الجنود الاميركيون في العراق سيتمتعون بحصانة حقوقية ازاء الحكومة العراقية الانتقالية.
هؤلاء الذين مارسوا وحشية ابو غريب يقعون في مكان اعلى من القانون العراقي ، اعلى من محاسبة ورثة حمورابي.
لكن هل هؤلاء المعينون العملاء هم ورثة حمورابي؟
هل هم ورثة سرجون ام نبوخذ نصر ام المنصور؟
ولكن هل فقد المورث وريثا؟ هل انقطع نسل الكبار اباء التاريخ الانساني كله؟
اوليس كل مقاوم في اي مكان من ارض العراق، وريثا لكل ذلك الخط العظيم الذي جعل كرومر الالماني يقول: كل شيء بدأ في سومر.
ومن هذا » الكل شيء ” كانت بداية الفن التشكيلي، التعبير الانساني بالخط واللون، وها هم التشكيليون العراقيون، الف فنان منهم يقيمون في عاصمتهم معرضا يردون به على فضيحة الحضارة اللاحضارة، البربرية التي لم تطق كثيرا قناعها، الذي تحوكه يوميا خطابات رئيسها الذي تقدم شخصيته ابرز مثال على طبيعتها
لا نعرف الكثير عن تنظيم هذا المعرض، هم الذين يتصدون عادة لاستثمار انجازات ومبادرات المبدعين والمقاومين الحقيقينن ولكننا نعرف ان الذي يجلس امام لوحته لا يفكر بكل ذلك بل انه يستدعي اعماق ذاته واعماق الذات الثقافية القومية التي ورثها
الفنانون العراقيون لا يريدون فقط فضح صور، او ممارسات، ولا يقومون فقط بالرد او الاحتجاج، انهم يقومون بعمل عظيم ان هو الا تقديم المقارنة الباهرة بين حضارتين: حضارة تجمع القوة العسكرية المتمثلة في المقاومة المسلحة الى القوة الثقافية المتمثلة في المقاومة على جميع ساحات الثقافة، وها هم التشكيليون يتصدون للزديادة جاعلين من مبادرتهم نداء للمسرحيين، للموسيقيين، للكتاب بالطبع، لكل القطاعات التي يزخر بها هذا العراق!
حتى القوة العسكرية : هؤلاء يعتمدون فيها على الالة التي يختبئون ضمن حديدها ونارها، واولئك يعتمدون على الشجاعة البشرية الفذة التي لا يملكها مرتزق ولا يهودي ولا من جاء لتحسين وضعه المعيشي، او لاخذ صور بهيمية وحشية يتباهى بها امام اهله!!
اما القوة الثقافية، فبين من ” يزكف ” سمكة دجلة منذ سبعة الاف عام، ويفطر على تمر بابل، وبين من يجعل من الهامبوركر رمزا لحضوره على راس هذا العالم المعولم، ما بين حقد لقطاء الحضارة على اهلها، ومرارة ابنائها ازاء عجز رماهم فيه من ولي امرهم، وتركوا لهم تعويضه بدمائهم وعذاباتهم!