عاد العماد الى بيروت.. فما الذي سيتغير؟
عام 1991 اعطت الولايات المتحدة الضوء الاخضر بل والبطاقة البيضاء لسوريا للقضاء على عون واخراجه من لبنان. وعام 2004 اعطت الولايات المتحدة الضوء الاخضر والبطاقة الخضراء لاخراج سوريا من لبنان. الخروج الاول كان ثمنا لموقف دمشق من الحرب الاولى على العراق، والخروج الثاني كان ثمنا وبطريقة اخرى للحرب الثانية على العراق.
مجرد الاخراج دون القتل عام 1991 كان يعني الحفاظ على الرجل الى حين الحاجة للعب الدور الثاني. غير ان ذلك لا يعني ان ميشال عون هو اسوأ الدمى المتحركة التي تنطنط على المسرح اللبناني ولا ندري ما اذا كانت تدرك الى اية درجة انها دمى… بل انها تدرك، ولعلني لم استل التعبير الا من ذاكرة حديث سمعته في فندق الاردن في عمان خلال الحرب الاهلية، بل وفي عز اشتدادها، عندما سأل احد الصحفيين وليد جنبلاط اذ التقاه صدفة هناك عما يحدث في لبنان، ليجيبه هذا الاخير وبالانكليزية : »مابت شو«، مسرح دمى.
ذاكرة هذه العبارة، تبتسم ساخرة من تصريح وليد بيك اول امس : وضعوا متفجرة قرب الكنيسة، بكرا بينسفوا الكنيسة.
مضحك خوف الزعيم الذي قاد حرب الجبل ودمر ما دمر من الكنائس على احتمال تفجير كنيسة !! خاصة وان المعارضة الديمقراطية تضع ثقلها اليوم للافراج عن زعيم الميليشيات المقابلة الذي ثبت عليه تفجير الكنيسة في محاولة لتجديد التفجير الطائفي في البلاد.
فهل يفسر الامس ما يحدث اليوم؟ وهل سيكون تصريح جنبلاط مقدمة لحادث تفجيري نسمع به خلال ايام، يليه اخر واخر كلما اقتربت المعركة الانتخابية؟
بل ان سؤالا يطرح نفسه بالحاح : هل سيكون ثمة رأس كبير مستهدف في الفترة القادمة، لتجنى من اغتياله مكاسب كتلك التي نجمت عن اغتيال الحريري؟ وفي هذه الحال هل سيكون ميشال عون هو المرشح الافضل؟
ام ان الرجل سيترك لينفذ دورا ما، وليسقط عنه الحضور هالة الاسطورة التي اسبغها عليه الغياب، خاصة عندما سيبرهن هذا الحضور ان مشاكل البلد السياسية والاقتصادية اكبر واكثر ترديا من ان يحلها رجل؟