مقالة!

المسألة الفلسطينية والصهيونية، 10-05-2001

بضعة قراء وثلاثة من الزملاء كتاب الاعمدة اتصلوا بي امس، مستوضحين اكثر عن مقال الحاخام كوبر الذي علقت عليه امس، طالبين نشره كاملا او توضيح ما جاء فيه. ولأن المقال طويل كما نشرته صحيفة ميامي هيرالد، وكما وضع على الانترنت يوم 30 نيسان الفائت، ولانه يتعرض لعدد من الاسماء من سياسيين وكتاب عرب، اضافة الى رابطة الكتاب، فانني احاول ان اورد ملخصا له.

يبدأ المقال كالتالي:

بينما كان اليهود في العالم يجتمعون حول موائد العشاء التقليدية في الليلة الاولى من عيد الفصح اليهودي، كانت مجموعة من المثقفين العرب، تقودها رابطة الكتاب الاردنيين، تضع اللمسات الاخيرة على ندوة حول المؤرخين المراجعين.

كان الهدف من ندوة عمان هو دعم معهد المراجعة التاريخية الامريكي الذي قامت الحكومة اللبنانية بشجاعة بالغاء مؤتمره الدولي، الذي كان سيعقد تحت عنوان »المراجعة التاريخية والصهيونية. وحتى اللحظة ما يزال مهرجان الكراهية العالمي هذا بدون بيت يعقد فيه«.

بعدها ينتقل المقال الى شتم المراجعين واصفا اياهم بـ »نجوم الاوغاد الدوليين« و»مروجو البغضاء« ضد اليهود، ويلاحظ انه اختار من بين العشرات الذين كانوا سيشاركون في مؤتمر بيروت ثلاثة اشخاص فقط، كونهم من صفوف اليمين، متجاهلا الآخرين.

كما يلاحظ انه عمد الى ربط هؤلاء بالارهاب، وذلك بالقول ان كتاب وليم بيرس، هو الذي شكل فكر تيموثي ماكني مرتكب عملية تفجير اوكلاهوما سيتي.

واذا ما اخذنا بالاعتبار ان هذا المقال موجه للقارىء الامريكي والغربي ادركنا ما يعنيه هذا الربط بالارهاب من اثارة، وتحريض.

من ثم ينتقل الكاتب الى هجوم عنيف على عدة شخصيات عربية يبدأها بالدكتور ابراهيم علوش، متهما اياه بالعمل على حشد التأييد لان »العالمين العربي والاسلامي بحاجة لمعرفة حقائق مثبتة علميا مثل ان غرف الغاز لم تكن تستعمل لقتل اليهود بشكل منهجي، بل لحرق الجثث من كافة الجنسيات بعد موتهم لمنع انتشار الاوبئة«.

لينتقل الى الهجوم على الرئيس السوري بشار الاسد في صيغة تفوح منها رائحة الدس بين سوريا وكل من الاردن ولبنان، كما يبدو منها انها استباق لاحتمال عقد مؤتمر بيروت في دمشق.

كما يلاحظ هنا ان الكاتب حوّر تصريح الرئيس الحريري نفسه، حيث قال الحريري: »ان لدى لبنان اولويات اشد اهمية، وهو يتعرض لضغوط«.

فاذا بالكاتب يقول »ان لدى لبنان اولويات اهم من عقد مؤتمرات تضر بمكانته وتلطخ اسمه«.

من ثم يورد الكاتب عدة نقاط تتلخص في:

1 ـ التيار الاساسي في العالمين العربي والاسلامي يعلم الاطفال بانه لم تكن هناك محرقة لمحو الدروس الاخلاقية والتاريخية لها، وانكار مشروعية اسرائيل.

2 ـ من طهران الى بغداد الى دمشق فغزة والقاهرة تلتحم ايديولوجية انكار المحرقة بانجيل حرب الجهاد من قبل المصممين على ضرب مشروعية اسرائيل وتدميرها.

3 ـ ادانة ايران لمنحها اللجوء السياسي لشخص نمساوي قدم شهادة علمية تقنية ضد غرف الغاز، في المحكمة. ولنشر الصحف الايرانية مقالات تفند المحرقة.

4 ـ هجوم على عبدالله حوراني لانه كتب مقالا جاء فيه »عوضا عن الحديث عن المحرقة المزعومة، كان يتوجب علينا ان نؤكد شكوكنا حولها، اذ باتت تكتسب المزيد من الزخم بين كبار المثقفين الاوروبيين«.

5 ـ هجوم على الشيخ نافذ عزام لانه احتج في غزة على تدريس الهولوكوست للاطفال الفلسطينيين.

6 ـ هجوم على انيس منصور لمقال مشابه كتبه في الاهرام.

7 ـ هجوم على مصطفى طلاس لانه اتفق مع المنتج المصري منير راضي على انتاج فيلم يرد على فيلم »لائحة ستندلر«. وموضوعه مؤامرة يهودية حصلت في دمشق عام 1840.

8 ـ هجوم على كاتب يهودي اسمه جون ساك، لانه شارك في آخر مؤتمر للمؤرخين المراجعين والقى فيه خطابا وكتب عنه في الصحف بايجابية.

9 ـ محاولة ربط فكرة انكار المحرقة باعمال ارهابية حصلت في امريكا.

واخيرا يختم بان كل هذه الاعمال تبقى اقل اهمية من تأثيرها في الشرق الاوسط لأن العنف هناك سيكون اقوى، اذا ما انتشر انكار المحرقة واصبح سياسة رسمية ويضيف حرفيا:

»لذا فعلى صناع السياسة الاميركيين والاوروبيين، الذين يبحثون عن دور في الشرق الاوسط ان يرسلوا اشارات للاسديين والخامنئيين والعرفاتيين بان انكار المحرقة لن يمر امام الامم المتحضرة«.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون