لم يكشف الاوراق!

صحيفة الخليج، 14-11-2007

لم يقلب الطاولة، لكنه استوى على كرسيه عليها، دق سطحها وكشف الاوراق المستورة. سمى الاشياء باسمائها، وبما ان المطالب الاميركية باتت تتمثل في تبديل الازياء، فانه فتح العباءة مرة عن الزي العسكري ومرة عن الزي المدني، دون ان يبدل شيئا لانه طالما ارتدى الزيين معا اضافة الى عمامته السوداء. وجه خطابه العسكري معبرا عن الاستعداد للمواجهة ومهددا بتغيير خريطة المنطقة، ووجه خطابه المدني داعيا الى التوافق ولكن على اسس واضحة، تلتزم بعدم المساس بسلاح المقاومة. كما تلتزم بمعالجة الفساد والفوضى وتسليح الجيش والمطالبة بالاراضي المحتلة. كان مسيحا يصرخ: اخرجوا من بيت ابي يا فاعلي الاثم لقد جعلتموه مغارة للصوص!  ولا يطلب لهم المغفرة لانهم يدرون ماذا يفعلون! سمى الاشياء باسمائها، وضرب اقنعة المجاملات والنفاق فاوقعها ارضا لينظر في الوجوه كما هي. قالوا انه خرب المبادرة الفرنسية التي دفعت التفاؤل الى الاجواء، والواقع ان الفرنسيين يقومون بدور المبعوث المكلف من قبل الاميركيين، فهؤلاء فقدوا امكانية التواصل مع السوريين ومع المعارضة، لذا تركوا اصدقاءهم الجدد يقومون بالمهمة. والهدف الوصول الى رئيس توافقي، كما بات يقول الجميع. لكن الاتفاق يكون على شيء لا على الشخص فحسب، على مبادىء وتعهدات. وعندما يتحدث البلغاء عن القرارات الدولية، فان القرار 1959 في شقه الثاني يعني نزع سلاح المقاومة، فهل يمكن ان يتوافق اللبنانيون بمن فيهم المعارضة، وخاصة المقاومة على ذلك؟ عندما يتحدثون عن الحدود، فهل ان مزارع شبعا ضمن الحدود ام لا؟ عندما يتحدثون عن الديبلوماسية، فهل تم استعمالها لحل القضايا العالقة مع العدو؟

حزب الله يحمل في قرارته مرارة خداع ثم غدر، التحالف الرباعي في الانتخابات النيابية، فهل يمكن ان يترك نفسه يقع ضحية نفس الخداع والغدر في انتخابات الرئاسة؟ المقاومة تحمل في قرارتها مرارة غدر وتامر خلال عدوان تموز، فهل ستترك نفسها تقع ضحية الغدر ذاته في العدوان المقبل؟ المقاومة كانت مستهدفة في مؤامرة نهر البارد، وصولا لتفجير صراع سني شيعي، وتمكن الجيش من افشال المؤامرة، فهل ستترك المؤامرة تطالها مرة اخرى من برج البراجنة؟ فمنذ الايام الاولى لاحداث البارد قلنا ان شاكر العبسي لا بد وان يكون قد اصبح في مكان اخر لسبب بسيط وهو ان دوره لم ينته بعد، واذا كان قد فشل في المرة الاولى فان عليه ان يحاول مرة اخرى. وهذا ما خرج علينا به كمعلومة احمد جبريل قبل ايام.مرفقة بمعلومات عن التخطيط لعمليات يقوم بها جماعة انضموا الى العبسي، في الضاحية الجنوبية بحيث تستفز حزب الله وصولا الى التفجير بينه وبين المخيم. هاجس قد لا يكون الوحيد في الداخل، يقابله هاجس اخر كبير على الحدود يتمثل في الاحداث المتتالية على الجبهة الاسرائيلية، من المناورات التي ضمت 50 الف عسكري، الى تطوير سلاح البر ومحاولة سد الثغرات التي ادت الى هزيمته في عدوان تموز، الى العمل على تطوير امكانية شل الصواريخ، الى تثبيت الحسم الجوي، الى تحضير الملاجىء والمؤن في المدن الاسرائيلية تحضيرا لحرب يقول يعقوب ميريدور ان حرب تموز ستبدو امامها مزحة. فباي خطاب، وباي موقف نتوقع اذن ان يخرج علينا قائد المقاومة، ازاء ذلك؟  ببرودة الكلام عن رئيس توافقي؟ حسنا وما بعد الرئيس؟ الحكومة؟  والجيش؟ والانتخابات؟ وسياسة الدولة لست سنين قادمة. مسالة رقعة نفوذ بالنسبة للبعض ولكن مسالة حياة او موت بالنسبة للبعض الاخر.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون