جيد ورائع.. ان يكون لدينا وزراء بعقلية قادة، لا.. موظفين! ومع ان في هذا التصنيف شيئا من.. القسوة، بحق الموظف، الا انه… مع الاسى والاسف، لا يخرج عن نطاق ما عرف عن الموظف ليس.. في بلدنا فحسب، بل في جميع البلدان.. المتخلفة!!
وبالطبع.. فان ثمة اسبابا وعوامل لهذه النظرة الى.. الموظف، يأتي في طليعتها، ان مفهوم العمل الوظيفي، وصفاته ومؤهلاته، يختلف في البلدان الواعية الناهضة، عنه.. في البلدان.. النايمة الغافلة!
في البلدان الناهضة، يظل الايمان بالمواطنة وتجسيد مضامينها ومعطياتها، قبل و.. بعد كل عمل، وكل انتاج، يقوم به أي.. مواطن!
الوظيفة الحكومية.. هي.. عمل وانتاج، وعندما يكون هذا هو المفهوم والمنطلق، تنتفي دواعي التفلت والانحراف والتملق، وتختفي مظاهر الاستعباد والاستبداد، لدى المواطن العامل، في أي موقع كان من مواقع الانتاج، سواء كان هذا الانتاج فكرا او غلالا او صناعة او.. ادارة!
هذا يعني.. ان اول الشروط المنوطة بالعاملين، هو.. توفر ايمانهم بقضيتهم القومية التي هي.. مصلحة الأمة و.. سلامة الوطن! ذلك ان الشعب الواعي الناهض الحر.. السيد، هو الذي يعمل على تأمين مصلحته وسد حاجات حياته، في جميع مؤسسات العمل والانتاج، حيث لا مقاييس الا.. الاتقان والاخلاص للعمل، لضمان ان يظل الانتاج افضل!!
ولعل مؤسسة الحكومة هي أهم مؤسسات المجتمع. ولهذا.. كان على آلموظفين في هذه المؤسسة، ان يكونوا من خيرة المواطنين، ثقافة قومية صحيحة منزهة عن التلوث والتورط بمظاهر المرض والانحطاط، كالعشائرية والاقليمية والانانية والمذهبية وغير ذلك من مفاهيم التخلف وقيمه، موروثة كانت او.. مستحدثة.. طارئة!!
الثقافة القومية الصحيحة، هنا، تعني.. غرس عوامل الاخلاص للعمل.. وبالتالي.. الاخلاص لمقومات الحياة الجيدة. وحتى.. الاخلاص، فانه لا يكفي، اذا لم يكن مقرونا باتقان العمل، للانتاج الافضل!!
اما في البلدان النايمة، ونحن منها.. ولا فخر!، »تتشقلب!« المفاهيم والمقاييس، اذ يكون مقياس الاخلاص في العمل واتقانه، هو… في درجات الاخلاص للمدير او للوزير او للحاكم، او.. في اخلاص المسؤول او المتنفذ، لهذا »الفرد« او.. تلك الفئة، ردا على جميل، او.. تسليفا لجميل، لقاء ضمان الولاء له او.. لشخصه، كسياسي محترف!!
من هنا.. تكرار قولنا، وقول الغيارى، بأن البناء الاجتماعي الصحيح، يحتاج بل.. يقتضي مفاهيم جديدة، تستمد منها، وتنبثق عنها، مقاييس صحيحة للعمل والانتاج، سواء كان العامل المنتج، وزيرا او.. موظفا او.. تاجرا!! ذلك انه، في مقاييس العمل الصحيحة، لا يكفي ان يتوفر عنصر الاتقان، اذا لم يكن مقرونا بعنصر.. الاخلاص!
وفي مقاييس العمل الصحيحة، لا يعود ثمة ما يهبط بنفسية الموظف »المسخم«، (كما هو حال موظفنا« عن نفسية.. الوزير الخطير! ذلك ان.. الاحساس بالمواطنة والحرص البالغ على استهداف مصلحة الشعب وسلامة الوطن، يطغى على كل ما عداه من سلوكيات خاطئة مستمدة من مفاهيم واوضاع بالية!!