ما الذي يريده اليهود من فرنسا ؟
ما الذي تريده اسرائيل من فرنسا ؟
بعد يومين من انكشاف تلفيقة الاعتداء على امرأة في محطة المترو من قبل شباب عرب ويهود ، وبعد ان خرجت المرأة نفسها على شاشات التلفزيون معتذرة عن كذبها ، يخرج شارون داعيا يهود فرنسا الى الهجرة ، اهو فعلا خوف على هؤلاء المساكين من انياب اللاساميين العرب والفرنسيين والسود ؟
اهو معاقبة لفرنسا على مواقفها بخصوص الصراع العربي الاسرائيلي والعراق و الاستقلالية الاوروبية؟
ام هو امر يتعدى ذلك ؟
ليست هي المرة الاولى التي يثار فيها الضجيج حول اللاسامية كلما ارادت الصهيونية تمرير بند في خطتها ، لكن الصوت يعلو هذه المرة اكثر من اي وقت سابق ، ورغم ان تلفيق الاحداث يبدو واضحا ، فقبل قضية المراة الكاذبة اثيرت قضية الاعتداء على شاب يهودي وبعد فترة تبين ان الاعتداء حصل على ثمانية شباب من بينهم واحد يهودي ولاسباب لا علاقة لها باللاسامية ، لكن الضجة الاعلامية تحققت . كما تحققت هذه المرة رغم ثبوت كذب المرأة المدعية ، ودون ان يتجرأ احد على السؤال عمن كان وراء تلفيق كل من القصص .
من جهة اخرى ، فعلية يبدو واقع اليهود في فرنسا اكثر من قوي ، كما يبدو ارتباطهم باسرائيل واضحا ولا خجل فيه ، اذ تحتفظ 75% من العائلات اليهودية بأقرباء لها في اسرائيل ، ويفوق رقم الهجرة الى هناك سنويا الالفي شخص بحسب احصاءات الوكالة اليهودية ، كما ان هذه الاحصاءات تقول ان 58 الف شخص من افراد الجالية قد امضوا عطلتهم هذا الصيف في اسرائيل ، في حين يصرح روجيه كيكرمان رئيس المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية قائلا : بصرف النظر عن مواقف اي فرد فان الجالية برمتها مرتبطة باسرائيل . وتعبيرا عن ذلك يوزع المجلس 3800 دعوة لحضور حفل استقبال الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف لدى زيارته لفرنسا .
الادهى من ذلك كله هي القوانين التي استنتها فرنسا لارضاء اليهود ، وعلى رأسها قانون فابيوس غايسو الذي يحرم تحت طائلة العقاب الصارم البحث في تاريخ الحرب العالمية الثانية ، بل وقانون اخر يسمح لليهودي باختيار اداء الخدمة العسكرية اما في الجيش الفرنسي وإما في الجيش الاسرائيلين حيث تعرف وحدة المتطوعين الفرنسيين باسم سار ايل .
اذن ما الذي يريده الصهاينة ايضا ؟
امران يتصدران الجواب : اولا الحرص على عدم تزعزع هذه الهيمنة وذلك باثارة الضجيج دائما للحفاظ عليها
وثانيا استئصال السياسات الفرنسية التي قد تسير باتجاه غير الخضوع الكامل للمجمع الصهيوني الاميركي ، يترجم حاليا بالاستعداد لخطوة كبرى هي ايصال يهودي الى رأس السلطة في الدولة ، حيث يدور ترتيب الامور للوصول الى ترشيح يهوديين الاول عن اليمين والثاني عن اليسار . وليصل من يصل منهما عندئذ .
في صفوف اليسار الامر سهل حيث يتقدم كل من ستروس كان ورولان فابيوس ، واذا كانت هناك مفاجأة ستكون في عودة ليونيل جوسبان وهو غير يهودي لكنه متزوج من يهودية ومعروف بتأييده لاسرائيل .
اما في صفوف اليمين فان تصفية الان جوبيه لم تكن الا لتفسح الطريق امام ساركوزي الذي كانت اول نشاطاته زيارة واشنطن حيث علقت وسائل الاعلام انه استقبل كرئيس ، وكان اول لقاءاته في واشنطن مع الايباك ، كما استقبل بنفس الطريقة في اجنماع مؤيد لاسرائيل . ومن جهة اخرى هو لا يخفي ميله لفك التحالف الفرنسي الالماني والتوجه اكثر نحو الدول المؤيدة للولايات المتحدة .
وكي لايتجرأ احد على قول كل ذلك ، على الاعتراض على يهودية المرشح ، على استغلال الامر في الحملة الانتخابية اذا لم تنجح خطة فرض اليهوديين ، خاصة من قبل وفي صفوف الناخبين العرب، فان حملة الاتهام باللاسامية ستستمر حتى المعركة الرئاسية وربما بعدها.