سياسة الموت، والفرص الضائعة

صحيفة الدستور، 12-05-2004

سياسة الموت في رفح، سياسة الموت في العراق، سياسة الموت تحاول ان تعود الى لبنان.

مراسلة راديو الشرق من بغداد تخبرنا مع قهوة الصباح ان الجثث ثكدست حول مرقد الحسين في كربلاء، حيث يستحيل وصول سيارات الاسعاف بسبب ضراوة المعارك

صحيفة الاندبندنت تقول ان عمليات رفح ملأت مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار بالجرحى والجثث لدرجة تم فيها وضع بعض الجثث في ثلاجة للخضار.

وانباء بيروت تتحدث عن محاكمة لبنانيين جندهم الموساد عبر تونس للقيام بعمليات تفجير الاذاعة التابعة للشيخ محمد حسين فضل الله، وللاندساس في الضاحية الجنوبية لبيروت بغاية اغتيال بعض الشخصيات المهمة، بقول البعض انها تعني السيد حسن نصرالله.

وفي الولايات المتحدة يقطب جورج بوش جبينه متحدثا عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتتحرك انسانيته التي اذهلتنا في العراق فيطالب شارون باخذ النتائج الانسانية للعمليات بعين الاعتبار.

اما ان تقول امنستي ان ما يجري في رفح مخالف للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف، وان تضيف ان تدمير الاراضي الفلسطينيية يتم دائما اما بغاية توسيع الطرق واما بغاية بناء المستوطنات، فذاك اخر ما يهم الرئيس الاميركي، وربما لم يكن قد اطلع عليه. افلم يقل قبل ايام انه لا يقرأ الصحف ولا يشاهد التلفزيون كي لا تتأثر افكاره؟

لكنه كان يعرف كيف يسوق أفكاره جيدا وهو يتحدث امام الايباك، فيقول ما يرضي وربما ما هو على قناعة به.

ويتهمنا نحن في الاعلا م ا لعربي بالللاسامية وباننا نغذي الكراهية ضد اسرائيل.

فمن الذي قرأ وسمع له؟

ثم اليس هناك من يخبره بأننا نحن الساميون اولئك الململمون من كل الاعراق والجنسيات والالوان والبيئات؟

غير ان في في العالم اجواء اخرى، وعلى الساحات العربية امور اخرى، لا يبدو ان هناك من يحسن استغلالها : فالاميركيون في العراق في مازق لم يكن يحلم به اكثرنا عداوة لهم، والانياب الاسرائيلية مكشوفة كما لم تكن في أي يوم من تاريخ صراعنا معها، والساحات الاوروبية والاسيوية تشهد تحركات ومواقف من الممكن ان تشكل فرصة لنا نحن العرب: من المواقف التركية الجديدة الى تحولات الهند الى الصين الى سائر دول اسيا.

حتى على صعيد الاعلام نقرأ هذه الايام في الصحف الاوروبية ما لانقرأه في الصحافة العربية نفسها رغم اتهامات الرئيس الذي لا يقرأ. ونرى فيلم الجدار يحصل في مهرجان كان نجاحا يفوق التوقع.

ربما لان لاوروبا حدا ادنى من القيم والمعايير، وربما لانها – كما كتب احد اشهر كتابها قبل ايام – قد تعلمت من ماضيها الاستعماري، وربما اخيرا لانها تدرك ان حرب الولايات المتحدة علينا ان هي الا الحرب ضدها، وضد حلمها ومستقبلها.

المشكلة الحقيقية هي هنا، فينا، في حكوماتنا وقياداتنا التي تهب لنجدة الولايات المتحدة، حتى عندما لا تجد الاخيرة من ينجدها، وتتبرع لتبييض وجهها و لتسهيل الطريق امام خططها، عندما لايكون هناك من يؤيد هذه الخطط، وتحول دون أي استثمار: استثمار الفرص المتاحة، بل واستثمار دماء شهدائنا وعذابات مناضلينا.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون