كاسم مجلته «قنطرة»، يشكل المبنى الزجاجي الكبير، جسرا حيويا بين العالم العربي، والعاصمة الفرنسية، وبالتالي الثقافة الغربية بشكل عام.
محاولات جرت لتحويله من معهد العالم العربي، الى معهد البحر المتوسط، او معهد الشرق الاوسط، وفي ذلك مضمر واضح هو ادخال الحضور الاسرائيلي الى ردهاته. ولا احد يجهل السحر الذي يجعل الحضور العربي ينحسر، اذا ما تهادى «الجار الناطق بالعبرية..» «ابن العم ذو القلنسوة».
اما حجة هذه المحاولات، فهي تخلف الدول العربية، عن تسديد قيمة اشتراكاتها في تمويل المعهد. مما يعزز المنطق القائل، بانه طالما ان فرنسا هي التي تمول، اذن فلها ان تحوله كما تشاء.
جهود مضادة تبذلها الادارة العربية للمعهد، حلول تطرح امام الدول العربية، تحويل التمويل الى صندوق، اذا ما سدد قطر عربي مستحقاته له، انتهى الامر..
واذ الطريف ان الدول الست التي تستجيب هي: الاردن، سوريا، جيبوتي، المغرب، البحرين وعمان
ببساطة كان ما ينقص هو الصومال ولبنان وجزر القمر لنقول: «الاكثر فقرا».
فهل في ذلك تثبيت لمقولة ان الثقافة هم الفقراء، واخر ما يعني الاثرياء؟
ام هي عملية توزيع ادوار: علينا نحن ان ننفق على الثقافة، وعليهم ان ينفقوا على شراء الاسلحة، التي لن نحارب بها احد الا اقتصادنا، ولن تغذي الا قدرة الاخر على استلابنا. (كي لا نعرض لانفاقات اخرى) وحتى في ظل هذه السوق العبثية، فليختصر ثمن طائرة، او حتى قطعة غيار، او ثمن دبابة من تلك التي باتت تشكل «ستوكا» صدئا في المخازن الغربية يحول ثمنها الى دعم مؤسسة ثقافية تحمل اسم معهد العالم العربي، في الخارج.
منذ علت قرقعة انهياراتنا السياسية والعسكرية، نحن نصرخ بان «ما تبقى لنا» هو معركة الثقافة، وسيلتنا الوحيدة للحفاظ على كيان انساني في معركة قرر اغنياؤنا سلفا حسم هذه المعركة وعدم خوضها.
ام اننا ونحن نستلقي مشلولين، بانتظار طوفان العولمة القادم، وطوفان المد الاسرائيلي التهويدي، نجد ان لا فائدة من سد الثقافة، ولا ضرورة لمد الجسور مع الاخر.. يكفيه ويكفينا ان نظل سوقا تشتري، ويظل بائعا يبيع..
ومن اراد غير ذلك، من الفقراء، فيدفع.