كالمطارق التي لا تكل، يلاحق الاعلام الاوروبيين بالتذكير بالذنب.
افتح التلفزيون، انتقل على سلم المحطات لاصل الى محطة عربية، اضطر الى العبور بكثيرات لا اعرف لغتها، لكنني، وللمصادفة اتمكن من احصاء الصور التي اعرف دلالاتها، والكتب التي اراها في خلفيات بعض المشاهد، والتعرف الى بعض الشخصيات التي تمر. واخرج بحصيلة رهيبة كم المساحة التي تحتلها الدعاية لاسرائيل، لليهود، و …. التذكير المتواصل بقصة الهولوكوست.
كتاب ان فرانك الشهير يقابلني هذا المساء من على شاشة محطة، ربما تكون التلفزيون الهولندي، وتجعلني افكر بملايين ان فرانك اللواتي عرفهن هذا العالم العربي البائس. مع فارق واحد هو ان قصص ان فرانك العربيات هي قصص حقيقية في حين ان هذه قصة مفبركة وان كان احد لا يجرؤ على القول بانها كذلك.
كتاب ان فرانك يروي قصة فتاة يهودية اعتقلت في الحرب العالمية الثانية، ضحية من ضحايا النازية، كتبت مذكراتها في السجن وفي تلك المذكرات كل ما يؤكد ادعاءات اليهود حول الهولوكوست.
طبيعي ان المعتقلات النازية ليست اكذوبة، وان ثمة فتيات اعتقلن فيها، لكن قصة ان فرانك نسجت لا لتؤكد ذلك بل لتؤكد التفاصيل الدقيقة حول كل ما يقوله اليهود عن تلك المعتقلات ولتوظف من ثم كعمل اساسي في ترسيخ عقدة الذنب لدى الغرب ازاء اليهود، كي يتم التعويض بدعم اسرائيل.
بعد ظهور القصة، اجرى بعض الخبراء اختبارا لصحتها وكانت المفاجأة ان النص كان مكتوبا بنوع من الحبر الناشف لم يكتشف الا بعد سنوات طويلة من التاريخ الذي ادعت كتابتها فيه.
اذن عمل متخيل تحول الى واقعة اثباتية، وحظر على اي كان ان يقول ذلك والا تعرض لاقسى العقوبات القانونية.
قضية تجعلنا نسأل انفسنا ببساطة كم من ان فرانك حقيقية في سجون الاحتلالات المختلفة التي زرعت في ارضنا من قوى الاستعمار المتعددة الاسماء الى قوة الاستيطان والاحلال الصهيونية؟
فلماذا لا تكتب قصصنا الحقيقية ونحن لا نحتاج لان نكذب ونؤلف ؟ لكن هل ستحظى عذاباتنا لو كتبت بما تحظى به ادعاءات اليهود؟ ام ان القضية تكمن في معرفة كيف نتوجه وكيف نسوق؟
انهامعركة من نوع خاص، لا يمكن لاحد ان يقول انها معركة سهلة.
