عقوبات ام تحسب

صحيفة الدستور، 13-07-2004

ما الذي يريده اليهود من فرنسا ؟

ما الذي تريده اسرائيل من فرنسا ؟

بعد يومين من انكشاف تلفيقة الاعتداء على امرأة في محطة المترو من قبل شباب عرب ويهود ، وبعد ان خرجت المرأة نفسها على شاشات التلفزيون معتذرة عن كذبها ، يخرج شارون داعيا يهود فرنسا الى الهجرة ، اهو فعلا خوف على هؤلاء المساكين من انياب اللاساميين العرب والفرنسيين والسود ؟

اهو معاقبة لفرنسا على مواقفها بخصوص الصراع العربي الاسرائيلي والعراق و الاستقلالية الاوروبية؟

ام هو امر يتعدى ذلك ؟

ليست هي المرة الاولى التي يثار فيها الضجيج حول اللاسامية كلما ارادت الصهيونية تمرير بند في خطتها ، لكن الصوت يعلو هذه المرة اكثر من اي وقت سابق ، ورغم ان تلفيق الاحداث يبدو واضحا ، فقبل قضية المراة الكاذبة اثيرت قضية الاعتداء على شاب يهودي وبعد فترة تبين ان الاعتداء حصل على ثمانية شباب من بينهم واحد يهودي ولاسباب لا علاقة لها باللاسامية ، لكن الضجة الاعلامية تحققت . كما تحققت هذه المرة رغم ثبوت كذب المرأة المدعية ، ودون ان يتجرأ احد على السؤال عمن كان وراء تلفيق كل من القصص .

من جهة اخرى ، فعلية يبدو واقع اليهود في فرنسا اكثر من قوي ، كما يبدو ارتباطهم باسرائيل واضحا ولا خجل فيه ، اذ تحتفظ 75% من العائلات اليهودية بأقرباء لها في اسرائيل ، ويفوق رقم الهجرة الى هناك سنويا الالفي شخص بحسب احصاءات الوكالة اليهودية ، كما ان هذه الاحصاءات تقول ان 58 الف شخص من افراد الجالية قد امضوا عطلتهم هذا الصيف في اسرائيل ، في حين يصرح روجيه كيكرمان رئيس المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية قائلا : بصرف النظر عن مواقف اي فرد فان الجالية برمتها مرتبطة باسرائيل . وتعبيرا عن ذلك يوزع المجلس 3800 دعوة لحضور حفل استقبال الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف لدى زيارته لفرنسا .

الادهى من ذلك كله هي القوانين التي استنتها فرنسا لارضاء اليهود ، وعلى رأسها قانون فابيوس غايسو الذي يحرم تحت طائلة العقاب الصارم البحث في تاريخ الحرب العالمية الثانية ، بل وقانون اخر يسمح لليهودي باختيار اداء الخدمة العسكرية اما في الجيش الفرنسي وإما في الجيش الاسرائيلين حيث تعرف وحدة المتطوعين الفرنسيين باسم سار ايل .

اذن ما الذي يريده الصهاينة ايضا ؟

امران يتصدران الجواب : اولا الحرص على عدم تزعزع هذه الهيمنة وذلك باثارة الضجيج دائما للحفاظ عليها

وثانيا استئصال السياسات الفرنسية التي قد تسير باتجاه غير الخضوع الكامل للمجمع الصهيوني الاميركي ، يترجم حاليا بالاستعداد لخطوة كبرى هي ايصال يهودي الى رأس السلطة في الدولة ، حيث يدور ترتيب الامور للوصول الى ترشيح يهوديين الاول عن اليمين والثاني عن اليسار . وليصل من يصل منهما عندئذ .

في صفوف اليسار الامر سهل حيث يتقدم كل من ستروس كان ورولان فابيوس ، واذا كانت هناك مفاجأة ستكون في عودة ليونيل جوسبان وهو غير يهودي لكنه متزوج من يهودية ومعروف بتأييده لاسرائيل .

اما في صفوف اليمين فان تصفية الان جوبيه لم تكن الا لتفسح الطريق امام ساركوزي الذي كانت اول نشاطاته زيارة واشنطن حيث علقت وسائل الاعلام انه استقبل كرئيس ، وكان اول لقاءاته في واشنطن مع الايباك ، كما استقبل بنفس الطريقة في اجنماع مؤيد لاسرائيل . ومن جهة اخرى هو لا يخفي ميله لفك التحالف الفرنسي الالماني والتوجه اكثر نحو الدول المؤيدة للولايات المتحدة .

وكي لايتجرأ احد على قول كل ذلك ، على الاعتراض على يهودية المرشح ، على استغلال الامر في الحملة الانتخابية اذا لم تنجح خطة فرض اليهوديين ، خاصة من قبل وفي صفوف الناخبين العرب، فان حملة الاتهام باللاسامية ستستمر حتى المعركة الرئاسية وربما بعدها.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون