اطفال الحجارة

هؤلاء الذين تحولوا الى مصطلح وشعار، يفرح به الكتاب والشعراء ونشطاء السياسة وعلماء الكلام.

هؤلاء وزعوا على الانترنت امس رسالة تتحدث عمن عاد منهم الى البيت ممنوعا من الالتحاق بالمدرسة في الارض المحتلة، لانه لا يملك قسط المدرسة او ثمن الحقيبة او الكتب.

حالة لم يصلوا اليها الا لان اباءهم شهداء او اسرى، او لان جرافات العدو ودباباته التي سبقتهم الى ساحات المدارس قد جرفت بيوتهم وحقولهم ودمرت ممتلكاتهم.

هؤلاء الدائنون، المثبت حقهم في عنق كل عربي، مطلوب ايفاؤهم نزرا من دينهم.

مدينون كلنا لهم، بلحظة الكرامة الوحيدة التي نعيشها ونحن نتحدث عن عملية استشهادية، ونتابع تصاعد عدد ضحاياها في صفوف العدو!

مدينون لهم بلمحة الامل والحقيقة الوحيدة المتبقية في هذا الظلام الممتد من المحيط الى الخليج.

مدينون نحن لهم، برمق وحيد متبق، يسمح لنا بالقول اننا ما نزال امة حية او يمكن ان تعود الى الحياة! وبطاقة شحن يمكن لها ان تغذي مقاومة في العراق، كما عدت المقاومة في لبنان. وان تبقي على عصب صمود في الساحة الشعبية العربية والرسالة الموزعة لا تطالبنا الا بنزر لا يذكر من ايفاء الدين: التبرع برسوم تسجيل او ثمن حقيبة او ثمن كتب ضمن حملة تحمل عنوان (حقيبة مدرسية لطفل محروم).

والمبالغ محددة< رسوم الدراسة: 15 دولارا، حقيبة مدرسية: 12 دولارا، ثمن الدفاتر والقرطاسية لطالب واحد: 25 دولارا، ثمن الزي المدرسي 20 دولارا. اما رقم الحساب ففلسطين – غزة – بنك الاردن – الفرع الرئيسي 46578 او بنك فلسطين – الفرع الرئيسي: غزة 40045/1.

وتعد الرسالة بنشر اسماء المتبرعين وارسال وصل استلام لكل متبرع على عنوانه الالكتروني. اما عنوان جمعية النهضة الاجتماعية الخيرية التي تتولى الامر فهو:

SSNP2@Hotmail.com

ثمة اقتراح يرد الى الذهن هنا: لماذا لا تكون الاستجابة متجاوزة للمبادرات الفردية، بان تقوم مبادرة تكفل جماعية من مؤسسات اجتماعية او تربوية بحيث تتكفل كل من هذه عددا محددا من الطلبة؟

او لماذا لا نعمد الى عملية توأمة بين كل طالب في مدرسة ميسورة وبين طالب مقابل في فلسطين، مما يؤدي غرضا يتجاوز مجرد الدعم المالي؟