لماذا تكثف فرنسا الضغط على سوريا في لبنان؟
اية مصلحة لباريس في هذا الاصطفاف غير المسبوق الى جانب ما تسميه المعارضة اللبنانية؟
اوليس في تسويق اسم »المعارضة« على جماعة ميشال عون والقوات اللبنانية احالة الى ما اعتدنا ان نسمعه من اسم »المعارضة العراقية«؟ ولماذا تقع حكومة جاك شيراك في هذا التناقض بين دعمها المحدود للفلسطينيين، ومعارضتها القوية للاميركيين في العراق، من جهة، وضغطها الشديد على سوريا وعلى نصف لبنان،من جهة اخرى؟ اوليس في ذلك انحياز واضح فاضح الى الخط الاسرائيلي في لبنان ؟ بل اوليس في ذلك دفع بسوريا الى الحضن الاميركي، رغبة او اذعانا اضطراريا ؟ الى الخط الاسرائيلي : ولا حاجة للحديث عن ارتباط ميشال عون والقوات اللبنانية بالدولة العبرية، بل وبالمؤسسات الصهيونية في العالم، وهل نسي احد سفرة العماد اللاجىء الى فرنسا، الى الولايات المتحدة اثر 11 ايلول؟
اراد ان يضرب الحديد وهو حام كما يقولون، لكنه ضرب بالمطرقة الصهيونية بحيث رفض الكونغرس الاميركي نفسه استقبال جلسته بشكل رسمي فعقدها في قاعة ملحقة مع مجموعة النواب الصهاينة الاكثر حماسا لاسرائيل، والقى كلمته القصيرة الشهيرة التي ذكر فيها كلمة الارهاب اربعين مرة . من كان يعني بالارهاب ؟ الصحف الاميركية والغربية عموما خرجت بعدها لتقول ان عون والقوات اللبنانية عقدوا صفقة مع المنظمات الصهيونية مفادها : طالبوا لنا بالانسحاب السوري، نطالب لكم بحل حزب الله . اوليس ذلك لب الخيانة الوطنية؟
فاين كان ابطال ميشال عون عندما كان الاحتلال الاسرائيلي يغرق لبنان في ظلام الموت والقهر والعدوان ؟
واي عقوق لا اخلاقي ازاء من ضحوا لكي يعيدوا لهم كرامة لا يستحقونها، ولا يعرفون تذوقها؟
لم نات الى بلادنا على ظهر دبابة اميركية، قال عون امس في قصر المؤتمرات في باريس . ولكن هل كان يقصر في ذلك لو كانت الادارة الاميركية تريد ارسال دباباتها الى لبنان؟ اولا يقوم هو بدور الدبابة الاميركية التي تضغط على سوريا ولبنان لصالح اسرائيل؟
لماذا كانت الادارة الفرنسية تحظر على عون مجرد الحديث الى صحفي او الادلاء بتصريح، واصبحت اليوم تقدم له قصر المؤتمرات؟
واين مصلحة فرنسا في ذلك؟
هل تريد بعمى طائفي ان تخسر اخر فرصة لديبلوماسيتها في المنطقة العربية؟
ام انها تراهن على ان يكون لبنان المأسرل منطلقا لهذه الديبلوماسية، وفي ذلك منتهى سوء التقدير؟ ام ان الامر هو وفاء تاريخي لذكرى سايكس- بيكو؟
ذكرى نريد ان نتجاوزها نحن المتعلقين بالثقافة وبالفكر الفرنسيين، نحن المتمسكين بخط انساني يناقض الخط الاميركي، لكن يبدو ان باريس مصرة ابدا على تذكيرنا بها، وبحدة.