عنوان رواية لكاتبة ايطالية صغيرة، تدعى رنده غازي، من اصل مصري.
الكاتبة في الخامسة عشرة، والرواية موجهة للمراهقين وصدرت عن دار فلاماريون المعروفة في باريس.
احداثها تروي قصة الانتفاضة، عبر عيني مجموعة من الشباب الصغار في غزة.
والضجة التي اثارها اليهود حولها اقامت الاوساط الثقافية ولم تقعدها، لماذا؟
لان فيها مقاطع لا سامية – يقول اليهود المحتجون.
اما ما هو مضمون اللاسامية هنا، فانه تصوير الاسرائيليين على انهم قساة قتلة اطفال، وينتهكون المحرمات، والقول عن اليهود انهم شعب ملعون، ينزل بهم الله عقابه.
هذا ما يدعيه المحتجون علنا، لكنهم لا يلبثون ان يفصحوا عن ان السبب الاعمق هو تبرير لجوء الفلسطينيين الى العنف، على اعتبار انه سلاح الدفاع الوحيد.
وعليه طالب المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا رسميا بمنع الكتاب قائلا ان فيه تمجيدا للجهاد، وتحريضا على الكراهية العرقية، واحتج الطالب بان في ذلك انتهاكا لقانون 16 تموز 1949 الخاص بالمطبوعات الموجهة للشباب.
من جهة اخرى تحركت منظمة »محامون بلا حدود« وطالب رئيسها جيل وليام غولدناديل (وهو يهودي معروف بصهيونيته) وزير الداخلية بتطبيق القانون ومنع الكتاب.
على ذلك رد المشرفون على دار فلاماريون باستغراب شديد، قائلين ان الكتاب انما يشكل دعوة للسلام، وانه لا يتضمن اية دعوى عرقية او لا سامية.
الطريف في الامر هنا ان احدا لم يقل ان هذه الفتاة المصرية هي سامية اكثر من اي يهودي اوروبي، وان تعبير اللاسامية يصبح والحال هذه بدون معنى.
غير ان هذه الحادثة، لا تؤشر فقط الى درجة تنبه اللوبي اليهودي الموالي لاسرائيل لكل عمل او تحرك من شأنه ان يلقي اي ضوء على حقيقة ما يحدث في فلسطين، وعلى الطبيعة الدفاعية للمقاومة الفلسطينية، التي جهدت الماكينة الاعلامية اليهودية في تحويل صورتها الى ارهاب وفي جعل نضالها المشروع للتحرر من الاحتلال، مجرد اعمال عنف مساوية تماما لما يقوم به الاحتلال نفسه.
وانما تؤشر ايضا الى الشبكة المتقنة التي يحبكها اللوبي اليهودي، كي نجد ان منظمة من مثل »محامون بلا حدود« تصبح مرهونة له، بحيث تتحرك كصدى او كظل لعمل المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا، الذي كان يرأسه حتى وقت قريب محام من اصل بولندي، تفاخر مئير كاهانا يوما، بانه يمثل ذراع رابطة الدفاع اليهودية في فرنسا، الرابطة الاكثر عنصرية، حتى بين المنظمات اليهودية نفسها.
ورغم ذلك لم يتحرك احد للمطالبة بمنع كتاب كاهانا نفسه »عليهم ان يرحلوا« او بانزال العقوبة التي ينص عليها قانون مكافحة العرقية، برئيس حزب حيروت في فرنسا، عندما صرح للصحف في بداية الانتفاضة قائلا: »الموت للعرب«.
اهو امر مطلوب من الفرنسيين ام منا نحن، ومن جالياتنا التي تعد الملايين في اوروبا؟