في حين يتوسط توني بلير لوزير الامن الاسرائيلي كي يتمكن من الدخول الى بريطانيا دون ان تلاحقه المحاكم، او ان يعاد على طائرته الى من حيث اتى، تتحرك ثلاثون جامعة بريطانية ضمن اسبوع الاحتجاج على العنصرية الاسرائيلية الذي انطلق من جنوب افريقيا. وتنظم جامعات لندن وأوكسفورد وليدز وشيفيلد ومانشستر وسوانزي وكامبردج وأدنبره وبرادفورد وليفربول وإكستر وكارديف ونوتنغهام وغيرها، برامج حافلةً بالأنشطة الثقافية والأكاديمية والشعبية. وقد نقلت الانباء ان المؤسسات غير الحكومية والجمعيات الطالبية الداعمة للحقوق الفلسطينية، قد دعت إلى مشاركة واسعة في الحملة، لتوجيه رسالة إلى الفلسطينيين، مفادها ” أن الشعوب الحرة تناصر قضيتكم. وكما سقـط جدار برلين، سيسقط الجدار الإســرائيلي، وكما سقط نظام جنوب أفريقيا سيسقط النظام العنصري في فلسطين. وأن الحق لا يموت طالما أنتم تدافعون عنه ”
خبر يحمل من العزاء بقدر ما يحمل من المرارة. العزاء لانه يثبت انه ما يزال في هذا العالم المعولم بالمصالح المادية البحتة، والاطماع الجشعة، قوى شعبية وتنظيمية تؤمن بالحق وتناضل لاجله. بما يثبت ان نضالات الشعب الفلسطيني وعذاباته لم ولن تذهب هدرا مهما اشتدت المؤامرات الداخلية والخارجية. والمرارة لان تحرك القوى الشعبية في مختلف انحاء العالم يجعلنا نتساءل عن شعوبنا المضبوعة المضروبة بالبهسة. فاين هي جامعاتنا من تحرك جامعات دولة وعد بلفور؟ اين شبابنا وطلابنا، اين المؤسسات غير الحكومية والجمعيات الطلابية؟ هل ان الاولى كلها مشلولة بالتمويل الاجنبي والثانية مشوهة بكونها صوت غير مباشر للسلطة الرسمية العربية واجهزتها؟
لماذا لم يخصص يوم او ايام محددة موحدة، مثلا، للاعتصام والتحرك في جميع الجامعات العربية التي تعد بالمئات؟ لتنظيم فعالية موحدة في عنوانها منوعة في ابداعية مضامينها، كان يقال مثلا: يوم حول الادب الفلسطيني، يوم حول الاسرى؟ يوم حول الجدار؟ يوم حول القرى الفلسطينية التي ازيلت من الوجود وما احله الاحتلال محلها، يوم حول المجازر الاسرائيلية على امتداد الصراع، يوم حول التعددية الفلسطينية تاريخا وواقعا، والاحادية الاسرائيلية العنصرية، يوم حول الزراعة الفلسطينية واثر الاحتلال ( دحضا لمقولة ان اليهود هم من حول الصحراء الى خضار ) يوم حول القوانين الفلسطينية والعربية من جهة والاسرائيلية من جهة اخرى، يوم حول المطبخ والزي الفلسطينيين وعلاقتهما بالتراث والارض والرموز. الخ… مما يمكن ان تتفتق عنه ابداعية الافكار وسياقات الصراع.على ان تؤمن التغطية الاعلامية الجيدة والشاملة على كل الفضائيات العربية، ومن ثم يصار الى نقل الفعاليات المميزة الى الدول الاجنبية، بالافادة مع هذه الجامعات والجمعيات المستعدة لاستضافتها في مختلف انحاء العالم. فهل حولت الهمم كما الادمغة والاحاسيس الى الثلاجات؟ اي شلل يصيبنا واي موت!!