– سبب التعاطف مع الصحفيين الفرنسيين وفرنسا
– مقارنة بين مواقف فرنسا وأميركا
– فرنسا والإسلام والقضايا العربية
– مشاركات المشاهدين
– اتجاهات مختلفة داخل فرنسا
(مداخلة)
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر من باريس الدكتورة حياة الحويك عطية تفضل يا سيتي.
حياة الحويك عطية: مساء الخير دكتور فيصل.
فيصل القاسم: يا هلا تفضلي يا سيتي.
حياة الحويك عطية: أرجو أن تعطيني فسحة قليلة لي ملاحظات أكثر من ملاحظة.
فيصل القاسم: تفضلي.
حياة الحويك عطية: الملاحظة الأولى أنني فيما أسمعه الليلة استغرب غياب البعد السياسي غياب النضج السياسي، ما أسمعه هو نموذج للحالة العربية التي تتسم بردات الفعل وليس بالفعل، بردة الفعل على التخطيط وليس بالتخطيط سواء كنا مع أو ضد، ما يحصل الآن يا سيدي على الساحة العالمية له ثلاثة أبعاد بالنسبة لعلاقتنا نحن العرب بفرنسا وأقول علاقتنا بفرنسا لأن فرنسا ليست ولية أمرنا كي نطلب منها أن تأتي وتنقذ رقبتنا من المشنقة وليست مندوبا ساميا كي نطلب منها أن تتدبر أمورنا، فرنسا دولة مثلها مثل أي دولة أخرى لها مصالح ولها قيم والعلاقات بين الدول دائما هي علاقات مصالح إذا كنا نعتبر أنفسنا دولا إذا هناك ثلاث سياقات تحدد هذه الرؤية؛ السياق الأول هو السياق العالمي وفي السياق العالمي هناك حالة مركبة هناك مركب معقد هناك هيمنة أميركية أحادية على العالم ونحن لا نشكل لسوء الحظ وزنا قادرا على زحزحة هذه الهيمنة التي تقضي على وجودنا بالكامل، إذاً أملنا الوحيد في أن تتم زحزحة هذه الهيمنة الأحادية، أن ينشأ قطبا آخر أيا يكن؛ القطبان المرشحان الآن للنشوء هما القطب الأوروبي والقطب الصيني، في القطب الأوروبي أوروبا ليست واحدة في القطب الأوروبي هناك أنصار الأمركة والصهينة المستميتين في سبيل ذلك سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين أو مسيحي ن أو أي.. هناك قطب متأمرك متصهين وهناك قطب آخر هو القطب الذي ينادي بالاستقلالية الأوروبية عن الولايات المتحدة وبقيام قوة أوروبية موازية، مصلحتنا نحن هنا في دعم قطب الاستقلالية لكي يعود العالم إلى حالة من توازن القطبين أو توازن الثلاثة أقطاب كي نتمكن نحن من الحركة داخل هذه المعادلة، البعد الثاني هو البعد العربي وتحديدا البعد العربي العراقي والعراق هي المحك الآن الأميركيون الآن في مأزق كبير في العراق مأزقهم هذا لا يخرجهم منه إلا حل من اثنين؛ أما قوات تأتي باسم حلف الأطلسي كحلف وليس كدول منفصلة أو قوات تأتي باسم أوروبا الموحدة كأوروبا وليس كدول منفصلة لأن الدول المنفصلة تنسحب وتعود مثل ما صار في إسبانيا أجئ أزنار سحب قواته أميركا تضغط بكل قواها لاستصدار إما قرار أطلسي وأما قرار أوروبي وهذا ما حصل في تركيا قبل شهرين وما حصل قبله في الولايات المتحدة، فرنسا شيراكية وأشدد على القول فرنسا شيراكية لأنني أعجب من متحدث في السياسة يخلط بين خط جاك شيراك وخط جوسبان مثلا..
فيصل القاسم: هذا هو..
حياة الحويك عطية: هذان خطان متعاديان فرنسا مش فرنسا واحدة..
فيصل القاسم: صحيح.
حياة الحويك عطية: فإذا دعم فرنسا الشيراكية داخل الأطلسي وداخل أوروبا هو أيضا في مصلحتنا كي لا يتم إنزال قوات أوروبية أو أطلسية جديدة في منطقتنا، البعد الثالث هو بعد فرنسي داخلي ونحن على أبواب المعركة الرئاسية الفرنسية، القوة الأميركية الصهيونية تضع ثقلها داخل فرنسا لإبعاد خط جاك شيراك وفرنسا فرنسا ليست فرنسا واحدة فرنسا مثل كل الدول الديمقراطية فيها اتجاهات وفيها اتجاه مؤيد لإسرائيل ومتصهين ومتأمرك ويدعو للتوجه نحو الأطلسي وليس نحو المتوسط ويدعو إلى فك الارتباط مع ألمانيا والالتحاق بايطاليا إلى آخره المعركة الرئاسية الفرنسية على الأبواب والثقل الأميركي كله في الميزان لأبعاد الخط السياسي الذي مثله جاك شيراك ودومينيك دوفيلبان في المحافل الدولية..
فيصل القاسم: باختصار دكتورة..
حياة الحويك عطية: هذه الأبعاد الثلاثة السياسية لم يلجأ إليها أحد..
فيصل القاسم: دكتورة باختصار بجملة واحدة ماذا تريدين؟
حياة الحويك عطية: في مسألة التحليل وأنا كتبت بالأمس مقال بعنوان ليس حبا يعني نحن لم نتحرك حبا وغراما بفرنسا بالنسبة لنا نحن العرب أنت سألت عن التعاطف العربي..
فيصل القاسم: باختصار بجملة واحدة..
حياة الحويك عطية: كانت فرصة لنا أولا لأن نقول لا لأميركا شعوبنا قالت لا لأميركا أكثر مما قالت نعم لفرنسا شعوبنا قالت نعم لموقف فرنسا وليس لفرنسا شعوبنا قالت أن إسلامنا ليس إسلاما أعمى ظلامي هو إسلام يعرف كيف يتخذ الموقف السياسي العاقل حينما يحتاج الأمر ذلك شعوبنا قالت أن..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر الوقت يداهمنا مشكورة جدا نعود إليكم بعد هذا الفاصل.
المصدر: الجزيرة