

من هنا فان معركة البرلمان, التي تبدو الرهان, هي في الحقيقة معركة رئاسة الحكومة, عندما ستنهي الانتخابات فترة ميقاتي, ويكون الرهان على من سَيُكلّف بعده. لان كل ذلك سيحدد امورا بالغة الاهمية, لا لبنانيا فحسب, ولبنان تحصيل حساب, وانما عربيا واقليميا, وسورياً بالدرجة الاولى. حيث يظل البلد الصغير, بديمقراطيته ( الحقيقية مهما شابها من شوائب طائفية ) آخر الخط او اول الخط في مسيرة القطار العربي, وتحديدا لبلاد الشام والعراق, ومنهما الى الاقليم : خاصة ايران, من دون ان يكون الخليج خارج المعادلة.

فاما حكومة تنتهج الحكمة, على الاقل, وتحفظ امن الجميع, واما حكومة تعيد الجميع الى حرب 2006 او الى حرب ارهاب قد يتحول فيها لبنان الى مقر بعد ان يكون قد استعمل كممر.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون