مع طلب الولايات المتحدة من بريطانيا ارسال قوات اضافية الىالعراق تتاكد اكثر من نقطة على خارطة الوضع العراقي والوضع الدولي.
فعلى الصعيد العراقي يتضح تصميم الاميركيين والحكومة العراقية التابعة لهم على القيام بعملية استعراضية كبيرة ، ساحقة ودموية في خدمة هدفين : الانتخابات والانتخابات. الانتخابت الاميركية التي اصبحت علىالابواب والتي يحتاج فيها جورج بوش الى خبطة كبيرة تمنحه رصيدا اضافيا في معركته التي لمتعد سهلة مع جون كيري.
والانتخابات العراقية التي تحتاجها حكومةاياد علاوي او اية حكومة تاتي مكانها لاكتساب شكل من الشرعية.
شرعية لا تستطيع السجادات الحمراء المبسوطة على ارض المطارات العربية ، لا ولا عناوين ومصطلحات وسائل الاعلام المختلفة ، ولا ايضا قوات القمعالتي تسميها الحرس الوطني ، في مفارقة مهزلة ، اذ يصبح من يخدم احتلال الوطن حرسا للوطن. ممن ؟ من اهله الذين يقاومون الاحتلال.
شرعية لا يمكن ان تنبع في وطن وعلى اية ارض الا من الشعب ، من الناس.
فحتى الان ما يزال صدام حسين ، اسيرا ام حتى قتيلا الرئيس الشرعي الاخير للبلاد. والانتخابات وحدهاهي التي يمكن ان تشكل وهم شرعية اخرى.
واذ نقول وهما ، فذاك لعدة اسباب اهمها ان الانتخابات ستجري تحت حراب الاحتلال ، وثانيها انه ال لن تشمل العراق كله.
اما على الصعيد الدولي فان اللجوء الى بريطانيا رغم كل ما يعنيه ذلك من اضعاف لموقف الحليف البريطاني على ساحته الداخلية ، يلقي ضوءا كاشفا علىالازمة الكبيرة التي يعيشها الاحتلال رغم اشتداد بطشه. فارسال الجنود البريطانيين الى العراق ، بل وحتى تحريك من هو موجود منهم باتجاه اخر هو حجة اضافية بيد معارضي بلير الذين ترتفع حدة هجومهم عليه وينجحون في تاليب الراي العام ضده. خاصة اذا صدر العراق الى لندن صناديق مغطاة بالعلم البريطاني.
واذا كان من البديهي ان بوش لا يريد اضعاف حليفه ، فان الاضطرار الى المطالبة بذلك يعني المازق كما يعني عدم توفر البديل. والبديل هنا هو قوات اخرى غير الاميركية والبريطانية ، قوات لا ينفع ان تكون فليبينية اوسيريلانكية او من جزر القمر. المطلوب اميركيا وبالحاح هو قوات تنزل هناك باسم حلف الاطلسي او باسم اوروبا الموحدة ، وهو قرار اصطدم في الدائرتين : الاوروبية والاطلسية بحاجز لا راد له هو التحالف الفرنسي – الالماني ، والذي تقوده ديبلوماسيا فرنسا وباصرار ينبع من الخط الحاسم للسياسة الشيراكية ، التي تتعرض داخل بلادها لكم هائل من المؤامرات والضغوطات ولكنها تتشبث حتى الان بثبا ت بموقفها.
وفي هذا السياق يمكن فهم التحرك الفرنسي باتجاه لعب دور وسيط بين اسرائيل واللفلسطينيين ، بداه ميشال بارنييه بزيارة تحد لياسر عرفات ، ثم عالج تحديه بزيارنه امس الى الدولة العبرية.
كما يمكن فهم التعقيدات التي تحيط بقضية الرهيننتين الفنرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو ، اذ ان اصرار الاميركيين وحكومة اياد علاوي على عدم السماح لخاطفيهما بتحريرهم ، عبر عدم السماح بتوفير ممر امن هو في الواقع ، عدم السماح بتحقيق انتصار ديبلوماسي لفرنسا ولخطها الشيراكي ، وتصعيد لعملية الضغط عليها سواء على الصعيد الداخلي ام علىالصعيد الخارجي.
تشابك كبير لا يمكن الا لطرف واحد فكفكته ونسفه ، طرف هو المقاومة العراقية.