سقط القناع عن القناع

شؤون عربية، 26-03-2013

اكلما قضى الغرب وصهيونيته بذبحبلد عربي،كان على الجامعة العربية ان تتحمل مجتمعة دمه؟

كان اسمها جامعة الدول العربية وغدا سيصبح لكل مجموعات  تاتي من مشارق الارض ومغاربها، لتنضم الى معارضة دولة عربية ان تشكل مسمى ما يفرض على راسه اميركي من اصول عربية موظف في معهد يديره ضابط موساد متقاعد، ليحل محل الدولة العربية العضو، حتى ولو كان مؤسسا. نجحت قطر في تسجيل السابقة التاريخية مطمئنة الى ان ديموغرافيتها لا تسمح بقيام معارضة قوية ضد ديكتاتوريتها، وبان القواعد الاميركية على ارضها لن تسمح بتدفق المقاتلين التكفيريين من اصقاع الارض اليها. ولكن ماذا عن سائر الدول العربية؟ ماذا عن مصر الكبرى؟ ماذا عن العراق؟ ماذا عن الجزائر؟ ماذا عن تونس؟ ماذا عن لبنان؟ ماذا عن الاردن الخ….

العديد من هذه الاسئلة باتت اجاباته جاهزة. خاصة فيما يتعلق بمصر ولبنان والجزائر. والرسالة باتت واضحة لا يراد منها الا امر واحد: اما ان تنفذ الاوامر الاميركية – الاسرائيلة واما ان يتكفل العرب بك. لن نحتاج بعد اليوم الى تورط جيوشنا في تدميرك ودمك.

ثمة تطور وثمة دلالة : التطور يتضح بالعودة الى التاريخ الحديث : فعندما ارادت اميركا غطاءا لضرب العراق، كانت الجامعة العربية هي من امن ذلك بقرار الادانة الشهير، وقطع الطريق على صدام حسين للانسحاب من الكويت بعد ان كان قد وافق على وساطة الملك الحسين بذلك، لكن حسني مبارك رفض تبلغ رسالة الحسين الايجابية ( وفقا لما وثقه شليسنغر في اول كتاب اميركي صدر عن تلك الحرب )، واسرعت مصر في استصدار القرار قبل ان يصل الملك الاردني الى القاهرة، وعليه روى شليسنغر سؤال القذافي لمبارك بعد الاجتماع : هل كان القرار مطلوب منك اليوم لا غدا؟

قبل الضربة كان لا بد من جولة لوزير الخارجية الاميركية على الدول العربية خاصة دول الطوق حول العراق. وكان لا بد من عصاة وجزرة لكل من هؤلاء.

وبعد الضربة كان لا بد من كرنفال ما على صعيد القضية الفلسطينية، يضع بيد المتامرين على العراق ما يهدىء شعوبهم ويخفف من جريمتهم وجريمة الغرب. فكان مؤتمر مدريد الذي وصفه وزير الدافاع الفرنسي بانه مؤتمر دار امام عدسات التلفزيون لا على طاولة الواقع ودون ان يكون فيه اي امر جدي.

غير ان الجدي كان يدور في اوسلو لتحقيف خطوة تنازل دقت المسمار الاكبر في نعش فلسطين.

ما وراء كل ذلك كان مطالب رفض عراق صدام حسين تلبيتها فحكم بالاعدام،وتذكر الغرب ان نظام العراق  ديكتاتوري واتهمه بامتلاك اسلحة الدمار الشامل واصر ان على العم سام  ووراءه العرب الديمقراطيون المسالمون م نشر الديمقراطية فوق اطلال بلاد الرافدين. غير ان العم شالوم كان وراء الستار، وعليه كي تتم العملية ان يلتزم الصمت ( وضبط النفس) لان ما يطلب من القيادة العراقية هو : تقليص الجيش العراقي، عدة وعديدا، الانضمام الى العملية السلمية مع اسرائيل، التخلي عن اي مشروع قومي وحدوي وتسليم نفطه وثرواته للولايات المتحدة.

عام2004 حمل وزير الخارجية الاميركي المطالب نفسها الى فاروق الشرع، ومنذ اسابيع ونحن نسمع تصريحات جون كيري في انه سيحاول اقناع الاسد بالتخلي عن مواقفه واعتماد المرونة.

اية مواقف واية مرونة؟

من جديد : تقليص الجيش، قطع العلاقة مع المقاومة اللبنانية وايران، القبول بحدود الانتداب على بحيرة طبريا ( لا حدود 1967) الموافقة على تمرير الماء من تركيا الى اسرائيل، الموافقة على تمرير انبوب الغاز القطري الى المتوسط فاوروبا.

لا جديد، خاصة وان المشروع المسمى ” انبوبة السلام ” والذي يعني مد المياه من سد اتاتورك الى اسرائيل مطروح علنا في وسائل الدراسات والاعلام الغربية منذ اوائل التسعينات.دون ان ننسى ان هذه المياه هي المحجوبة اصلا من بردى عن سوريا. كما ان قصة طبريا هي العقبة منذ ايام الاسد الاب، اما قصة الغاز القطري فهي الشعرة التي قصمت ظهر البعير في اللقاء السري الذي دار بين ساركوزي وحمد بن جاسم وبشار الاسد خلال اخر زيارة للاخير الى باريس. وفي هذا البند الاخير مصلحة لواشنطن، فيما جميع البنود الاخرى مرتبطة باسرائيل.

انه فصل من الحروب الاسرائيلية بايد عربية. ورحم الله محمود درويش وسقط القناع عن القناع.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون