اسرائيل ستتدخل…. كونزاليزا رايس سترسل فريقا الى المنطقة….. وما الجديد؟
هل ثمة تدخل اكبر من الاحتلال؟ وهل كان الاميركيون يوما موجودين يوما في المتطقة اكثر واوضح مما هو حالهم اليوم؟
ادن وما هو الجديد او الخطير في مضمون هذا التهديد الذي جاء ردا على العملية الثلاثية الثي جاء تنفيذها يحمل اكثر من رد واكثر من دلالة ؟ دلالات لعل اهمها رسالة وحدة وطنية نضالية في مواجهة خطط اشعال الحرب الاهلية الفسطينية. تلك الخطط التي لا يحمل سواها ملامح خطورة حقيقية وجديدة.
هذا الجديد هو الخطر الاكبر الذي يمكن إن يحل ازمة اسرائيل ويجهز على حركة الحياة المقاومة التي لم يستطع شيء إن يجهز عليها منذ خمسين عاما. مما يذكر بما كتبه جابوتنسكي في جدار الفولاذ، ذلك الكتيب الذي شكل مانيفستو اليمين الصهيوني منذ بداية الخطوات العملية في تحقيق الحلم الصهيوني، حيث قال: ” لنعترف بان الفلسطينيين هم اصحاب الارض وسيظل هؤلاء يقاوموننا كما يقاوم السكان الاصليون الاحتلال الى إن نتمكن من القضاء على اخر لمحة امل لديهم ” وبما إن القضاء على الامل من خارج الحالة الفلسطينية قد فشل تماما، وجعل العدو هو الذي يفقد اخر بارقة امل في اتهائها، فان الامل البديل هو القضاء على الامل الفلسطيني بتفجيره من داخل ن والطريق الى ذلك الان خريطة الطريق، التي ربمما قصد منها إن تكون طريقا الى اتهاء المازق الاسرائيلي الذي شكلته الانتفاضة المستمرة والتي لم تنفع معها اخر ابداعات القمع الممتد من العمال الى الليكود ومن باراك الى شارون.
من هنا يكون معنى التهديد الاسرائيلي الاميركي بالتدخل، هو التدخل لقمع الانتفاضة اذا لم يفعل ابو مازن ذلك، تدخل لن يستطيع معه رئيس الوزراء إن يقف على الحياد اذ سيطالب بدعمه على اعتبار إن الامر تنفيذ لتعهدات القمة الاخيرة، وعليه سيجد نفسه امام خياريت لا ثالث لهما: اما دعم القمع الاجتبي وعندها سيجد نفسه في مواجهة شعبه، واما سيرفص هذا الدعم وعتدها سيجد نفسه متهما بعدم الوفاء بالتزاماته.
هنا يكون المخرج الوحيد احالة الموقف الى الخيار الشعبي، هذا الخيار الذي لم يعرف حكامنا يوما إن يلجاؤوا اليه ويحتموا به، رغم انه النبض والسور والسد.
خيار قالت عملية الامس عنوانه الملخص بلاءات ثلاث: لا للحرب الاهلية وحتى لمحاولات الفرقة والتفسيخ،
لا لاتفاقيات جديدة تضيف مزيدا من القيود ومزيدا من التكبيل الى الحركة الفلسطينية، ولا لمزيد من التنازلات التي لت تبقي على العظم لحما يسري فيه دم الحياة.
صحيح إن مآل الوصع الراهن لم يترك حيزا كبيرا لاية قيادة عربية وخاصة فلسطينية للمناورة، لكن ثمة ابواب كثيرة تفتح اذا ما اقفل سواها، ومن هذه الابواب ما يقدمه القانون الدولي للمواطنين في ظل الاحتلال، او ما يقدمه كون القيادة الفلسطينية منتخبة ديمقراطيا ومثلها المجلس الوطني، او ما يقدمه الواقع البراغماتي من ان التنازل لا يقوي موقف الطرف الذي يقدمه بل يقدم للطرف الاخر ومن يدعمه اغراء قويا بطلب المزيد، واذا كان له إن يصعف احدا فانما يصعف موقف المعتدلين سواء في صفوف العدو او في صفوف الخصم او في صف القوى القادرة على الضغط.