كيف احيا العرب هذه السنة ذكرى الخامس من حزيران؟
سؤال يمكن ان يطرحه كل منا على نفسه في محاولة لتذكر اسلوب تعاملنا مع كارثة لم تزل نتائجها تتفاعل وتتعقد يوما اثر يوم. واذا كانت العقد الاصعب في هذا السياق هي مسالة اللاجئين، وحق العودة والتعويض، فان المنظمات اليهودية في العالم قد اختارت يوم السادس من حزيران – في رمز يشير الى غداة النكبة- لتطلق حملة جديدة خطيرة في هذا المجال.
هل سمعتم بشيء اسمه »المنظمة العالمية لليهود من اصول عربية«؟
هذه المنظمة هي التي رعت في اليوم المذكور من هذا العام، وفي العاصمة الفرنسية باريس، مؤتمرا يهوديا دوليا تحت عنوان: »العدالة ليهود الدول العربية« برئاسة ستانلي اورمان رئيس المنظمة المذكورة وحضور نسيم زفيلي سفير اسرائيل في باريس والوزيرة المفوضة نادين زوراك وجان بيير الالاي ممثل الكريف ومشاركة ممثلين من امريكا وكندا وبريطانيا واسرائيل وفرنسا والمانيا .
اما الجهة التي وجهت الدعوة الى المؤتمر فهي المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا (الكريف)، هل تذكرون هذا الاسم؟ انه المجلس الذي شكل الطرف المقابل في مؤتمر حوار الحضارات والاديان الذي عقد في قطر قبل اسابيع، وجاءت كلمة ممثله في حفل الافتتاح مباشرة بعد كلمة امير قطر، كما ترأس الممثل نفسه جلسة الاختتام، حيث قال ان الهدف هو اطلاق تحرك دولي لأجل اليهود ذوي الاصول العربية، تحرك يتمثل بحسب ما ورد على موقع الكريف على الانترنت باطلاق حملة دولية لحقوق »اللاجئين المنسيين«، وتخصيص شهر اذار المقبل 2006 لهذا الموضوع باعلانه شهر اللاجئين اليهود من الدول العربية، حيث ستكون جميع الجاليات اليهودية في كل انحاء العالم مدعوة الى الحديث عن قصة معاناة اللاجئين اليهود الذين طردوا وجردوا من املاكهم على الاراضي العربية قبل نشوء اسرائيل وبعدها، والى ابراز الدور الذي قامت به دولة اسرائيل في ادماج اليهود العرب المنفيين، والى نشر رسالة تقول ان تعويض الظلم اللاحق باللاجئين اليهود العرب هو جزء لا يتجزأ من حل مشكلة اللاجئين في الشرق الاوسط و يشكل شرطا مسبقا لحل مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي. ثلاثة محاور سيكون علينا ان نتوقع هجمة اعلامية شرسة حولها بعد ستة اشهر، هجمة لا بد ان التحضير لها جار الان على قدم وساق، ولا بد انها ستعمل على الية غسل دماغ على صورة ومثال تلك التي مورست بخصوص الهولوكوست الاوروبي، خاصة ان الحملة حول هذه الاخيرة قد اكسبت الجهات المعنية طوال ستين سنة خبرة استثنائية في هذا المجال.
فما الذي يمكن ان نهيئه نحن بالمقابل؟ وكيف يمكن ايصال صوت اخر الى العالم، ولا اقول العالم الغربي فقط، اذ اننا سنجد الكثيرين عندنا ممن سيتاثرون بعملية غسل الدماغ هذه، فيما يشكل انطلاقا لزرع مركب ذنب لدى العرب ان يتم استغلاله كما حصل مع الاوروبيين. واذ بالآية تنقلب وتحولنا من ضحايا الى جلادين، او على الأقل تجعلنا متساوين في ذلك مع الصهاينة.
ما العمل؟