كان الامر متوقعا، فالرئيس الفرنسي الذي يخوض معركته المرة داخل البيت وخارجه قد فقد ابنه السياسي الاول الان جوبيه، واصبح رهانه الحالي على ابنه الثاني دومينيك دو فيللوبان.
معركة الرئيس داخل صفوف ليمين، وتحديدا داخل حزبه ليست اقل شراسة من معركته مع اليسار الخصم. حيث شهدت صفوف اليمين تقدم نيقولا ساركوزي بشكل هائل خلال السنتين الماضيتين، وذلك رغم المعارضة الشديدة للرئيس شيراك. فعندما رفع اليمين بعد ادانة الان جوبيه شعار: كل شيء الا الانقسام، تندرت الصحف بتحويل الشعار، الى: كل شيء الا ساركوزي، مستفيدة من تشابه الحرف لاول لكلمتي ساركوزي والانقسام في اللغة الفرنسية . لكن ذلك لم ينفع واصبح الرجل رئيسا لحزب لاتحاد لاجل الوحدة الشعبية مستهلا بذلك طريقه نحو لمعركة الرئاسية القادمة. وهي معركة بداها بزيارة للولايات المتحدة بداها هي الاخرى بزيارة الايباك، لتعقبها زيارة ثانية تخللتهما مشاركته في مؤتمر هرتزليا.
ومع هزيمة مشروع الدستور الاوروبي الذي راهن عليه شيراك بشكل حاسم، زدادت قوة سركوزي وضعف معسكر الرئيس. كان لا بد من الاستغناء عن رافاران الذي يتحمل جزءا كبيرا من تناقص شعبية معسكره، وكان امام الرئيس ان يسمي لرئاسة الحكومة واحدا من اثنين: اما ساركوزي وفي ذلك اعتراف بالهزيمة ليس فقط امام رافضي الدستور وانما امام دعاة الامركة والانحياز لاسرائيل، واما دو فيللوبان في محاولة اخيرة من قبل الانتخابات الرئيسية، لانقاذ خط الديغوليين الجدد، ودعاة الاستقلالية الاوروبية، ولتوزن في السياسة الدولية.
لكن رئيس الوزراء الجديد يرث حملا لا يحسده عليه احد، من اوضاع اقتصادية متردية وضغوط دولية متزايدة، وازمة قاسية تعصف بالمشروع الاوروبي كله، ومعرضة يسرية منتشية بانتصاراتها ثم باستفادتها من مجرد كونه معارضة في هذه الظروف الصعبة… ومن تعاون لن يكون بدا مثاليا من جانب جناح ساركوزي…. فهل سيستطيع دو فيللوبان ان ينجح في العبور، وبنصف اليمين فقط؟