هل من امكانية للتعايش الفلسطيني الاسرائيلي، يوما، في ظل دولة علمانية ديموقراطية واحدة؟
لماذا يطرح ابعض عينا مثل هذه الاسئلة ظ وكانهم يسالون: هل يمكن للزجاج ان شكل مادة صالحة للبناء على سطح القمر؟ وهل الدولةا العلمانية الديمقراطية شيئا غير الاعتراف بحرية الاديان عل اختلافها وبالمساوة بين اتباعها، كما بدولة المواطن والمساواة بين امواطنين مساواة كاملة دون التفات الى اي اختلاف في العرق او الجنس او الدين؟ هذا من حيث المبدا النظري الذي يقود الى السؤال الواضح: وهل كانت فلسطين شيئا غير ذلك قبل نشوء الصهيونية، وجريمة الاحتلال؟ الم يكن اهلها من مسيحيين ومسلمين ويهود يعيشون بوئام وسلام ومساواة طيلة الاف السنين؟ واقع لا يمكن تحققه مع وجود ايمان بالدولة اليهودية وبافضلية اليهودي على سائر البشر من الغوييم، وتمييزه حقوقيا عنهم. لان هذا التمييز هو مناقض تماما للديموقراطية، ومناقض ايضا للعلمانية. ولا يصب الا في اطار لتمييز العنصري ودولة الابارتايد.
اما من الناحية التطبيقية، الافتراضية، فان واقع اللوبيهات اليهودية وعملها العنصري المؤامراتي في جميع الدول الديمقراطية والعلمانية، الهادف دون كلل الى السيطرة على المقدرات الاقتصادية وعلى القرار السياسي وحتى على الثقافة في تلك المجتمعات، يدلنا بوضوح على انه لا يمكن التعايش مع ناس بهذه العقلية العنصرية والتسلطية القادرة الا اذا توصلت لان تملك القوة نفسها والعلم نفسه والتكافل نفسه والمشروع القومي الوطني الواضح نفسه الذي يحول دون هيمنة فئة على الاخرين وامتصاص دمهم والغاء قرارهم، ولنا في التجربة الروسية بين يلتسين وبوتين خير دليل. ومثلها ( وبخط معكوس ) في التجربة الاميركية حين قيام اسرائيل، وما وصلت اليه الان من تهويد وتصهين.
لذا نقول لا ردا على هذا السؤال ، واذا ما اردنا البناء على سطح القمر نقول نعم، عندما يصبح الفلسطيني مكتمل الوعي بكل حقوقه الوطنية والانسانية والقانونية، وممتلكا لكل قدراته الاقتصادية والسياسية، العلمية والتكنولوجية والثقافية ، وعندما يصبح المحيط العربي كله كذلك، وككتلة مقابلة مساوية للصهيونية العالمية . والاهم عندما يتخلى اليهودي عن ايمانه بانه شعب اختاره الله ليحكم العالم، انطلاقا من فلسطين، وبان هذا الله لم يعد احدا بارض احد،و هذه الدولة ليست دولة اليهود، وبان الاخرين ليسوا غوييم خلقوا لخدمته. عندما يتوقف اليهود عن تشكيل لوبيهات عنصرية خاصة بهم للهيمنة على كل دول العالم وامتصاص ثرواتها والتحكم بقراراها. تحول لن يحصل الا اذا هزم المشروع الصهيوني في المنطقة واقتنع اليهود بانه لن يؤدي بهم الا الى الهلاك. فقرروا الخروج من عنصريتهم والقبول بدولة قانون تفرض على المواطن ان يتصرف كذلك و تعمل في الوقت ذاته على تربية الاجيال كي تؤمن فعلا بهذه المفاهيم الانسانية. انه تغير يبدا بالهزيمة وينتقل الى الايديولوجيا ومن ثم الى التربية. فهل يمكن تحقيقه؟
هذا هو السؤال.