الاتفاق الذي توصلت اليه سوريا مع الاتحاد الاوروبي حول قضية اسلحة الدمار الشامل، قد يشكل خطوة موفقة .
فهذا الموضوع كان يعيق، او يتخذ حجة لاعاقة ابرام اتفاقية الشراكة بين دمشق والمجموعة الاورو بية.
واذا كان السؤال مشروعا ومرا عن سبب ربط التعامل مع سوريا او مع اية دولة عربية بالتخلي عن حلم التسلح، في حين ان ذلك لا يعيق التعامل مع اسرائيل، فان ظروف الوضع الراهن، بكل ما تحمله من ضغط اميركي واستشراس اسرائيلي، وتخاذل ان لم نقل احيانا تآمر عربي، تجعل من الحكمة البحث عن مسارب حماية ما. مسارب طالما عرفها التاريخ عبر التحالفات الساعية الى التوازن .
في الوقت نفسه تبدأ الترتيبات لعملية اعادة انتشار الجيش السوري في لبنان، بحيث يظهر ذلك للعالم تجاوبا مع قرار مجلس الامن الاخير حول الموضوع .
ولكن : هل ستكفي الحكمة السورية ؟
هل سيرضى الاميركيون والاسرائيليون بهذا القدر من التنازلات ام ان كل تنازل سيدفعهم الى طلب المزيد ؟
واذا كان ذلك ممكنا ومتوقعا افلن تكون افضل سبل الحؤول دون تحويل سوريا الى عراق، هي تحرك اخر على صعيد داخلي يرافقه تحرك اخر على صعيد عربي؟
بمعنى ان على الحكم السوري ان يتجرأ على مباشرة اصلاحات داخلية تلم السوريين موالاة ومعارضة ولا تترك للعملاء مجال الايذاء.
كما ان عليه ان يتحرك على الجانب اللبناني بحيث يتمكن حلفاء سوريا في لبنان وعلى رأسهم الرئيس لحود من اكتساب القدر الاكبر من اللبنانيين، وقطع الطريق على اية احتمالات لاثارة الفتنة من جديد .
كما ان على العرب، قوى شعبية،واذا كان ما يزال هناك حكومات، ان يتحركوا لدعم سوريا، لحمايتها، ان لم يكن من باب الواجب والتضامن ا لقومي فمن باب الحفاظ على الذات، اذ ان الدور لن يوفر احدا اذا لم توقف العجلة.