سايكس بيكو والشريك الجديد

صحيفة الدستور، 27-01-2005

هل سيكون البطريرك صفير اكثر الشخصيات المارونية اللبنانية اعتدالا فيما يتعلق بالعلاقة مع سوريا ؟

ام انه يخفي تحت الديبلوماسية الدمثة التي يتناول بها الوضع دورا قياديا في الصياغة اللبنانية الحالية ؟

في حديثه الى نادي الصحافة العربية في باريس في ختام زيارته الفرنسية، عبر المرجع الديني صراحة عن تاييده للخروج السوري من لبنان، لكنه كرر مرتين تأكيده على ان ذلك يعني تحرر القرار اللبناني الداخلي، لكنه يعني في الوقت نفسه بقاء الوضع الخاص بين البلدين على صعيد السياسة الخارجية. وحرصه على الا يؤدي تطبيق القرار الاممي الى حدوث شرخ داخلي او خارجي. وعندما سألناه عما يقصده بالسياسة الخارجية، وفيما اذا كان ذلك يعني الابقاء على وحدة المسارين السوري واللبناني في المفاوضات العربية الاسرائيلية، رد باننا نحن في لبنان عرب ولن يكون لنا موقف مختلف عن العرب في هذا المجال، اذا ساروا جميعا الى السلام سرنا معهم واذا لم يسيروا لن نسير منفردين.

التساؤل المهم الذي يطرح نفسه هنا، هو عن مدى جدية هذا التطمين، في حين تتم المطالبة، بحسب القرار الدولي بنزع السلاح اللبناني ( اي نزع سلاح حزب الله ) وبارسال الجيش اللبناني الى الجنوب. وقي ضوء اشارة المح بها البطريرك الى ذلك بقوله ان المسلحين لن يتخلوا عن سلاحهم بسهولة، مما استدعى سؤالا من احد الصحفيين عن امكانية استدعاء قوات فرنسية الى الجنوب، باعتبار فرنسا صاحبة الدور الاساسي في استصدار القرار. وذاك ما بقي بدون جواب.

هل ثمة صفقة ما بين اوروبا المستبعدة من العراق والولايات المتحدة التي لا تريد مشاركة لها هناك ؟

هل ثمة اعادة صياغة لسايكس بيكو ترتسم في المنطقة ؟ سايكس بيكو لا تغير التوزيع القديم بين المنطقة الحمراء والمنطقة الزرقاء، اللهم الا انها تدخل الولايات المتحدة السيدة شريكة على الانكليز والفرنسيين في المنطقتين كلتيهما ؟

وهل كان ذلك احد اسباب تغير الموقف الفرنسي من الانتخابات العراقية ؟

واذا كانت سايكس بيكو القديمة قد خدمت الغرب والصهيونية، اذ مكنت انشاء وبقاء اسرائيل، فان هذا التوزيع الحالي الممكن لن يخرج عن الاطار نفسه، فالاميركيون لم يحققوا في العراق مكاسب بقدر تلك التي حققتها اسرائيل، بل انهم، وعلى العكس، يدفعون هناك كل يوم ثمن تحقيق المصلحة الاسرائيلية.

كذلك فان تطور الامور على الساحة اللبنانية السورية، يذكرنا بما تداولته الصحافة الاميركية والفرنسية منذ زيارة ميشال عون الاولى الى الولايات المتحدة، عن صفقة بين جمعيات تابعة لعون وللقوات اللبنانية في الولايات المتحدة وبين الدوائر الصهيونية محورها ببساطة : (طالبوا لنا بخروج السوريين نطالب لكم بنزع سلاح حزب الله). وقد جاء قرار مجلس الامن تطبيقا حرفيا لذلك. ليتبعه الان قرار عدم الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا مما ينزع من يد لبنان حجة الاستمرار في المقاومة، وبالتالي حجة استمرار السماح لحزب الله بالتحرك، ومن ثم نزع سلاحه. هذا في حين يعود ميشال عون وسمير جعجع الى الساحة مدعومين من الصهيونية بل ومدينين لها بعودتهما، كما حصل في العراق…. وكما حصل هناك سيسمى الامر تحريرا، يترجم خطاب الحرية الذي تغنى به جورج بوش الى الفرنسية، وكلاهما نقل عن العبرية.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون