لماذا لا تعرض لنا معظم الشاشات العربية المظاهرات الحاشدة في تركيا،في انطاكية، في انقرة وحتى في اسطمبول ضد حكومة اردوغان، وتحديدا ضد تدخل عسكري محتمل تقوده هذه الحكومة ضد سوريا، بعد ان اعطاها البرلمان شيكا على بياض بخصوص الحرب؟
لماذا نفاجا اذا ما راينا هذه المظاهرات وما ترفعه من شعارات على شاشات اخرى؟
لماذا يستمر سقوط الصواريخ على قرى تركية لترد القوات التركية بسرعة بقصف الاراضي السورية؟
الصاروخ الاول الذي اوقع ضحايا اعترفت سوريا انه سقط عن طريق الخطا واعتذرت عنه رسميا، رغم انه كان بامكانها منطقيا ان تحتج بمبدا السيادة الذي تقوم عليه الشكوى التركية، وان تقول ان حجم هذا الخطا لا يعادل اجزاء من الالف من التدخل التركي العلني لدعم الجماعات المسلحة بالمقاتلين الاجانب والسلاح، ومايسقطه من ضحايا ابرياء داخل الاراضي السورية. وربما تكون الديبلوماسية السورية قد وافقت على الاعتذار مقابل ثمن هو ادانة مجلس الامن لتفجيرات حلب. غير ان الامر كان يفترض ان ينتهي بعد هذه الحادثة،لانه ليس في مصلحة سوريا باية حال ان تستمر الاختراقات لتضع في يد تركيا حجة لقصف جديد وربما لحرب قادمة. وهنا يبدو منطقيا ما اعلنته الجهات الرسمية السورية من ان المجموعات المسلحة هي من يطلق الصواريخ الجديدة، بالتنسيق مع تركيا التي تسارع بالرد والتسويق الاعلامي، كما يسارع وزير خارجيتها الى التاكيد على ان الصواريخ التي تسقط موجودة لدى الجيش السوري فقط. وهذا ما يستتبع سؤالين: كيف يعرف السيد اوغلو ما هي الاسلحة الموجودة لدى جميع الجهات؟ ولماذا يسارع الى تاجيج الامور على طريق لا يؤدي الاّ الى الحرب؟
السؤال التالي، ياتي: كيف ينسجم ذلك مع اقتراح اوغلو بتاليف حكومة النتقالية برئاسة فاروق الشرع؟ فهل يهدف هذا الاقتراح الى ذر الفرقة، وزرع الشك، داخل النظام السوري نفسه؟ ام انه يهدف الى تاجيج المذهبية في سوريا، والا يفهم الوزير ان تركيا ليست بمنجى عن الصراع المذهبي؟ ام انه يهدف الى تحقيق قاعدة معروفة علميا في دعاية الحرب، وهي الوصول الى القول باننا قد استنفدنا جميع الحول وطرحنا كل الخيارات السلمية، قبل ان نضطر الى الحرب؟
ام انه لا بد من فهم براغماتي للموضوع على اساس ان التدخل العسكري يتبين مكلفا جدا لتركيا، سواء على الصعيد العسكري الخارجي ام على صعيد السلم الداخلي حيث التهديد بالحرب الاهلية، ولذلك لا بد من البحث عن حل سياسي يحفظ ماء الوجه للجميع؟
الا يلتقي هذا مع ما نشرته جريدة نيويورك تايمز من ان الولايات المتحدة تضغط على حلفائها لوقف تزويد الجماعات المسلحة السورية بالاسلحة الثقيلة؟ فيما يلتقي مع تصريحات وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، وتصريح تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض ل بي بي سي بان الامور في سوريا لم تعد تمثل ثورة معارضة ضد نظام وانما عمليات قتل متبادل وتدمير؟ وبتعبير اوضح قول عبد الحميد صيام، مؤشرا الى الاخضر الابراهيمي، بان الواقع على الارض في سوريا هو ان احدا لا يستطيع حسم الامور عسكريا، لا النظام ولا المعارضة، وبالتالي فالافضل هو البحث عن حل سياسي، في ظل الاعتراف بان المجتمع الدولي ما زال يعترف بالحكم السوري كحكومة شرعية وكممثل وحيد لسوريا – يقول صيام.
اية علاقة لترجيح احتمال الحرب او احتمال الحل بازمة العملة الايرانية؟
لا شك في انه من شان هذه الازمة ان تخدم الخيارين، كوسيلة ضغط او ابعاد.
ويبقى السؤال المركزي، القانوني، السيادي: الا تستطيع المعارضة الوطنية السورية في الداخل والخارج ان تنجز حلا، وقد بدات طريقه؟
الا يستطيع الشعب السوري، عبر صناديق الاقتراع ان يجد حلا وجوابا؟
لماذا علينا دائما ان ننتظر حلا يعطينا الامن وياخذ السيادة، مع كل ما يستتبع هذا التجريد من كوارث على كل الاصعدة؟