حق الاغتيال

المسألة الفلسطينية والصهيونية، 22-11-2012

هل سبق ان سمع قانوني او سياسي بحق اسمه حق الاغتيال؟ للوهلة الاولى يبدو هذا الاختراع الاسرائيلي جرما لا سابقة له، ولكن اليست نظرية الحرب الاستباقية الاميركية، التي طبقت بحق شعوب بكاملها هي حق اغتيال بالجملة؟
اسرائيل تريد الهدنة في غزة، ولكنها تريد الاحتفاظ بحقها في اغتيال كل من تسول له نفسه مقاومة احتلالها، والبعض يقترح طرحا بديلا هو ابلاغ مصر عن هذا المتجرئ. وماذا بعد؟ ( بالاذن من عمرو ناصف )، ماذا بعد ابلاغ مصر؟ هل يصبح على حكم الاخوان المسلمين في مصر ان يعتقل كل مقاوم؟ واذا اعتقله هل ما يمنع اسرائيل ان تطالب بتسليمه؟ بل ان السؤال الاخر هو: من الذين سيكونون عرضة للحساب المصري في هذه الحالة؟ والذين ستدان بلاد الكنانة ان لم تتمكن من ضبطهم؟
اسئلة تضاعفت بعد ان ظهرت قائمة المطالب الاسرائيلية التعجيزية من مصر، مطالب تشددت بعد وصول هيلاري كلينتون، فيما بدا وضع الادارة المصرية امام استحالة القيام بدور الضامن او الوسيط، ووضع الفلسطينيين امام استحالة القبول بما طرح من الشروط.
فماذا مثلا لو اوكل امر غاز غزة لشركة صهيونية او جزء منها اسرائيلي او ممثل لشركات اسرائيلية، وقرر احد او بعض المقاومين الاعتراض على ذلك ومنع التنقيب؟ ماذا لو تبين من شروط الاتفاق ما يتناقض مع المصلحة الفلسطينية وقرر بعض المقاومين الانتفاض عليها؟ وان بحثنا عن الاسماء فسيكون هؤلاء من الذين يقاتلون الان في غزة من الفصائل المسلحة. هؤلاء لم تعد تذكرهم وسائل الاعلام، التي تصور الامر وكانت غزة معادلة لحماس ولا وجود لسواها من الفصائل، مما احتج عليه الناطق باسم الجهاد امس.
سيكون على مصر ان تلزم هؤلاء بالانصياع، وان تتحول الى شرطي يضمن امن اسرائيل ويضبط لها كل فرد يهدده. او سيكون لاسرائيل حق اغتيال هذا المتمرد.
دور كان في يوكل للسلطة الفلسطينية في رام الله، ولشرطتها، وهو الحجة التي قام عليها انقلاب غزة. فهل الاسرائيليون لا يثقون بحكومة حماس للقيام به ام ان هذه الحومة لا يمكنها نقض الحجة التي قامت عليها؟ وفي كلا الحالين يراد لمصر ان تضطلع بالدور الذي لم يكن يجرؤ عليه علنا نظام حسني مبارك.
في الطرف الثاني تطلب اسرائيل من حماس ان تضبط قواعدها وخلاياها في الضفة الغربية، وهذا وجه اخر من اوجه التعجيز، لا يمكن لاحد ان يقبله لانه لا يستطيع تنفيذه.
لقد صمد الفلسطينيون في هذا العدوان ببطولة فاقت ما حصل عام 2008، وحققوا كسرا للهيبة الاسرائيلية وصل حد توازن الرعب، بل حد وضع اسرائيل امام مازق في خيارين: عجز عن المعركة البرية وعجز عن الامتناع عنها. ولذا اسرع الغرب للتوسط لانقاذ اسرائيل لا لانقاذ غزة.
غير ان عملية تل ابيب لم تلبث ان جاءت تقلب الطاولة على كل هذه الاسئلة، وتفتح الباب على احتمالات جديدة ربما طال امدها اكثر من المدة المطروحة للهدنة.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون