اكثر من اسلام، هو ما تواجهه الولايات المتحدة الاميركية ومعها اسرائيل، لكن هذه التيارات كلها يمكن اختصارها في اثنين: تيار معاد فعلا للامركة المتصهينة ( بكل ما ضمنه من ليبراليين ومتشددين ومعتدلين وسلفيين الخ…) وتيار اخر متحالف مع الولايات المتحدة، حتى وان ادعى عداءه لاسرائيل، ادعاء لا يصمد امام منطق التماهي الاميركي – الصهيوني، الذي وصلنا اليه.
واذ شعرت الولايات المتحدة، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بان فزاعة العدو المشترك التي كانت تجتذب اليها المسلمين، قد سقطت، فانها ادركت بان عالما اسلاميا ممتدا وبالغ القدرات قد يتالف ضدها، خاصة بعد ما اقترفته بحق الدول الاسلامية وقضاياها وحقوقها. من هنا كان لا بد من الالتفاف على هذا الامر عبر تحالفات مع قوى اسلامية معينة، وعبر تطويق القوى الاخرى الصامدة ومحاولة اختراقها والتجسس عليها بكل الوسائل. واذ نورد هذه الملاحظة اليوم، فذلك من وحي ما رشحت عنه احداث جورجيا الاخيرة عن علاقات منسوجة بدهاء مع نشطاء ومتطوعين اسلاميين مرتبطين بالشيشان. حيث ان حكومة جورجيا قد وافقت على استقدام قوات اميركية ومن ثم اسرائيلية، بحجة تدريب القوات الخاصة الجورجية والاشراف عليها وتحت هذا المسمى تركزت السي اي ايه والموساد هناك الى جانب المخابرات التركية والروسية وسواها. ومن جهة اخرى كانت تبلسي تقدم المساعدات والتسهيلات للمتمردين الشيشان ضد موسكو، الذين يتخذون مقرا لهم في مضيق بانكيس، على الحدود الشيشانية/الروسية ـ الجورجية، وبهذه الثنائية استطاعت ان تربط بين الاجهزة الخاصة الاميركية وبين المتمردين الشيشان، وبعض المتطوعين القادمين لنجدتهم من مختلف الدول الاسلامية.مستغلة ارث العداء السابق للاتحاد لسوفييتي، العدو المشترك، واعتبار البعض ان معركة الشيشان هي استمرار لمعركة افغانستان السابقة. اضافة الى ترتيب العلاقة بين المتردين الشيشان وممثلي الاطراف الروسية اليهودية من مثل بيروزوفسكي.
نشاط يتم توظيفه في ثلاثة اتجاهات:
– تغذية عمليات التجسس على التيارات والقوى الاسلامية في بلدانها، ومن داخلها.
– تجنيد البعض ( عن معرفة او عن غير معرفة ) للقيام باعمال تخدم الاهداف الاميركية الستراتيجية، خاصة في مجال ما يسمى بالارهاب، واستعماله ذريعة ومبررا للارتكابات الاميركية.
– تغذية الخط الاسلامي المقرب من الاميركيين، والملتزم بسياساتهم.خاصة الحليف الاطلسي التركي، الذي تدفعه للتدخل والتعاطي اكثر فاكثر بشؤون البلدان الاسلامية، بما في ذلك التقرب من سوريا وايران وغيرها من الدول الاسلامية المناهضة لاسرائيل وللسياسة الاميركية، كما وتعطيها دورا في ما يسمى “الوساطة” بين العرب واسرائيل.وصولا الى جعلها مركزا اساسيا في العالم الاسلامي، قادرا على قيادته باتجاه اميركي.
– قطع الطريق على التلاقي الروسي ـ العربي/الاسلامي ضد السياسة العدوانية الاميركية ـ الصهيونية/الاسرائيلية.