يضعها في جيبه ويخرجها كلما اقتضت اللعبة!
انها اوراق مكافحة الارهاب والمراهنة على الرعب الذي تثيره لدى الاميركيين. ما يمكن تلخيصه بجملة واحدة : انتم في خطر وانا احميكم فانتخبوني!
الالوان ايضا في خدمة المعركة لانتخابية لجورج بوش وكلما ارتفع المؤشر الى اللون البرتقالي ارتفعت فرص الرئيس تاجر النفط في سوق اصوات الناخبين.اكثر من عازف يلعبون اكثر من لحن في اوركسترا الرعب واللعب هذه، فما ان انعقد مؤتمر الحزب الديمقراطي حتى اعلنت السلطات الباكستانية عن اعتقال »رأس مهم في تنظيم القاعدة« وما ان خرج المؤتمر مترافقا مع ارتفاع اسهم مرشحه حتى رفعت السلطات مؤشر الانذار الى اللون البرتقالي محذرة من عملية ارهابية داخل الولايات المتحدة. غير ان الفضيحة جاءت هذه المرة من داخل الادارة نفسها حيث اعترفت مستشارة لامن الداخلي فرانس تاوسند بان المعلومات التي استند اليها هذا القرار تعود الى ما بين 2000 و 2001، مما يعني انها قد تكون معلومات سابقة لـ11سبتمبر، وعندما الح عليها المذيع التلفزيوني جيم ليهرر في طلب التفاصيل اعترفت بانها لا تملك اية تفاصيل. الادارة البوشية لم تعدم الرد وقالت ان ذلك صحيح ولكن قدم المعلومات لا يعني بان ارهابيين تخلوا عن خططهم، اضافة الى ان الاجهزة الامنية جددت معلوماتها حديثا.
هل ينطلي الامر على الاميركيين الى هذا الحد؟ هل هم على هذا القدر من السذاجة؟ ولكن ماذا اذا لم يكونوا؟ يسقط جورج بوش ويمضي الى مزرعته وادارةشركاته الضخمة وقد ملأ صناديقه الشخصية باموال العراق وسائر عرب المال، وينصرف ديك تشيني الى ادراة هاليبورتون وشركاته النفطية التي تتمتع بعقود ضخمة في العراق منذ فترة الحصار، حيث حصلت عليها باسم شركات اوروبية، وتذهب كونداليزا رايس الى تفقد ناقلة النفط العملاقة التي تحمل اسمها. ويأتي جون كيري ومعه فريق جديد يريد تحصيل ثروات كالتي حصلها سابقوه، من ارض العرب ومن جيوبهم
وخلال ذلك ينصرف بول وولفويتش وريتشارد بيرل وغيرهم من عشرات الاستراتيجيين اليهود الصهاينة الذين خططوا لفترة بوش الى اعداد الخطط لفترة لاحقة يأتون فيها برئيس العوبة جديد.وربما كانت تلك فرصة تحرر من الالتزامات الادارية يعودون فيها الى اسرائيل لاعداد الخطط مع حكومة قد يشكلها بنيامين نتنياهو الذي عملوا معه في التسعينات في لجنة حملت اسم لجنة العراق.
دون ان يعني ذلك ان ادراة كيري، ان وصل، ستعدم اقرانا لهم لا يقلون ارتباطا باسرائيل وقدرة على التخطيط لتامين مصالحها.
لكن هذا التغيير في الادارة غير مضمون، ومن يدري ما الذي يخبؤه بوش في جيبه من اوراق الارهاب التي سيخرجها عندما يقترب الاستحقاق الرئاسي؟ من يدري من هو الراس الذي سيعلن عن اعتقاله، فيقلب ذلك الامور كلها راسا على عقب؟
من يدري ما هي العملية الارهابية التي ستتطوع خلية لتنفيذها باسم القاعدة، فتنقذ بها الرئيس، وتفسح المجال للبدء في مرحلة جديدة من خطة جديدة لاسرائيل وللادارة البوشية؟
قد يقول البعض ان في ذلك ظلم واتهام للقاعدة، لكن من لم يكتشف بعد مدى الاختراق الذي يعاني منه هذا التنظيم هو اشبه بمن يسير في حقل التحليل السياسي مغمض العينين. ويكفيه لذلك، اذا كان لايحب قراءة الكتب والصحف، ان يعود الى فيلمين لم يطل اولهما شهرة الثاني لكنه قد يكون اهم :
انه، أي الاول فيلم وثائقي مدته ساعة عن ابن الشخص الثالث في تنظيم القاعدة المعروف بالكندي، نظرا لانه كان يحمل الجنسية الكندية، يروي فيه هذا الشاب بالتفاصيل كيف جندته المخابرات الاميركية في افغانستان، وكيف عمل لحسابها ضمن القاعدة طوال سنوات، في معسكرات التدريب، في المكاتب، في افغانستان، ومن ثم كيف ارسل لاختراق الاسلاميين في البوسنة، في العراق، في الاردن، وفي الخليج، حيث كان يتمتع بثقة مطلقة لانه ابن رجل قيادي لاغبار عليه، وقادم من معسكرات التدريب والقواعد.اللقطات الطويلة التي تضمنها الفيلم لكل هذه الاماكن ولكل نشاطات الشاب داخل التنظيم، تدل على ان الذين اعدوا الشريط يملكون كما كبيرا من الافلام والاشرطة التي صورت لهم، ولا تقتصر معلوماتهم على التقارير، والشاب كان يتحدث بضمير النحن، من مثل : ” عندما دخلوا افغانستان كنا ندلهم على البيوت والمواقع ” او “كانوا يطلبون منا كذا وكذا “الخ…مما يدل على انه جزء من خلية، من يدري كم عدد مثيلاتها! خاصة اذا لم ننس ان الاجهزة الاميركية هي التي دربت هؤلاء المجاهدين ( كما كانت تسميهم يومها ) لقتال الاتحاد السوفيتي.
اما الفيلم الثاني فهو فيلم مايكل مور فاهرنهايت الذي تضرب مشاهداته رقما قياسيا في العاصمة الفرنسية هذه الفترة.
واذا ما تركنا الافلام جانبا، سالنا ببساطة اكبر، ولا تحتاج الى التوثيق : في واقع السرية المطلقة التي تغلف التنظيم، ولا مركزية القيادة التي لا يعرف احد من هي واين هي، وبالتالي تعدد التجمعات والخلايا التي تسمي نفسها قاعدة، ما الذي يمنع اية خلية من الموساد الاسرائيلي او من الاجهزة السرية الاميركية او من اية مافيا مأجورة، من تنظيم عملية ما واعلانها باسم القاعدة، او باسم الارهاب الاسلامي بشكل عام، لتصب في صالح هذا الطرف او ذاك؟