هل تفرح الحزينة في عرس ابنة الجيران؟
هل لنا ان نفرح في عرس هوغو شافيظ؟
لم يفز الزعيم الفنزويلي بتسعة وتسعين قاصل تسعة وتسعين بالمئة، فاز بثمانية وخمسين بالمئة فقط، لكن كل عشرة منها تساوي ملايين من ارقام يقولون انها اصواتنا في الانتخابات، كل صوت تم تعداده في نتيجة الانتخابات الفنزويلية له ثقل الحقيقة، ثقل الديمقراطية الحقيقية، ثقل الانحياز للناس، للوطن وللفقراء. هؤلاء الذين حموا الزعيم اكثر من مرة حتى عندما تمكن الانقلابيون المدعومون من القوة العظمى من ازاحته، حمله هؤلاء من الشارع وأعادوه الى مقر الحكم . وقفوا وراءه فتمكن من ان يتصدى للامريكيين وللعولمة وللسوق ولقوى الشركات متعددة الجنسيات ولمصاصي الدماء من ابناء بلاده.
لم يخش ان يقول انه ليس مع الجميع، وان الجميع ليسوا معه، هو التزم بفئة يقاتل بها وتقاتل به / التزم بضمير ناسه البسطاء واعلن الحرب على من سماهم دمى اميركا .
وعند انتهاء المعركة اضطر رئيس الولايات المتحدة السابق ان يعترف بان النتيجة ديمقراطية وان الشعب الفنزويلي اختار وان الرجل ربح المعركة .
الكل خرج الى الشوارع، مؤيدوه زحفا الى القصر الجمهوري واعداؤه خرجوا الى الشوارع يحتجون، لكن احدا لن يستطيع ان يستمع لصوت المحتجين، حتى اوروبا التي لا يسرها عودة وثبات أي نظام يساري في أي مكان من العالم سارعت الى التأكيد على مشروعية الرجل وديمقراطية خيار شعبه.
تقول ذلك لانها لا تستطيع الا وان تقوله، وتقول ذلك لانها تفرح لكل نجاح في التصدي للهيمنة الاميركية. والزعيم العملي يعرف ذلك جيدا، ويعرف كيف يكسب الاصدقاء ويطمئن الذين يمكن ان يحركهم القلق، فيسارع فور انتخابه الى الاعلان عن التزامه بأسعار النفط.
درس هوغو شافيظ اصعب من ان يفهمه الحكام الذين ابتلانا الله بهم.
درسه مكتوب لغة لاتينية عريقة مختلفةعن انكليزية السوق الممسوخة عن الانكليزية الحقيقية، ولذلك لن تتمكن نخبتنا من قراءته وفهم دلالاته كلها، فهل لها ان تقرا العنوان والعنوان وحده يكفي: العنوان الذي يقول ببساطة كم يكون الحاكم قويا وقادرا على مواجهة العالم عندما يكون شعبه معه، وعندما يمثل هو ضمير شعبه!