لم يفت احد وجه كونداليزا رايس المتجهم الغاضب وهي تستمع الى الرئيس الفلسطيني والى الوزير السعودي وعمر موسى. في الجلسة المخصصة للاستيطان في فلسطين المحتلة.، وكانها كانت تعتبر ان المسؤولين العرب يتجازون كثيرا بكلامهم عن قضية اسرائيلية مركزية، وفي حضرة وزيرة الامبراطورية.
غير ان المفاجاة الاكبر تمثلت في رد الوزيرة على العرب بعبارة بسيطة: الاستيطان غير مهم!! اجل الارض غير مهمة، واستئصال اهلها عنها، واستجلاب اخرين لاحلالهم مكانهم، مسالة غير مهمة!
كون المشروع الصهيوني يقوم اساسا على عبارة الارض الموعودة، حتى ولو كان مسؤول رئيسي قد وصل الى حد التشكيك بامكانية تحقيق ذلك، الا على ارض فلسطين، مسالة غير مهمة!!
وفضح هباء الكلام عن الدولة الفلسطينية، في ظل تاكل الارض التي من المفترض ان تقوم عليها هذه الدولة مسالة غير مهمة!!
اما المهم: فهو ان تستمر الخديعة، خديعة ما يسمى بالحوار والتفاوض كي يستمر استعمال ذلك كغطاء لاستكمال قضم الارض وجرف الناس وصولا الى امر واقع لاعودة عنه، ولا مجال للكلام حوله!!
المهم ان يتجرا العرب، خاصة المعتدلون منهم على طرح هذا الامر بكل ما رات فيه رايس وقاحة تستوجب التقريع!!
المهم ان لا يثار موضوع الاستيطان كي يظل ايهام الالم بان الصراع في فلسطين صراع ديني بين المسلمين واليهود، وصراع امني بين الارهاب ورجال السلام، وان يكون ذلك تبريرا لسحب المشروعية عن مقاومة الاحتلال، ولادراجها ضمن قبيلة الارهاب الذي تلتقي في مكافحته اسرائيل واميركا والعرب.!!
المهم ان تتطوع الانظمة العربية لدور شرطي الحماية لاسرائيل من كل مقاوم، ولدور رجل الامن العامل لحساب الولايات المتحدة بحجة مكافحة الارهاب!!
المهم ان يثار كل شيء بخصوص فلسطين الا الارض… لان الارض ستكون العنصر الموحد لكل الفلسطينيين على اختلاف مذاهبهم الدينية والسياسية، في حين ان كل الامور الاخرى التي تعشقها كونداليزا رايس هي موضع خلاف يحوله الجهل الا موضوع اقتتال!!
واذ نقول الارض فلا نهمل موضوع الانسان، ولكن دون ان ننسى ان مجمعة الناس بدون الارض هم جماعات غجرية لا قيمة لها على خارطة الامم، وان انتماء المجموعات البشرية الى ارض هو الذي ينقلها من مرحلة القبلية والعنصرية الى مرحلة الشعب!!
ولكن قد لا تنظر الوزيرة الاميركية الينا كلنا – فلسطينيين وعرب – على اعتبار اننا شعب اوشعوب، بل ربما راتنا بعيني الامبراطورية والبرابرة.