لم تنته حرب تموز 2008، ولا يعني انتهاء معركتها العسكرية الاولى ( التي لم تكن الا معركة ثانية بعد التحرير عام 2000) ان كل شيء قد توقف، فالجبهات متعددة، والمحاولات الدامية مستمرة. بعدها كانت معارك البارد، وبعدها جاءت صفقة الاسرى، وبعدها جاء تفجير طرابس، وبعدها جاءت جلسات المجلس النيابي اللبناني، وبعدها جاءت…..حرب جورجيا.
المصادر اللبنانية كشفت قبل ايام ان ما عرض على العماد ميشال سليمان وهو بعد قائد للجيش، بعد حرب تموز، هو ان تقوم الولايات المتحدة ن بتسليح ثلاثة الوية من الجيش تسليحا عاليا ( من افضل ما هو قائم في المنطقة كلها ) على ان تقوم هذه الالوية بنزع سلاح حزب الله بالقوة. وعندما رفض، رتبت احداث البارد – بخداع تضليلي لشاكر العبسي وجماعته – وعندما فشلت، استمرت التفجيرات، ليكون اهم ضحاياها العميد فرانسوا الحاج، حؤولا دون وصوله الى قيادة الجيش مع انتقال العماد سليمان، وهو المعروف بصلابته في موضوع عقيدة الجيش وتؤامته مع المقاومة.
واليوم عاد بترايوس الى لبنان، وجاء بعده جنرال اخر من قيادته، يحملون عرضا بتسليح الجيش اللبناني بمليارات الدولارات، شرط ضمان عدم استعمال هذا السلاح ضد اسرائيل ( اذن ضد من؟ )
في هذا الوقت تمت صفقة الاسرى، لتعلن بعده تسيفي ليفني ان كل الجهود يجب ان تتمحور الان حول نزع سلاح حزب الله، وكسرب موتور من الببغاوات المجنونة، انطلق نواب معروفون في المجلس اللبناني، يصيحون بالخطب الرنانة الغاضبة الهائجة، و
ما من قاسم مشترك بين كل صراخهم الا مسالة السلاح، وكانهم يلبون بهذه السحجة الاعلامية ( كون
الجلسات تنقل على الهواء مباشرة ) شهادة حسن سلوك وكفاءة ازاء رب العمل الاميركي والاسرائيلي، وعملية شحن ازاء جماهيرهم الانتخابية لتاتي صورة المجلس النيبي لقادم على صورتهم ومثالهم، ولا يتحولون الى اقلية تقلب طاولة المعادلة. وهذا ما يفسر جزءا من هدوء نواب حزب الله والمعارضة، والذي انكشف الامر عن انه لم يكن طبيعيا وانما نتيجة اتفاق حاصل بين حسن نصرالله ونبيه بري على منع نوابهم من الكلام، وقصره على اثنين يمثلان الجميع اضافة الى العاد ميشال عون وكتلته.
واذا كان المشروع الاميركي الاسرائيلي واحدا للمنطقة كلها، بل وللعالم، فان حرب جورجيا كانت امتدادا لحرب تموز كما قال ستراتيجي روسي، ووفق الرسالة التي وجهتها القيادة الروسية لحسن نصرالله بعد حرب تموز: لقد اعدتم الاعتبار لسلاحنا. بعد نجاح هذا السلاح على يد مقاتلي الحزب في قصف الباخرة الاسرائيلية، وفي تدمير الميركافا. مع كل ما يعنيه ذلك سياسيا،على ساحة عودة التوازن الدولي، و عسكريا، اقتصاديا، على ساحة التصنيع العسكري وتجارة الاسلحة دوليا. مما يفسر وجود الفين وخمسمئة خبير اسرائيلي في جورجيا،وبينه الجنرال غال هيرش الذي اشرف على تاسيس وتدرب القوات الخاصة الجيورجية، ويفسر بالتالي صراخ تسيفي ليفني لفتح مطار العاصمة لنقلهم الى اسرائيل بعد اشراف على السقوط بيد الروس. كما يفسر اسراع كوشنير وساركوزي الى هناك ووضعهم موضوع المطار عل راس اولوياتهم.
كل هذا لياتي انفجار طرابلس في لبنان، صبيحة زيارة سليمان الى سوريا، ومع بدء الحكومة الجديدة عملها بعد الثقة، وبعد عدم حصول الاميركي على موافقة الجيش على عروضه التدميرية. انفجار كشفت بعده محطة نيوتي في اللبنانية الصناديق الموشومة بالكتابات العبرية، وقامت بتصويرها، فنال فريقها الضرب المبرح من قبل انصار تيار المستقبل في المدينة.