زمن الرويبضة (2-2)

شؤون عربية، 22-04-2013

تم اختيار اليمنية توكل كرمان سبع نساء أحدثن تغييرا في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، تم اختيارها في المركز الأول ضمن قائمة أفضل 100 مفكر في العالم من قبل مجلة فورين بوليسي، مستشارة شرفية لوزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس منذ أيار 2012.”

لمحة بسيطة ونجد أن المنجز هو ما أعطي لهذه المرأة لا ما فعلته، وكله من قبل طرف معين معروف. أما صورة المناضلة التي كان لا بد من رسمها فقد اقتصرت على خيمة نصبتها في ساحة صنعاء ضد النظام، كما فعل آلاف الشباب العرب في كل ساحاتهم. وكي يصاغ لها تاريخ فإن ويكيبيديا ومعها الكثير من وسائل الاعلام الغربية تطبل بأن المناضلة الكبيرة اعتقلت يوم 24 وتم الافراج عنها يوم 24 ( خلال اقل من 24 ساعة).

أما جائزة نوبل فقصة أخرى كتب عنها رئيس «رابطة حقوق الإنسان في اليمن» المحامي محمد علاو: إنه «رغم ترحيبي بأن تحوز امرأة يمنية جائزة نوبل، إلا أن الجائزة مفترض أن تمنح لمن تدعو للسلام، وليس لمن تدعو للقتل»، لافتًا إلى أنه «سيتم الكشف عمن وراء منح الجائزة لتوكل وكم تم دفع مبالغ لذلك». أما هي فقالت إن رئيس الوزراء القطري هو المسؤول العربي الوحيد الذي بعث لها ببرقية تهنئة بالمناسبة.

رؤيتها السياسية تتمثل في الدعوة الى فك الوحدة اليمنية وانفصال الجنوب، والى منع قيام أي حوار وطني مع اعتبار أن دورها في ساحة الحرية قد انتهى ولذلك فككت خيمتها لتتفرغ لامور أخرى ( ربما منها التوظيف الإعلامي ضد سورية) فيما تظهر صورها وهي تجول سائحة تعانق زوجها في الساحات العامة على الطريقة الغربية، في عواصم الغرب وتركيا.

ليكتب عادل العودي أحد الصحافيين اليمنيين من شباب الثورة:

“توكل كرمان لم يعد لديها الوقت للجلوس في خيمتها، فكيف تستطيع المكوث في خيمة تتساقط عليها الامطار ولا تقيها من البرد في الشتاء أو من الحرارة في الصيف، كيف تستطيع أن ترى بعينيها الكحيلة أثر دماء على جريح معدم لا يتوفر معه قيمة قطعة شاش ينظف دماءه، وهي تستطيع كل يوم أن تسافر على متن أحدث الطائرات المكيفة الاميرية الى نيويورك أو الدوحة أو أسطنبول أو القاهرة. وتقضي أحلى أوقات الرومانسية التي كانت محرومة منها في أرقى وأحسن الاماكن في واشنطن أو اسطنبول أو في باريس أو في الدوحة…!!!

كيف تستطيع أن تتحمل أحلام الشباب في الديمقراطية والحرية التي يدعونها وهي معجبة بديمقراطية حمد وديمقراطية العثماني أردوغان وديمقراطية مرسي. كيف تستطيع أن تتحمل صوت شباب الثورة بالكرامة والسيادة وهي معجبة بكرامة قاعدة العديد بالدوحة ومعجبة بمنصات باتريوت الغربية في تركيا وجنود الكيان الاسرائيلي في شرم الشيخ وسيناء…!!!”

ليقل العودي ما يريد، فإن كرمان حصلت على ما تريد وعليها الآن أن تسدد فواتيرها وكلما سددت اكثر كوفئت اكثر.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون