»بوش يصلي« عنوان لمقال نشره بيير جورج في لوموند الفرنسية. هو اشبه بتحليل نفسي للرئيس الامريكي الذي يجعل من الايمان الديني، تبريرا لغزو العالم وقتل الناس.
لكن الطريف في صلاة الرئيس انه يصلي لاجل سلامة الجنود الامريكيين، ويصلي لاجل سلامة العراقيين الابرياء، مع اصراره على شن الحرب.
اذن. هي حرب بلعبة الاتاري التي يمارسها الاطفال على شاشة تلفزيون، حرب سيسلم فيها الجميع.
وباختصار حرب مسالمة سلمية تنسجم مع الايمان المسيحي الذي قام على قيمة المحبة.
حرب يقودها شكلا رئيس يلقبه كاتب المقال الفرنسي بالمبشر، وبالابن الضال التائه على طريق الادمان، والذي انقذه اللّه وجعل منه رئيسا لاكبر دولة في العالم.
ويقودها فعلا تكتل يهودي صهيوني متطرف، هو الذي ينسجم تماما مع ايمانه الديني القائم على قيمة الحقد، وعلى الاستجابة لرب هو »رب الجنود« الذي يأمر اتباعه بأن يبسلوا كل نسمة حية.
وفي سياق هذا الايمان لا بأس ان يموت الغوييم الامريكيون والغوييم العراقيون لاجل بقاء دولة اسرائيل وسيطرة اليهود على العالم.
ولا بأس ان يصلي هذا الرئيس الذي تتحدث جميع الدوائر الامريكية عن سذاجته – لكنها لا تتحدث عن حقده النابع من ايمان يدعي المسيحية لكنه في الحقيقة لا ينتمي اليها بل والى توراة مشوهة »بفتح الواو« مشوهة »بكسرها« لكل القيم الانسانية – يصلي حتى وهو يوقع بيده على قرار ابادة مليون عراقي، لتحقيق مصالح المجمع الصناعي – العسكري الذي يسيطر عليه اليهود، واللوبي اليهودي الذي ينتقل رموزه وعقوله المدبرة من مستشارين في حكومة بنيامين نتنياهو الى مستشارين في البنتاغون . »حيث كان ثلاثة من هؤلاء يشكلون لجنة تابعة لرئيس الحكومة الاسرائيلية عام 1996 تعرف باسم لجنة العراق«.
الكل يصيح بأنها حرب النفط، لكنها في واقع الامر حرب اسرائيل قبل ان تكون حرب النفط، والا للقي اقتراح بريماكوف بعودة الشركات النفطية البريطانية والامريكية الى العراق، مقابل وقف الحرب، موافقة امريكية بعد ان حظي بموافقة عراقية.
وواقع الامر هذا، لا يخفيه احد، فالانباء التي صدرت عن اجتماع صلاح الدين قالت ان خليل زاده طلب تقديم المعارضين القريبين من اسرائيل. وبوش نفسه لم يتردد في ان يقو ل صراحة ان سلاح العراق قد يوجه الى اسرائيل، اذا لم يدمر. الغريب في كل هذه الدوامة هو الموقف العربي، الذي لا يجرؤ على ان يعرف حتى ما هو معروف، ويبلغ به الرعب حدا من التوتر تجعل كلا من هؤلاء »القادة« »يفش خلقه« بالآخر.
في تحليل بييرجورج لقناعات بوش الايمانية – السياسية، يقول ان سببا اساسيا في ضعف الرئيس الامريكي السياسي، الذي يتحول الى تفسيرات ايمانية توصله الى القناعة بأن الارادة الالهية هي التي اختارته رئيسا للبيت الابيض، يتمثل في كونه لم يصل الى هناك عبر صناديق الاقتراع..
فأية صناديق ومن اي نوع هي التي اوصلت قادتنا الذين لا نعرف الى ماذا يقودوننا؟