نادرا ما شاهدنا صورته باسما، او على الاقل انا لم اشهدها كما رايتها على شاشة روسيا اليوم. فلاديمير بوتين، وغداة هجوم رايس الهستيري على بلاده وسياساتها، يترك للرئيس مدفيديف ولغورباتشوف نفسه امر الرد على الوزيرة الاميركية، ويعلن هو في احتفال اقتصادي انه قد حان وقت الروبل، اي تعامل الشركات الروسية النفطية والغازية بالروبل بدلا من الدولار، متسائلا: انا لا افهم لماذا نبيع الغاز الى بيلوروسيا بالدولار ؟
في الخطاب نفسه تحدث عن التطور الاقتصادي الذي طرا على البلاد في عهده دون ان يقول ذلك بطريقة مباشرة وذلك عندما قال بان الناتج المحلي الاجمالي الروسي كان يزداد خلال السنوات العشر الاخيرة بمقدار 7 % سنويا. كما تزداد المداخيل الحقيقية للسكان سنويا بنسبة 10 %. مضيفا ان قاعدة متينة للاستثمار قد نشات في البلاد، ونوه بان روسيا تحتل المرتبة السابعة بين الاقتصادات العالمية من حيث القدرة الشرائية.
كلامه الذي اختتم بالحديث القديم الجديد عن السير نحو عالم متعدد الاقطاب، جاء وكانه رد على عبارة رايس بان انتصار روسيا في القوقاز لن يغير مجرى التاريخ، وليس مجرى التاريخ بالنسبة للادارة الاميركية منذ انهيار جدار برلين الا نهر يسير تحت اقدام عرش الامبراطورية الاحادية
غير ان مجرد اضطرار الوزيرة الاميركيةالىالتاكيد على بقاء هيمنة بلادها، يعني انها بدات تشعر باهتزاز العرش تحتها مما يذكر بما اطلقه المفكر الاميركي نعوم تشومسكي قبل سنوات، من ان بلاده تعيش خوف النهاية ولذلك فهي تهرب الى الامام من حرب الى اخرى.
واذا كان فشل واشنطن وحلفائها في التوصل الى قرار يرضيها بشان روسيا وبشان العقوبات على ايران، قد جاء تاليا لخطابي رايس وبوتين، ولتعليق مدفيديف بالقول: لم يبق على واشنطن الا ان تحدد لنا اسم الرئيس الروسي، فان ذلك يؤشر فعلا الى ان مجرى التاريخ اخذ في التغير، وعكس الجموح الاميركي مما يسر اي مظلوم في العالم، ولكنه لا يعني بالتالي حتمية تحسن امورنا نحن لان الله لا يصلح ما بقوم الا….