اسرائيل والاطلسي!

صحيفة الدستور، 15-01-2005

تجلس على الشاطىء المغتصب للمتوسط، تلاعب فيه قدميها وتحلم بالاطلسي. تتمدد على الحافة الستراتيجية لاسيا وتحلم بأوروبا في حين تمد بساط هيمنتها على الدولة الاكبر في القارة الاميركية.

انه مخطط السيطرة على العالم انطلاقا من ارض فلسطين، ذاك الذي رسمته الحركة الصهيونية منذ نشوئها ولم يساعد احد على تحققه كما ساعد تقاعس او تآمر النظام الرسمي العربي.

ملاحظة لا تبرز الى الذهن من باب التنظير الذي مر عليه الزمن وتجاوزته الاحداث، كما يقول النعاميون الذين اهتدوا الى افضل الطرق للهرب من مواجهة العجز والاستحقاقات بدفن الرؤوس في رمال تطور وهمي لا وجود له الا في خيالاتهم. بل ان ما يبرزها هو خبر بسيط عن طلب المجلس اليهودي العالمي ضم اسرائيل الى حلف شمالي الاطلسي . ليس المثير في هذا الطلب كونه يتجاوز الجغرافيا والتاريخ معا، بل فيما تلاه من تفصيل، حيث برر المطالبون اقتراحهم امام دول الحلف، بان من شأن ضم اسرائيل ان يردم الهوة بين الغرب ودول منطقة الشرق الاوسط، ويقرب بين هذه الدول ودول المنطقة كافة عن طريق اسرائيل. ببساطة هكذا تطرح اسرائيل كوسيط بيننا وبين الغرب، ويبدو الطرفان وكأنهما عاجزان عن التواصل بدون الدولة اليهودية.

ليس هذا الكلام مجرد حلم او هراء، بل انه بند حقيقي على المخطط اليهودي الصهيوني، تجند لاجله اذرع اللوبيهات اليهودية المنتشرة على خارطة العالم الغربي، بدليل ان من تولى امره هو المجلس اليهودي العالمي. المجلس الذي تولى جميع امور اسرائيل، من التمويل الى الهجرة الى كافة الشؤون السياسية والديبلوماسية.

في الغرب يفسر كثيرون تأييد اللوبيهات اليهودية لانضمام تركيا الى اوروبا الموحدة بكون ذلك الانضمام سيكون مقدمة للمطالبة بضم اسرائيل.

فماذا سيفعل العرب غدا عندما تصبح اسرائيل عضوا في اوروبا الموحدة، ولها فيها لوبي ضخم ومؤثر، كما تصبح عضوا في حلف شمالي الاطلسي القوة العسكرية المتحكمة في العالم ؟

لا حول ولا. يقول العدميون!! لكن لهذه الدول العربية والشرق اوسطية حول كبير، وامكانية التصدي لهذه المخططات واردة، خاصة وان في داخل الكيانين : الاوروبي والاطلسي، قوى كثيرة تعارض هذا المخطط بقوة، وتتحرك لاجل منعه.

لقد كنا نحن، العرب تحديدا، العصا التي كسرت بها الولايات المتحدة ظهر اوروبا واسيا، اذ لولا استقرار نفطنا وموقعنا الاستراتيجي في الحضن الاميركي لما تمكنت واشنطن من تثبيت وضعها كقوة عظمى اولى، والخزي الاكبر اننا فعلنا ذلك كله بدون مقابل، كما يفعل كل العبيد. فهل سنفعل الشيء ذاته بالنسبة لاسرائيل ؟ هل سنكون اداة تثبيت سيطرة الصهيونية على العالم ؟

 

 

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون