العراق وحصاره
ليبيا وحصارها ورهينتها
السودان وحصاره
سوريا وجولانها
وفلسطين..
فلسطين التي لا نقول انها وانتفاضتها بل يكفيها الاسم الذي لا يحتمل المضاف اليه، لانه يختزل الاضافات، ولان كل قضايا العرب مضافة اليها..
هكذا يأتون الى القمة، القمة التي لا تشكل اخر الظلمة وانما مجرد ضوء في اخر النفق. مجرد امل في عودة الى الوراء البعيد تصبح حلم العرب في الوقت الذي تحلم فيه جميع شعوب الارض بالمضي الى المستقبل البعيد.
لا يملك عربي الا وان يفرح لنقطة ماء – على ضحالتها – تسقط على عطشه. يتفاءل بمصافحة، بكلمة، بامكانية توافق حتى ولو على طرح نعرف انه اميركي الوجه واليد واللسان.
كانت حرب الخليج قرارا اميركيا، وانصاع له العرب، وكان الحصار والعقوبات قرارا اميركيا وانصاع له العرب، وها هو التحول الى »الذكاء« قرار اميركي يتذاكى العرب في تنفيذه.
رغم ذلك، قد نفرح به، لانه افضل من عدمه.
هذا بالنسبة للعراق، حيث يقول له الجميع وببساطة: اقبل بتقاسم ثرواتك مع الاميركيين، كي تخرج من الجوع والخنق.
ويقول لهم، انه قد يقبل ولكن ليس بثمن اللقمة فقط، وانما بثمن اعادة الكرامة والسيادة الوطنية من الغاء مناطق الحظر الجوي الى رفع كامل العقوبات.
اما فلسطين ففي اليوم الذي تبدأ فيه القمة اعمالها، تفشل دول عدم الانحياز في دفع اوروبا والولايات المتحدة الى جعل مجلس الامن يقر ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي المحتلة، ويصدر بدلامن ذلك قرارا يطلب من الفلسطينيين وقف الانتفاضة.
وفي حين تطبل وسائل الاعلام العربية بأحداث المؤتمر، يمر خبر مجلس الامن بشكل غير ملحوظ
وبالمقابل تتجاهل وسائل الاعلام الاوروبية تماما انباء المؤتمر، وكأنها لا تريد اعطاءه قدرا من الاهمية.
ذلك في دلالة واضحة الى انها لا تريد منه بلبلة مشاريعها ومشاريع اسرائيل في المنطقة. هنا يتطلع الناس في فلسطين وفي العالم العربي كله الى ان يتخذ الرؤساء المجتمعون موقفا لا يقصر دعم النضال الفلسطيني على بضعة ملايين من الدولارات قد تساوي ما خسرته غزة في طوفان المياه العادمة الاسرائيلية.
دعم، قد يكون امامه على الاقل اتباع اسلوب مساومة ومقايضة، يجعل موقفا ما من فلسطين مقابلا وبدلا لتنفيذ سياسة اميركا ازاء العراق.