ما الذي سيتغير اذا ذهب بوش وجاء كيري؟
وهل يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم؟
فما بانفس الامريكيين لا يغيره الا شيء واحد جثث ابنائهم العائدة اليهم، وعدم تحقق حلم ارتفاع الرخاء الاقتصادي الذي وعدوا به.
وما بانفس العرب لا يغيره الا تنامي خطين متوازيين خط تنامي حركة المقاومة وخط الخروج من التخلف الفكري والاخلاقي والعلمي، بل انهما في الواقع خطان متقاطعان تقاطعا تاما.
فيا عدا ذلك سيكون ذهاب بوش جيدا بدون شك لانه (سيفش الخلق) قليلا، خلقنا نحن ضحاياه بالدرجة الاولى، وخلق الاوروبيين الذين ازدراهم هذا الرئيس الذي لا يرون فيه الا دمية متحركة ورئيسا جاهلا متغطرسا لكن في كون هذا الرجل دمية متحركة تكمن كل المشكلة، فالذين كانوا يمسكون بخيوط المسرح كلها كانوا من يسميهم الامريكيون انفسهم عصابة اللوبي الصهيوني المتداخل مع لوبي النفط مع لوبي المجمع الصناعي العسكري.
هؤلاء اين سيذهبون مع مجيء جون كيري؟
قد تتغير بعض اسمائهم، بعض رموزهم، ولكن ما يعنينا نحن منهم وبالدرجة الاولى هو اللوبي الصهيوني المتحكم في الولايات المتحدة والذي بات الان يحكم العراق.
قد يقول البعض ان في عبارة يحكم العراق بعض المبالغة، الا ان الحقيقة اكثر مرارة فهو يحكم العراق اكثر مما يحكم الضفة الغربية وغزة، في كل المجالات، وخاصة في تلك التي تمثل رموز سيادة الدولة بدءا من القضاء حيث يحاكم رئيس العراق واركان نظامه قاض لم يكن يوما قاضيا وانما هو مجرد محام في مكتب اسرائيلي، ولا شك في ان جميع ملفاته قد اعدت في المكتب المذكور ومثلها الاحكام في حين تتبجح الحكومة الوهمية المعينة من قبلهم بعدم احقية مشاركة المحامين العرب في الاشتراك في المرافقة.
وانتقالا الى الامن، الى السيادة الاقتصادية الى السياسة الخارجية الى كل ما عدا ذلك وصولا الى محاولة فرض علم اسرائيل على السماء العراقية تلك المحاولة التي لم يتجرأ المتعاونون العراقيون انفسهم على تمريرها.
اللوبي الصهيوني، اسرائيل، اصبحا في شرايين العراق سما يأكل الكريات الحمراء ويقيم المعركة الشرسة مع الكريات البيضاء التي تتآلب لمكافحة الفيروس القاتل، معركة لن تحاول ادارة جون كيري الا تهدئتها، ليس بالانسحاب او احقاق الحق وانما بارتداء قناع الدبلوماسية التي تحول التسلل الاسرائيلي الى معاهدة سلام اي الى وجود شرعي والاحتلال الامريكي الى معاهدات قد تسمى صداقة او حماية او اي شيء اخر يوحي بالشرعية.
لكن ما يهيأ في هذا السياق هو امر يتجاوز العراق الى كامل المنطقة في صفقة استسلام كلي ستكون ادارة جون كيري اقدر على اتمامها، وليس ادل على تباشيرها من زيارة البرادعي وما اعقبها وتخللها من ان تغييرا في التعامل مع البرنامج النووي الاسرائيلي يمكن ان يأتي في اطار عملية سلام شاملة وكاملة، عملية لا يمكن ان تكون في هذه الفترة وبسبب موازين القوى الا عملية استسلام كامل شامل، لن يعرقله الا تصاعد عمليات المقاومة.