المجموعة الاوروبية تعلن ان عدد المترجمين العاملين لديها غير كاف لعمليات الترجمة اللازمة بين اقطار الاتحاد الاوروبي، وتدعو الى رفع ميزانيتها لزيادة عدد المترجمين الذي يبلغ الان المئات .
محاولة لتجاوز حاجز اللغة الذي يعيق عمليات الاندماج، او بالاحرى التفاعل بين شعوب القارة الساعية الى وحدتها.
تقرأ الخبر انت العربي ويصيبك الاحباط .
ليس لانك تعرف ان ما ستكتبه تعليقا على الخبر قادر على ان يصل، دون مترجمين، الى ملايين موزعين على اثنين وعشرين دولة وكيانا، هذا عدا عن ملايين المهاجرين الذين لم يدفعهم سبب الى الهجرة كما دفعتهم هذه التجزئة الكيانية التي فرضتها دول اوروبا نفسها على الخريطة العربية .
وليس ايضا لانك لا تعرف ان وحدة اللغة لا تكفي لان تشكل امة او وحدة والا لكانت كل دول الكومنولث امة واحدة وكل دول الفرانكوفونية امة واحدة .
بل لانك تعرف ان وحدة اللغة العربية تشكل وحدة ثقافة هي الاساس في تشكل الوعي الجمعي . وحدة لاتضيرها تعدديتها بل تغنيها
ولانك تعرف ببساطة كيف تنسج المؤامرات من داخل ومن خارج لتفتيت الثقافة العربية وتفتيت وحدتها .
مؤامرات من داخل ينسجها الجهل والرؤية السياسية والثقافية الخاطئة، كما تنسجها مصالح انظمة التجزئة والطفيليات التي نمت حولها . ومؤامرات من خارج تنسجها الارادات الاجنبية التي تعمل على تنفيذ مصالحها لدينا .
غريب وذو دلالة ان الثقافة واللغة قد استعصتا، رغم قرون الانحطاط ورغم كل المؤامرات، وظلت الغالبية العظمى صادقة الحس . الحس الذي غالبا ما يكون اصدق من الوعي بدليل ان الشرائح الشعبية البسيطة هي اقل تلوثا من كثير من المثقفين. الذين قد يحتاجون مثلهم مثل كثبر من السياسيين الى مترجمين يفوق عددهم عدد ما تطلبه المجموعة الاوروبية، ليترجموا بينهم دلالات اللغة الواحدة.
