علاقات تاريخية، قطع علاقات في الظاهر، لقاءات سرية لمسؤولين من الطرفين في عاصمة ثالثة..
لكأن ذلك ما اصبح سمة العلاقة بين العديد من الانظمة العربية واسرائىل منذ وقت طويل. وكأن يديعوت احرونوت قصدت وهي تصف بهذه العبارات الثلاث زيارة وزير خارجية الاحتلال الى المغرب ان تصف هذه السمة العربية.
ولكنها وفي المقابل، كانت تورد خبرا تفصيليا عن زيارة الوسيط الالماني في مفاوضات تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائىل للشيخين كريم عبيد ومصطفى ديرانية، قائلة بانهما وجها عبره، رسالة الى اسرتيهما، لكنهما رفضا توجيه رسالة الى السيد حسن نصر الله، في حين يبدو ان الالمان يحاولون الوصول الى مبادلة المناضلين الاسيرين مع الطيار الاسرائىلي رون اراد.
أهما الخطان المتوازيان المستعصيان على الالتقاء، خط المقاومة الشعبية وخط الاداء الرسمي العربي؟
ام هما خطان متوازيان قائمان منذ بداية الصراع العربي – الاسرائيلي بين اهل التخلي واهل المواجهة.
الانباء ركزت على الازمة الاقتصادية التي يعاني منها المغرب، ودورها في الحفاوة الكبيرة التي تجلت في استقبال تجاوز الساعة خص به الملك سيلفان شالوم.
ويبقى الحديث عن الدور الذي تتطلع الرباط الى لعبه في العملية السلمية، فأي دور عربي، هو ذاك الذي سينبت من اعطاء الدعم لحكومة ارئىل شارون، ووضع بصمة دامغة على سياساته ازاء الفلسطينيين، في وقت يتغلغل فيه المشروع الصهيوني في العراق؟
ام ان مربط الفرس هنا، في العراق، هذا الذي بعد سقوطه، جعل الجميع يبحثون عن ضمان بقائهم. وبأي ثمن.
فها هو القذافي يشتري هذا البقاء بمليارات الشعب الليبي، التي جعلت وبمقارنة بسيطة كل اميركي او اوروبي مساويا لمدينة او قرية كاملة في ليبيا وسائر العالم العربي – لنسأل عن دية القتيل في اي صلح قبلي او عشائري او حتى قضائي، ولنقارن ذلك بدية قتيل لوكربي – وها هي الامارات، ومن ورائها الجامعة العربية تمتثلان لطلب اميركي باغلاق مركز زايد للتنسيق والمتابعة، لمجرد تهمة انه استضاف محاضرين معادين للصهيونية في اخطر تعبير عن انتقال الاحتلال الاميركي – الصهيوني الى ساحة الثقافة والفكر..
وفي تعبير آخر عن ارتباط المؤسسات الثقافية بالنظام الرسمي – ايا كان – يشكل نقطة ضعف في قدرتها على العمل والاستمرار ضمن خط الثقافة الوطنية الملبية لحاجات وتطلعات وحقيقة الشعب.
وها هي الدول العربية، تشتري ذاك الوجود، بقبول الحكم العراقي المعين من قبل الاحتلال الاميركي، اعلانا او صمتا..
فهل جاءت خطوة المغرب في السياق نفسه؟