شعب” ام “شعبية”؟

السياسة العربية الأوروبية، 04-10-2000

اذا ما مثل اللفظ مصطلحا حقوقيا، يعني الاعتراف بأمة وشعب وبوطن، او اية حقوق اخرى، تصبح الترجمة امرا خطيرا، لا يغتقر الخطأ فيه، مقصودا كان او غير مقصود.

وكلنا يعرف ما كان لأل التعريف من اثار على القرار 242.

بالامس، نقلت الينا الترجمات ان الرئيس الفرنسي قال: ان المشاعر الشعبية لا تسحق بالدبابات، ونقل آخرون ان الدبابات لا تستطيع ان تسحق المشاعر الشعبية«.

هذا كلام مائع، هش اذا ما عدنا الى حرفية العبارة التي قالها شيراك، فقد قال بالحرب ان مشاعر شعب unpeuple لا يمكن ان تقمع او تقاوم بالدبابات. وفي هذا امر يتجاوز الاحتجاج على القمع الاسرائيلي، الذي يبدو اتباعه بالصفات من باب فائض الكلام، فكونه قمعا يعني ما فيه من الصفات، وكونه اسرائيليا يعني ما فيه من اسس الايديولوجية والسيكولوجية اليهودية.

يتجاوز الاحتجاج الى اعتراف حقوقي معلن ودقيق، فكلمة شعب كما وردت في لفظها الفرنسي، وفي مصطلحها الحقوقي، تعني امة، وتعني دولة وارضا وسائر ما يترتب عليها من الحقوق.

وهذا ما يفترض على الاعلام العربي، ودوره دور الداعم، والمهيىء للاداء السياسي، ان يركز عليه.

فعندما خرج شيراك، قبل اشهر ليقول ان ما يجري في جنوب لبنان »عمليات حرب« فتح الفرنسيون عيونهم، ليس فقط لأنهم اعتبروا ذلك ردا على جوسبان واعتذارا عن وصفه لحزب الله بالارهاب، بل لانهم اعتبروا ذلك اعلان موقف واضح من المقاومة اللبنانية، من جيش العملاء، ومن اسرائيل.

واليوم يقف الفرنسيون، المعتادون على عملية ودقة اللفظ، امام تعبير »شعب«، لكن وسائل الاعلام التي تسيطر عليها اللوبيهات اليهودية تحاول اغفال ذلك، فالمشاعر الشعبية، تعبير يمكن ان يطلق على انتفاضة عمال مطالبين بزيادة الاجور في بلادهم، كما يمكن ان يطلق على ثورة مطالبة بالديمقراطية من حكومتها، قد تكون مثلا اضرابا للهستدروت داخل اسرائيل، او صراعات اثنية او طائفية داخل شعب واحد.

اما مشاعر شعب، فهي ثورة تحرير ومطالبة بحقوق قومية ووطنية لا تنفصل لا عن الارض ولا عن السيادة.

واذا كانت الدماء التي تهرق والعذابات التي تعاش اغلى من ان يكون لها اي ثمن الا هذه الحقوق، فان كم الدماء والعذابات ليس هو ما يحدث النتائج وانما كيفية توظيفها..

لقد باع اليهود العالم اكذوبة هولوكوست، وحصّلوا ثمنها ليس فقط فلسطين، وانما السيطرة على العالم، وتهويد عقله وروحه وثقافته، وابتزازه المستمر على كافة الاصعدة

فيما نعيش نحن هولوكوستا حقيقيا ممتدا اكثر من نصف قرن.. فكيف نبيعه؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون