لماذا؟ والبقية للقارىء
لماذا تحركت سيناء بالطريقة التي شهدنا؟ ولماذا سمحت إسرائيل للجيش المصري بالتحرك في سيناء بعكس ما تحظره معاهدة كامب ديفيد وحراسة الهيكل الأمريكية؟
لماذا جاء تحرك سيناء بعد قطيعة بين السلفيين وحكم مرسي بعد أن كانا حلفاء في الثورة والانتخابات التشريعية؟
وعلى ذكر الثورة، أين ذهب الثوار الحقيقيون الذين أطقوا الشرارة وغذوها بدمائهم، ولم يكن بينهم هؤلاء الذين تقاتلوا على السلطة فيما بعد؟
ماذا يجري الآن في مصر؟ كما يتساءل الدكتور ضياء رشوان الذي يردف بأن الكل يعرف والكل لا يعرف؟
لماذا قتل عمر سليمان بطريقة استخباراتية مبتكرة، بل غير مبتكرة جدا بدليل أنه هو قد فهم أن الأشعة التي عرض لها تقضي على أجهزة الجسم تدريجيا خلال 24 وعشرين ساعة، واتصل ليبلغ بذلك؟ ولماذا جاء قتله قبل سيناء بأيام وقبل عزل رفاقه بأسبوعين؟
لماذا تبارت الصحافة الأجنبية في كشف أمور ليس من المعهود الكشف عنها؟
يديعوت احرونوت تقول إن واشنطن عرضت على مصر تقديم حزمة من المساعدات العسكرية لمساعدتها في صراعها ضد الإرهاب بسيناء، وذلك بالتزامن مع الحملة الواسعة التي يشنها الجيش لتطهير سيناء من الحركات الإرهابية. وتزعم أن العرض حمله مبعوث أمريكي وصل إلى القاهرة سرًا من أجل التفاوض بهذا الخصوص، زاعمة بأن الولايات المتحدة ترى ضرورة سيطرة الجيش المصري على سيناء في أقرب فرصة بسبب أهميتها الاستراتيجية سواء بالنسبة لمصر أو لإسرائيل على حد سواء.
“هاآرتس”، تقول إن الولايات المتحدة عرضت على القاهرة تزويدها بخرائط دقيقة ترصد كل ما يجري بسيناء لمساعدة القوات المصرية فيما أسمته بـ “حربها المشتعلة” الآن ضد المخربين بسيناء. وزعمت الصحيفة بأن الرئيس محمد مرسي وافق في النهاية على تلقي تلك المساعدات بعد مشاوراته مع القادة العسكريين الذين نصحوه بقبول تلك المساعدات التي ستساعد القوات المسلحة المصرية في النهاية بحربها على الإرهاب في سيناء.؟
ليست الغرابة في العرض أو في القبول وإنما في الإعلان عنهما. خاصة بعد تقرير راديو اوستن النروجي الذي تداولته كل وسائل الإعلام العالمية، والذي قال ان ما يحدث من بروز لقوة الجماعات الوهابية السلفية المتشددة في سيناء وتهديدهم أمن الجيش المصري هو نتاج عمل متواصل قامت به مخابرات عربية معينة بالتنسيق مع مخابرات إقليمية ودولية منذ أكثر من سنة بهدف تهديد استقرار مصر عبر زرع عملاء تابعين لهم في التنظيمات الوهابية الجهادية في مصر وثانيهما عبر الجمعيات الخيرية التي تعمل بالتنسيق مع المخابرات المذكورة على تمويل هذه الجماعات بشكل دوري وبمبالغ خيالية من المال تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات وذلك بغية ابقاء مصر دائما في دائرة الأزمات كما يحصل في لبنان وسورية، بحسب الراديو.
لماذا اعتبرت الخبيرة الروسية يلينا غالكينا الباحثة في الشؤون العربية أن ما يحدث في سيناء مرتبط بما يحدث داخل مصر لاضعاف سيطرة القوات المصرية لصالح ظهور العصابات والجماعات الإرهابية والهدف من ذلك كله هو اللعبة السياسية الخارجية التي تقوم بها قوى محددة تسعى إلى منع مصر من إقامة علاقات طيبة مع بعض الدول وتوتير العلاقات بين مصر وحركة حماس من جهة وبين مصر وإيران من جهة أخرى؟ وذك بحسب ايلينا في اطار مصلحة السعودية في إضعاف مصر كقوة إقليمية أساسية في المنطقة في اطار التنافس على دور المركز والقيادة، خاصة بعد تطورات الثورات العربية؟
لماذا هللت لوبوان الفرنسية لقرارات مرسي ولما اسمته سياسة القبضة الحديدية واسلمة مصر، ومثلها الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية؟ في حين رأت الواشنطن بوست في قراراته قرارات استفزازية كما رأت الغارديان ان معركة مرسي القادمة ستكون مع المحكمة الدستورية.
هل يمكن ان زيارة أمير قطر الى القاهرة قد عجلت في حسم الصراع بين مرسي والمشير وتنفيذ قرار الإقالة وفق ما تداوله كثيرون من مثل الكاتب الصحافي وليد الشرقاوي الذي كتب: جاء أمير قطر و ذهب و حدث ما اطلق علية انقلاب ما قبل الافطار.؟ في حين رأت سي بي اس ان ذلك حصل بناء على صفقة مع طنطاوي وعنان ضمنت عدم ملاحقتهما قضائيا، وربما ارضاؤهما ماديا.
وإذا ما ربطنا كل هذه الأسئلة، فهل يمكن ان نضعها في اطار تصميم الاخوان على الاستفراد بالسلطة في مصر؟ ام نضعها في اطار الصراع بين الاخوان والسلفيين، وهو صراع انما يعكس في حقيقته السياسية، صراعا بين السعودية وقطر على الهيمنة على الحراك الشعبي العربي؟ كما يعكس صراعا بين مصر والسعودية على زعامة العالم العربي الإسلامي، فيما يقود الى تصريحات مرسي بشان دعم واحترام الأزهر الشريف، التي قد تعني دعم تفوق موقع الإسلام الأزهري، وبالتالي المصري، على الإسلام الوهابي. ام نضعها في اطار صراع اقليمي يتجاوز العالم العربي وحده الى الشرق الاوسط كله بل الى صراع دولي بين كل القوى الدولية التي تتنافس في تنفيذ خرائط وضعتها للمنطقة، وسيترتب على شكل ما ينفذ منها مستقبلنا، مستقبل اشرق الأوسط، بل ومستقبل التوازن الدولي على خريطة العالم كله؟