وجهان لعملة واحدة

صحيفة السبيل، 04-10-2008

هو معروف بتشدده ازاء العراق وفلسطين، وقد سبق وان ايد الغزو والاحتلال، وهي ” ساذجة ” كما يصفها الاميركيون انفسهم، لكنها سذاجة لا تمنع التشدد الايديولوجي والديني الخطير، الذي يذكر بمايك هاكابي ويتجاوز في غروره تشدد جورج بوش خلال حملة عام 2000 وعندما يلتقيان في مناظرة تلفزيونية يكون الاختلاف بينهما مدى اللعب السيكولوجي الذي تمارسه ساره بالين بصفتها امراة، وبصفتها صحفية وممثلة سابقة، لكنها بالغت في هذا اللعب بحيث بدت مفتعلة ةوغير عفوية،  باختصار، لم تكن هي نفسهابقدر ما كانت هي ما اعده  لها المعد ودربها عليه المخرج في مناظرات اصبحت مجرد فيلم تلفزيوني مصنّع بالكامل. مثله في ذلك مثل افلام الحرب والاخبار الهوليودية التي اصبحت الصيغة الوحيدة للتوجه الاميركي للناس في الداخل وفي الخارج.

وهو معروف بانه يمثل خط الليبراليين الجددد داخل الحزب الديمقراطي، وفي المناظرة الرئاسية تعمد بالاسلوب نفسه ” المسكنة ” اي التنازل كثيرا عن قوته ومعلوماته وهجوميته كي لا يترك لمنافسته مجال اكتساب عطف جماهير النساء، خاصة بعد ان هزم الديمقراطيون هيلاري كلينتون لصالح  رجل.  وحاول من جهة اخرى ركوب موجة الغضب الشعبي على سياسات جورج بوش ليركبها مرشحه الديمقراطي حتى المكتب البيضاوي.

ولكن ماذا يعنينا نحن من هذا كله؟ كلاهما متفقان على راسنا، وكلاهما يريد الوصول الى السلطة في الولايات المتحدة ليشدد دعمه لاسرائيل، وليحول الاحتلال الاميركي العسكري المؤقت للعراق الى احتلال سياسي اقتصادي دائم، فيما يسمى القوة الناعمة مكان القوة العسكرية.

تماثل سمعنا محللين اميركيان – اسرائيليان يقولان عنه بالحرف ” لا فرق بين اوباما وماكين، فيما يخص قضايا الشرق الاوسط ” فيما نتساءل نحن لماذا يستضيف برنامج كاكثر من راي، ومن على شاشة الجزيرة: ايغال كارمون، وجوشوا في حلقة حول ايران؟ ولماذا لا يكلف هذان اليهوديان الاميركيان – الاسرائليان نفسهما عناء الحد الادنى من المجاملة عند حديثهما عن العرب واسرائيل وايران، بل ويمضيان – احهما باسما بسخرية متعالية، والاخر غاضبا متوترا – في اتهام ايران والعرب باسوا ما يستطيعان، في نفس الوقت الذي يدقان فيه، عبر كل جملة، اسافين الشرخ، ليس فقط بين ايران والعرب، بل بين سنة وشيعة داخل القطر الواحد،وبين حركة مقاومة وشعبها، متنقلين من العراق الى الامارات الى البحرين الى سوريا الى الاردن الى لبنان وفلسطين.

والنتيجة، ان ما من شيء يمكن ان يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في انفسهم، والترجمة ان ما من شيء يمكن ان ينفعنا من المراهنة على اي تغيير في الولايات المتحدة،الا اذا عرفنا كيف  نفعل مقاوماتنا وندعمها، سواء في فلسطين  او في العراق او في لبنان او في كل مكان حيث اشكال المقاومة التي لا تحصى ولا تقتصر على العمل العسكري فحسب. وعرفنا كيف نلعب على قيمة ما نملكه في مقومات تحتاجها المصالح السبياسية لدول العالم، في وقت تترنح فيه الامبراطورية الاميركية فوق عرشها باتجاه سلم النزول لمشاركة القوى الاخرى من جديد القرار بخصوص مصير قضايا هذا الكوكب

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون