‏لننتبه لها

صحيفة السبيل، 22-08-2005

انشطة تنموية وانسانية في الشرق الاوسط وخاصة في فلسطين والان في العراق، نشاط حثيث للتاكيد على التعايش الديني والتفاهم، مقاطعة لضائع المستوطنات الاسرائيلية، معارضة شديدة للحرب على العراق، واخيرا الان تهديد موجه لاربع من كبريات الشركات الاميركية بالمقاطعة ان لم تتوقف عن تزويد اسرائيل

بمعدات عسكرية وتكنولوجية تستعملها في ترسيخ احتلالها في فلسطين.

ليست هذه سيرة احدى التنظيمات السياسية العربية، لا ولا مكتب المقاطعة في الجامعة العربية، وانما نبذة عن نشاط كنيسة من الكنائس البروتستانتية في الولايات المتحدة الاميركية.

انها الكنيسة المشيخية التي كثيرا ما كتبت عنها منذ ان اكتشفتها عام 2001، عندما وجهتاليالدعوة للمشاركة في برنامج تثقيفي اعدته على امتداد الولايات المتحدة بالتعاون مع مؤسسات وشخصيات اسلامية اميركية.

كان البرنامج يتمثل في تشكيل عشر فرق عمل كل منها مؤلف من ثنائي مسيحي ومسلم، يتوزعون على الجامعات والمراكز الثقافية والدينية لالقاء محاضرات حول التعايش بين الشعوب والاديان.

وعندما تحول الجزء الاكبر من اللقاء التحضيري للحديث عن الحرب التي كانت تهيا للعراق، تبينا عمق معراضة الكنيسة لهذه الحرب، ليسر لنا كبير اساقفتها في نهاية الاجتماع قائلا: نرجوكم الا تنسوا فلسطين في لقاءاتكم.

بداية اعتقدنا انه موقف من الرجل لانه من اصل فلسطيني لكننا لم نلبث ان تبينا انه موقف شبه عام لدى اتباعه، وقد اكد لنا ذلك كون الاساقفة ينتخبون انتخابا لدى هذه الكنيسة.

بعدها عدنا ولم تتوقف المواقف الايجابية جدا عن الصدور عن الكنيسة المشيخية، دون ان يبدو ان احدا من العرب ينتبه لذلك. خاصة بعد قرار مقاطعة بضائع المستوطنات في العام الماضي، وبعد القرار الاخير بتهديد الشركات الاربع  كاتربلر، موتورولا، اي تي تي تكنولوجيز، و يونايتد اندستربز،  بسحب استثمارات الطائفة البالغة ستين مليون دولار من هذه الشركات، اذا لم تتوقف الاخيرة عن تزويد اسرائيل بالطائرات والهواتف النقالة والبلدوزرات ومعدات الرؤية  الليلية التي تساعد على ترسيخ الاحتلال.

جدير بالذكر ان اباع الكنيسة المذكورة هم في غالبيتهم من الجامعيين والكوادر لكنهم ليسوا من الاثرياء وهم بذلك اقرب الى الحزب الديمقراطي، ويتناقضون تناقضا جوهريا مع تيار المحافظين الجدد الذي يتميز بتعصبه الديني، وانحيازه للاثرياء وتبعيته للمجمع الصناعي العسكري واللوبي اليهودي المؤيد لاسرائيل.

انها بؤر التغيير التي يمكننا ان نمد لها اليد داخل المجتمع الاميركي نفسه.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون