هو الجرح القديم – الجديد لشاشات التلفزة التي تجلدنا بمفاجات صاعقة منذ عام 1975. وككل حدث سبقه راسما لوحة تجريدية للجحيم، مصغرة ليوم القيامة، ترك اغتيال وسام الحسن قائمة لا اخر لها من الاسئلة. اسئلة يبقى الرد على اي واحد منها من باب الاستباق والتسرع، اللهم الا اذا كان مجرد اغتنام الفرصة للتنفيس عن احقاد معروفة بالية في هذا الاتجاه او ذاك، او فرصة للمساهمة في مهرجان انتخابي مؤثر الديكور والاجواء، نظّم هكذا فجاة ومجانا ومفتوح للجميع. وترك للسياسيين اللبنانيين المرشحين ان يمضوا النهار في هايد بارك مفتوح يصعد كل منهم فيه على تلة من اشلاء ودماء والام ورعب وذهول الناس، ليلقي خطابه المركب بما يتوافق مع قانون الانتخابات وتركيبة اللوائح وما يحتاجه بحدة: اللعب الى اقصى حد على غرائز اللبنانيين المساكين، من طائفية وفؤوية ومناطقية وسيكولوجية وشعار”الموت قادم انا من يحميكم” او شعار “اما انا واما الموت! ”
سمير جعجع برع في تخصصه الذي بات يبز به ميشال حايك ( منجّم ال بي سي) ولم تخرم معه الابرة مرة. فككل مرة كان يتنبا بالاغتيالات وكانت نبوءته تتحقق. اللهم نجنا من القادم !!!
الكل غاضب، والكل ذاهل، الا هو. والكل يختصر في التصريحات الى اقصى الحدود، الا هو: نائب رئيس حزب الكتائب القريب من موقع الانفجار، كان اول من وصل من المدنيين، وقال لمندوبة الميادين بغضب مندهش: الوقت ليس وقت قراءة الحدث، ولا الاتهام، يجب ان نرى احوال الناس اولا. بعده امتنع امين الجميل ايضا عن الاتهام والتحليل، وكان يبدو في قمة الحزن والانهاك، فحزبه تعرض كثيرا وابنه لم يكن الاول ولا الاخير. حزب الله، امل، التيار وحتى جماعة جنبلاط تحفظوا… هذا في حين انطلقت صفارات تيار المستقبل في كل الاتجاهات تتهم سوريا حتى قبل ان ينكشف الامر عن وجود المعميد وسام الحسن بين الشهداء.
اما الرسمي، فتبدا من الرئيس ميقاتي الذي ستستهدفه ردات الفعل السياسية حكومته، فقد اكد على انه هو من كان يحمي وسام الحسن. وتنتقل الى اللواء اشرف ريفي رئيس الحسن المباشر الذي وضع اربعة احتمالات وترك باب التحقيق مفتوحا لغيرها ” – 1- أن يكون الاغتيال رداً على توقيف ميشال سماحة. 2 ـ طابور خامس يهدف إلى إحداث فتنة وكشف البلد أمنياً. 3 ـ أن يكون الاغتيال رداً على توقيف الحسن شبكات التجسس الإسرائيلية. 4 ـ أن يكون رداً على كشف الحسن الشبكات الإرهابية”
كله وارد وغيره : غير ان كل تحقيق يبدا بجملة من الملاحظات المتماهية مع الاسئلة : اسئلة تتعلق بالتطورات القادمة على المشهد السوري وبالتالي ارتداداتها العربية، بتصريحات الابرهيمي عن امتداد الصراع الى الدول المجاورة،بجعجع وزياراته وتصريحاته بعد عودته، تصريحات قرر توجيه نارها، هذه المرة، في اتجاه غير مالوف: نبيه بري وليس حزب الله. بما يعنيه بري من موقع الوسيط منذ 2005 وحتى الان. كذلك تتعلق الاسئلة بالحريري وتصريحاته حول تكليف عقاب صقر بدعم المعارضة السورية ” انسانيا” بعد ان كان الاعلام الغربي قد كشف عن مهمات غير انسانية وعن اصابة النائب صقر على الحدود التركية. بخطاب حسن نصرالله حول طائرة ايوب، حول اوضاع السكان اللبنانيين في القرى السورية الارض اللبنانية السكان، وعبارته الخطيرة: نحن لم نتدخل بعد، واخيرا بما تبين من ان الحسن وريفي كانا في زيارة الى المانيا تم التمويه عليها، وفي نهايتها عاد ريفي الى لبنان وذهب الحسن الى فرنسا بحجة رؤية عائلته لكنه عاد سرا الى لبنان قبل الموعد المحدد واخفى نبا عودته عن الجميع بما فيهم رئيسه اشرف ريفي.