حرب الياس والامل!

صحيفة السبيل، 05-02-2008

منذ جابوتنسكي وجدار الفولاذ والستراتيجية الاسرائيية بيمينها ويسارها تقوم على مقولته الشهيرة:” سيظل هؤلاء الفلسطينيون العرب يقاتلوننا، كما يقاتل كل من هو تحت الاحتلال، المحتل،الى ان نتمكن من القضاء على اخر بارقة امل لديهم”

غير ان هذه المعركة الطويلة المرة بين الياس والامل هي على ما يثبته التاريخ سجال صعب على الانتهاء، وصيرورة حبلى بالمفاجات. فمنذ اول خطى التيئيس عام 1948 وحتى اخر حصار تجويعي لغزة،كانت كوة الامل تنفرج من حيث لا يتوقعها الكثيرون.  فمرورا بعشرات المحطات الفلسطينية الداخلية والعربية القومية، ما هو منها جزئي صغير وما هو منها مفصلي تاريخي، ومرورا بكل قوى التيئيس الفلسطينية والعربية والدولية، ظل هناك نبض  يقول لا ويرسل شعاع امل بطريقة او باخرى.

ولا شك في ان الانتفاضتين الفلسطينيتين، وهزيمة اسرائيل امام المقاومة اللبنانية مرتين، وانبثاق المقاومة العراقية بسرعة وقوة اذهلت الكثيرين، هي المفاصل الاكثر قوة في هذا السياق. ومن هنا فان محاولة الالتفاف عليها جميعا،هي محاولات مترابطة، حتى ولو اختلفت  الاساليب، بحسب كل ساحة وكل ظرف.

هكذا ياتي تشديد الحصار على غزة مقترنا بفصلها سياسيا ومعيشيا عن الضفة الغربية، ومحاولة استيعاب السلطة القائمة في الثانية استيعابا كاملا، محاولة لتصفية الوضع على الساحة الفلسطينية الداخلية، والحؤول دون اي تفجر مقاوم جديد.

ومثله ياتي تشويه المقاومة العراقية، سواء عن طريق العمليات المجنونة التي تستهدف المدنيين، ام عن طريق محاولات التفريق بين الفصائل المختلفة واستيعاب بعضها، او ضرب بعضها بالبعض الاخر، او عن طريق استغلال ردة الفعل على سلوكيات القاعدة، وضعف النفوس امام المال لانشاء وتمويل ما سمي  بالصحوات. ذاك ان عمليات من نوع ما حدث قبل ايام في السوق واودى بحياة ما يقارب مئة مدني تثير الناس ضد المقاومة، وتحرم السمكة من الحوض المائي الذي لا يمكن لها ان تعيش خارجه ( بحسب نظرية ماوتسي تونغ الشهيرة حول المقاومة الشعبية، والتي يدعي الباحثون الصهاينة بان بيغن قد سبقه الى بلورتها ) ولذا فان قول المقاومة العراقية بان الاحتلال والموساد هم من يقف وراء هذا النوع من العمليات هو من باب القول المنطقي.

واخيرا ياتي دور المقاومة اللبنانية، فهذه القوة الصغيرة، ولكن المنظمة والمسلحة بايمان قاطع بقضيتها، هي من الحق الهزيمة الكبرى بمشروع الياس، هزيمة قد تزيد اهميتها على ما الحقته بمشروع الشرق الاوسط الاميركي.ولذا جندت كل قوى العمالة والغدر للقضاء على سلاحها، لا تخوفا من هذا السلاح فحسب، وانما لان عملية تجريدها منه ستعيد مياه التيئيس الى مجاريها المرسومة، وتحرم نبتة الامل من الجدول الثر الذي شكلته انتصارات المقاومة المتكررة على الجيش الذي لا يقهر.وبما ان التامر السياسي، على اختلاف مراحله قد فشل حتى الان، فان السؤال هو: هل اقتربت الحرب القادمة ؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون