النار!

الربيع العربي، 02-07-2012

قبل اسبوع كان هوشير زيباري يقول انه اذا استمر تصعيد الازمة السورية، فان نارها لن تلبث ان تطال لبنان والاردن، طبعا بالاضافة الى العراق. ومنذها تصاعدت حدة التفجيرات في العراق، بشكل مخيف لكن موت العراقيين اصبح على ما يبدو امرا مألوفا عند الجمهور العربي، كما كان موت اللبنانيين خلال الحرب الاهلية، بحث اصبح الخبر يمر وكأن الضحايا التي تسقط ليست سوى رقم يتساوى فيه المئات بالعشرات، مجرد رقم لصياغة الخبر.

بعدها شهد لبنان خلال الايام الماضية تصعيدا كاد يفجر البلاد، عندما نزل الشيخ احمد الاسير، الزعيم السلفي الذي برز فجاة على الساحة اللبنانية، الى الشارع ومعه زمرة من مؤيديه وقطعوا طريق الجنوب من صيدا، عاصمته. غير ان تعقل حزب الله وحركة امل، وتعقل الزعماء الصيداويين بمن فيهم الرئيس فؤاد السنيورة وامين عام حزب المستقبل، احمد الحريري، وعلى رأسهم مفتي صيدا والشيخ احمد حمّود ( الشخصية السنية الاولى في عاصمة الجنوب وحلاّل المشاكل التاريخي فيها)، جعل الاسير يتراجع، لكن مؤقتا، لانه لا يتلقى اوامره من لبنان، ولان الله انعم عليه كثيرا وفق ما جاء في نداء الشيخ حمّود له. المحللون يقولون ان محاولة تفجير الجنوب جاءت بعد نجاح الجهات الامنية وعلى راسها الجيش في منع تفجير الشمال واقامة المنطقة العازلة، من دون ان يعني ذلك ان النار لم تعد تحت الرماد، وقد تتفجر في اية لحظة. الضمانة الوحيدة هي وعي اللبنانيين للمؤامرة، وقدرة قوى الامن، على اختلافها في ضبط الوضع، وخوف المسؤولين السياسيين من ” الدم!” كما كان يصرخ الشيخ احمد حمود من على شاشات التلفزيون.

الان نقرأ ونسمع عن خطة يعدها الجيش السوري الحر لاحداث تفجير خارج سورية، ومن ثم اعتراف مجموعة سورية انها نفذته بأوامر من النظام السوري واذا كنا نعتقد ان كشف هذه المؤامرة الحقيرة سيمنع تنفيذها فاننا لا نعرف كم هي المؤامرات التي تحاك ولا نعرف عنها، غير ان الضمانة تظل في ان القوى الامنية قادرة على ان تعرف ما لا نعرفه نحن المواطنين العاديين، بل وحتى ما لا يعرفه السياسييون، وان امن الوطن والمواطن هو في اعناقهم في هذه الفترة الحرجة. ويظل على المدنيين الا يكونوا صغار النفوس وحاقدين، وان يفهموا ان النار اذا اشتعلت لا تغادر احدا ولا تطلب جواز سفر للمرور، او تسأل ضحيتها عن بطاقة هويته. ان المواقف تظل مقبولة، ايا تكن، طالما انها تلتزم بكونها مواقف يدافع عنها اصحابها بالطرق المشروعة، اما اذا تحولت الى ارهاب، واستدراج امني للدولة، فانها خيانة للوطن وللناس. خيانة لا يمكن القول بان من يخطط لها وينفذها هي عناصر سورية، لان هذه العناصر لا يمكن ان تعمل وحدها على ارض ليست ارضها.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون