اوليس التعرض لحياة الناس وأمنهم من باب الارهاب المحض الذي يقتضي الادانة؟
اوليس استهداف المدنيين عملا مجرما ايا تكن دوافعه؟
ولكن اوليس من المشروع التعرض لمصالح الدولة المحتلة في حال الحرب ؟
اولا ينطبق المبدأ عدم التعرض لحياة المدنيين على المدنيين العراقيين والفلسطينيين ؟ هل يكفي ان يكون من يمارس الارهاب دولة كي يصبح الامر مسكوتا عنه ؟ بل اولم تلجأ تلك الدول المحتلة الى تجنيد مرتزقة في العراق؟ وهل هؤلاء الا ارهابيون مأجورون ؟
اسئلة تفرض نفسها من الناحية المبدئية، لكن السؤال البراغماتي الاهم يظل هل ان من مصلحتنا كعرب حصول اعمال ارهابية باسم الاسلام؟ وبهذه الطريقة التي لا تستهدف مصالح الدولة المحتلة او مسؤوليها او جهازها العسكري وانما تستهدف المدنيين الذين غالبا ما يكون لنا بينهم الغالبية ؟
والسؤال الذي يسبقه هو : هل يكفي ان تدعي مجموعة اشباح تنفيذ العمل باسم هذه المنظمة الاسلامية او تلك كي نصبح كلنا مسؤولين عنه ؟ وفي واقع عدم وجود بنية تنظيمية معروفة باسم القاعدة او غيرها فمن يدري من هم الاشخاص الذي يعطون انفسهم هدا الاسم او ذاك ؟ ومن يدري من هي الجهات الاستخباراتية التي تقف وراءهم ؟
هدا السؤال الاخير يذكر بما نشرته جريدة بني سافاك التركية غداة تفجيرات اسطمبول حيث اتهمت الموساد تحديدا بالوقوف وراء العملية التي ادعاها جماعة التكفير والهجرة، وقالت الصحيفة ان هده المجموعة بالذات تعاني من ارتباطات، وتتحول الى اداة بيد اجهزة امن غربية وعربية في مقدمتها السي أي ايه والموساد. ومن ثم اوردت تفصيلات كثيرة حول ذلك. كما اوردت صحف تركية اخرى تصريحات لمسؤولين اتراك اتهمت دولة اجنبية محددة بالوقوف وراء العمل.
كذلك كان من الملفت ان الانفجار التركي قد تسبب في وقوع ثلاثة وعشرين قتيلا اربعة عشر منهم من المسلمين في حين كان من الممكن للعملية لونفدت بطريقة اخرى ان تقتل ثلاثمئة يهودي كانوا في الكنيس.
اللافت ان وكالة الصحافة الفرنسية ترجمت يومها تقرير بني سافاك اغفلت الفقرة المتعلقة باتهام الموساد.
كذلك كتبت يومها صحيفة بلوشستان بوست ان الهدف من هده العمليات هو اعطاء مشروعية للحرب على الارهاب، ومثلها فعلت الصحافة المقربة من اردوغان. خاصة وان العملية حصلت قبل ايام قلية من قمة بوش بلير.
قياسا على هده الذكرى وعلى كل اللغط الذي دار حول احداث 11 ايلول، لا بد للمرء وان يطرح الكثير من الاسئلة حول احداث لندن الاخيرة وتزامنها مع قمة الدول الثماني، ومع اشتداد المعراضة لسياسة بوش وبلير داخل بلديهما وخارجهما.
قد يقول قائل : وهل يمكن ان يمضي انسان الى تفجير نفسه بناء لتنفيد خطة اجهزة استخبارات غربية ؟ والجواب بالطبع بسيط جدا، فالاختراقات الامنية الاستراتيجية لا تتم على مستوى المنفذين ولا المسؤولين البسطاء، انها اختراقات تتم على مستوى الاستراتيجيين انفسهم، ويكفي ان يكون بين هؤلاء مخترق واحد ليتمكن، في اجواء الشحن الحالي، من اقناع الاخرين بأي شيء.
هنا تبرز خطورة اجواء الشحن المذكورة : انها اجواء شحن ناجمة عن الوحشية الجرمية التي يمارسها الامريكيون وحلفاؤهم وعلى راس هؤلاء البريطانيون ضد الشعوب المقهورة.
اجواء ناجمة عن منطق صراع الحضارات الذي يتعزز كل يوم عبر الخطاب السياسي والاعلامي المتداول.
اجواء ناجمة عن المستوى الهائل من غياب العدالة الاجتماعية الذي فعله اقتصاد السوق، في ذات الوقت الذي يعزز فيه هذا الاقتصاد نفسه الحاجات والرغبات الاستهلاكية ويقدم القيم المادية على اية قيم اخرى. ويتلاقى غياب العدالة الاجتماعية على الصعيد الداخلي مع مثيله على الصعيد العالمي مع مثيلهما من غياب العدالة السياسية، بل واشتداد القمع ليسهل ذلك كله مسألة تجنيد الكثيرين لاهداف قد يظنونها نبيلة وقد تؤتي ثمارا مرة