لا بد من صنعاء

شؤون عربية، 15-01-2010

لا بد من صنعاء وان طال السفر.

لابد منها لتنظيم القاعدة الذي ينشط في افغانستان وعينه على الجزيرة العربية

ولا بد منها للاميركيين الذين ركزوا نظامهم العالمي الجديد، وامبراطوريتهم على الخليج العربي.

وهكذا يتزامن اعلانان:

الاعلان عن مساعدات عسكرية خاصة لليمن، تاكيد نيويورك تايمز على وجود قوات خاصة اميركية لدعم القوات الحكومية في صنعاء، وعلى ان الرئيس اوباما قد اعطى بنفسه  الضوء الاخضر للقيام بعمليات ضد انصار القاعدة.

واعلان القاعدة عن نفسها في الخليج العربي، وتبنيها لعملية الطائرة الفاشلة، علما بانه من المعروف لمتابعي الاسلوب الخاص بالمنظمة، انها لا تتتبنى ابدا، علنيا، الفاشل من عملياتها.

كما يتزامنان مع تصاعد الاخفاقات الهائلة في افغانستان، حيث تقول الصحافة الغربية ان الثلاثاء الاخير كان الاكثر دموية ( ربما اعتبروه كذلك لان ضحاياه كانوا من الاوروبيين ).

خبراء الارهاب في الاعلام الغربي ومنهم الفرنسي المعروف جان بيير فيليو، يعددون العتاصر التي تؤهل اليمن للحلول محل افغانستان:

لقد كانت دائما قاعدة خلفية للجهاديين ( بحسب تعبير الباحث)،91 من معتقلي غوانتانامو  هم  يمنيون

الاسلام المتشدد هو المسيطر في البلاد، حكومة مركزية ضعيفة، مقابل تركيبة سكانية قبلية وتركيبة جغرافية جبلية وعرة،الاتجاهات الانفصالية والاحقاد الناجمة عن حربي الحكومة ضد الجنوب قبل خمسة عشرة سنة وحربها ضد الحوثيين مؤخرا.

فهل يؤشر ذلك كله الى انتقال المواجهة الدموية الى اليمن؟

الاميركيون والغرب لهم مصلحة اكيدة في ذلك، لانهم يجدون حجة لاحتلال ما تبقى من جزيرة العرب، والقاعدة لها مصلحة في ذلك لانها تقترب بذلك من حدود المملكة العربية السعودية، كما تؤمن متنفسا جديدا لها، اذ توسع جبهتها من افغانستان وباكستان الى اليمن، خاصة بعد ان تراجعت حدة وجودها في العراق. اما من يدفع الثمن فهو الشعب اليمني المسكين، ومن بعده، من يدري؟ طالما ان التنظيم الجديد لم يختر اسم القاعدة في اليمن كما كان الحال عليه في العراق، وانما في الجزيرة العربية.

واليمنيون – العقلاء منهم –  يدركون خطورة ذلك يحركهم وعيهم السياسي وحساية عميقة وقديمة ازاء اي تواجد اجنبي على اراضيهم، فهذه بلاد الثورة الممتدة جذورها حتى سيف بن ذي يزن، ولذلك خرجوا في الشوارع محتجين محذرين.

فالى اين؟

كنا نبكي مع غوار لان ” اليمن صارت يمنين ” ثم صفقنا لان اليمنين صارتا واحدة، فهل ستضربنا تدريجيا صدمة تحول البلاد التي وصفها ادونيس محقا ب ” المهد” الى امارات ارهابية في مواجهة احتلال اميركي، وحكومة صورية متعاونة معه؟ ام ان مخزون اليمن التاريخي، وحكمة البعض من قادتها سيجد متنفسا للمشكلة ويوفر على العرب عراقا ثانيا؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون