قبل خمسة وسبعين عاما قال انطون سعاده ” اذا ما تخلت امة عن تقرير مصيرها ومصالحها تولته القوى و الارادات الاجنبية.
“وقبل يومين كانت هذه العبارة تدق رأسي واعصابي وانا اشارك في حلقة دراسية حول روسيا، نظمتها حركة المواطنين في قاعة المؤتمرات الكبرى في باريس بحضور جان بيير شفينمان، رئيس الحزب ووزير الخارجية الروسي.
الحوار الذي من المفترض انه يتناول روسيا يلامس اوتار اهتمامك انت العربي كما ولو انه نظم من اجلك . ففيه يعلن الوزير الروسي عن مؤتمر سينظم في العاصمة الروسية حول الشرق الاوسط ، ويضيف ان موسكو قد تمكنت من الحصول على موافقة اسرائيل ، واشنطن والمجموعة الاوروبية، و… نقطة.
تعجب وتسأل : هل الصراع في الشرق الاوسط هو بين اسرائيل وروسيا واوروبا واميركا ؟ اهذه هي اطراف النزاع هناك؟ ويجيبك الوزير بان الدول العربية موافقة كلها، وان الفكرة قد طرحت خلال زيارة بوتين لاسرائيل، ورد شارون بالموافقة المبدئية، لكن دون تحديد الموعد.
رد، يجعلك تحس اكثر فأكثر الى أي حد اصبحت هذه الاشلاء العربية غير محسوبة في الحسابات الدولية، الى أي حد اصبحت موافقتها او رفضها، حتى في الموضوع الذي يتعلق بها مباشرة، من باب تحصيل الحاصل اذا ما وافق الاخرون . وكيف اصبح مصطلح الارادة القومية والوطنية، ومن ورائه المصالح القومية كلاما مفرغا من المعنى والوجود.
وضع لم يكن من شان التنازلات المجانية، وتحالفات ملوك الطوائف الاندلسية مع الاعداء الا وان تؤدي الى رحيل اراداتنا ومن ثم وجودنا كله كدول وكشعوب لها كراماتها وقرارها، في سفن النهر الكبير الى طريق الزوال.